الصفحات

الخميس، 5 فبراير 2015

آلَةُ العَيشِ صِحّةٌ وَشَبَابٌ .. فإذا وَلّيَا عَنِ المَرْءِ وَلّى

إنْ يكُنْ صَبرُ ذي الرّزيئَةِ فَضْلا تكُنِ الأفضَلَ الأعَزّ الأجَلاّ
أنتَ يا فوْقَ أنْ تُعَزّى عنِ الأحـ ـبابِ فوْقَ الذي يُعزّيكَ عَقْلا
وَبألفاظِكَ اهْتَدَى فإذا عَزّ اكَ قَالَ الذي لَهُ قُلتَ قَبْلا
قَدْ بَلَوْتَ الخُطوبَ مُرّاً وَحُلْواً وَسَلَكتَ الأيّامَ حَزْناً وَسَهْلا
وَقَتَلْتَ الزّمانَ عِلْماً فَمَا يُغْـ رِبُ قَوْلاً وَلا يُجَدِّدُ فِعْلا
أجِدُ الحُزْنَ فيكَ حِفْظاً وَعَقْلاً وَأرَاهُ في النّاسِ ذُعراً وجَهْلا
لَكَ إلْفٌ يَجُرّهُ وَإذا مَا كرُمَ الأصْلُ كانَ للإلْفِ أصلا
وَوَفَاءٌ نَبَتَّ فيهِ وَلَكِنْ لم يَزَلْ للوَفَاء أهْلُكَ أهْلا
إنّ خَيرَ الدّمُوعِ عَوْناً لَدَمْعٌ بَعَثَتْهُ رِعايَةٌ فاسْتَهَلاّ
أينَ ذي الرِّقّةُ التي لَكَ في الحَرْ بِ إذا استُكرِهَ الحَديدُ وَصَلاّ
أينَ خَلّفْتَهَا غَداةَ لَقِيتَ الـ ـرّومَ وَالهَامُ بالصّوارِمِ تُفْلَى
قاسَمَتْكَ المَنُونُ شَخْصَينِ جوْراً جَعَلَ القِسْمُ نَفْسَهُ فيهِ عَدْلا
فإذا قِسْتَ ما أخَذْنَ بمَا غَا دَرْنَ سرّى عَنِ الفُؤادِ وَسَلّى
وَتَيَقّنْتَ أنّ حَظّكَ أوْفَى وَتَبَيّنْتَ أنّ جَدّكَ أعْلَى
وَلَعَمْرِي لَقَدْ شَغَلْتَ المَنَايَا بالأعادي فكَيفَ يَطلُبنَ شُغلا
وَكَمِ انتَشْتَ بالسّيُوفِ منَ الدهـ ـرِ أسيراً وَبالنّوَالِ مُقِلاّ
عَدّها نُصرَةً عَلَيْهِ فَلَمّا صَالَ خَتْلاً رَآهُ أدرَكَ تَبْلا
كَذَبَتْهُ ظُنُونُهُ، أنْتَ تُبْليـ ـهِ وَتَبْقى في نِعْمَةٍ لَيسَ تَبْلَى
وَلَقَدْ رَامَكَ العُداةُ كَمَا رَا مَ فلَمْ يجرَحوا لشَخصِكَ ظِلاّ
وَلَقَدْ رُمْتَ بالسّعادَةِ بَعْضاً من نُفُوسِ العِدى فأدركتَ كُلاّ
قارَعَتْ رُمحَكَ الرّماحُ وَلَكِنْ تَرَكَ الرّامحِينَ رُمحُكَ عُزْلا
لوْ يكونُ الذي وَرَدْتَ من الفَجْـ ـعَةِ طَعناً أوْرَدْتَهُ الخَيلَ قُبْلا
وَلَكَشّفْتَ ذا الحَنينَ بضَرْبٍ طالمَا كَشّفَ الكُرُوبَ وجَلّى
خِطْبَةٌ للحِمامِ لَيسَ لهَا رَدٌّ وَإنْ كانَتِ المُسمّاةَ ثُكْلا
وَإذا لم تَجِدْ مِنَ النّاسِ كُفأً ذاتُ خِدْرٍ أرَادَتِ المَوْتَ بَعلا
وَلَذيذُ الحَيَاةِ أنْفَسُ في النّفْـ ـسِ وَأشهَى من أنْ يُمَلّ وَأحْلَى
وَإذا الشّيخُ قَالَ أُفٍّ فَمَا مَـ ـلّ حَيَاةً وَإنّمَا الضّعْفَ مَلاّ
آلَةُ العَيشِ صِحّةٌ وَشَبَابٌ فإذا وَلّيَا عَنِ المَرْءِ وَلّى
أبَداً تَسْتَرِدّ مَا تَهَبُ الدّنْـ ـيَا فَيا لَيتَ جُودَها كانَ بُخْلا
فكفَتْ كوْنَ فُرْحةٍ تورِثُ الغمّ وَخِلٍّ يُغادِرُ الوَجْدَ خِلاّ
وَهيَ مَعشُوقةٌ على الغَدْرِ لا تَحْـ ـفَظُ عَهْداً وَلا تُتَمّمُ وَصْلا
كُلُّ دَمْعٍ يَسيلُ مِنهَا عَلَيْها وَبِفَكّ اليَدَينِ عَنْها تُخَلّى
شِيَمُ الغَانِيَاتِ فِيها فَمَا أدْ ري لذا أنّثَ اسْمَها النّاسُ أم لا
يا مَليكَ الوَرَى المُفَرِّقَ مَحْياً وَمَمَاتاً فيهِمْ وَعِزّاً وَذُلاّ
قَلّدَ الله دَوْلَةً سَيْفُهَا أنْـ ـتَ حُساماً بالمَكْرُماتِ مُحَلّى
فَبِهِ أغْنَتِ المَوَاليَ بَذْلاً وَبِهِ أفْنَتِ الأعاديَ قَتْلا
وَإذا اهْتَزّ للنّدَى كانَ بَحراً وَإذا اهْتَزّ للرّدَى كان نَصْلا
وَإذا الأرْضُ أظلمتْ كانَ شَمساً وَإذا الأرْضُ أمحَلَتْ كانَ وَبْلا
وَهوَ الضّارِبُ الكَتيبَةَ وَالطّعْـ ـنَةُ تَغْلُو وَالضّرْبُ أغلى وَأغلَى
أيّهَا البَاهِرُ العُقُولَ فَمَا تُدْ رَكُ وَصْفاً أتعَبْتَ فكري فمَهْلا
مَنْ تَعَاطَى تَشَبّهاً بِكَ أعْيَا هُ وَمَنْ دَلّ في طَرِيقِكَ ضَلا
وَإذا ما اشتَهَى خُلُودَكَ داعٍ قالَ لا زُلتَ أوْ ترَى لكَ مِثْلا
المتنبي

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..