الصفحات

السبت، 28 فبراير 2015

رسالةعاجلة إلى أمين رابطة العالم الإسلامي بشأن استضافة الرابطة للإخوانيين

بسم الله الرحمن الرحيم
من حمد بن عبدالعزيز العتيق
إلى معالي رئيس رابطة العالم الإسلامي الشيخ عبدالله التركي، وفقه الله لما يحبه ويرضاه.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن من نعم الله علينا وعلى الناس في بلاد التوحيد والسنة: المملكة العربية السعودية أن ولى الله
علينا ولاة هم خير ولاة الأرض اليوم، كيف لا؟! وهم الوحيدون الذين يرفعون راية التوحيد والسنة بفهم سلف الأمة ويذبون عنها، ويحكِّمون شرع الله، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويعلمون رعيتهم الدين كما أنزله الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى رأسهم اليوم إمام أهل السنة الملك الصالح خادم الحرمين سلمان ابن الإمام الصالح عبدالعزيز ابن سعود حفظه الله وغفر لوالده.
فخادم الحرمين الملك سلمان عُرف بحمل همِّ دعوة التوحيد السلفية التي يسميها أعداؤها بالوهابية والذب عنها والرد على خصومها، بل بتحديه الشهير حين قال:
أتحدى أن يأتي أحد بحرف واحد في كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب أو رسائله التي أصدرها يخالف كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وكان من بركة هذا الملك الصالح والإمام العادل أنه استشعر أبعاد خطر الإرهاب المحدق بالإمة الإسلامية، وخطر وصم الإسلام والدعوة السلفية به، فوجه رعاه الله بعقد مؤتمر "الإسلام ومحاربة الإرهاب" الذي يرعاه شخصياً، لتحقيق هدفين رئيسين في ظني:
١-دفع ورفع شر الإرهاب والتطرف عن بلاد الإسلام بل عن العالم كله.
٢-تبرئة الإسلام عموماً وبلادنا السعودية ودعوتها السلفية خصوصاً من تهمة الإرهاب التي حاول أعداء الإسلام والسنة إلصاقها بها.
وقد أوكل -أيده الله- إلى رابطة العالم الإسلامي التي ترأسونها: استنفار جهود المخلصين من العلماء والدعاة والمعنيين بالشأن
الإسلامي حول العالم للتصدي لخطر هذه الظاهرة ووأدها قبل ان يتطاير شرارها في المزيد من بلاد المسلمين...
معالي الشيخ: لا يخفى على مثلكم أن هذه أمانة حملكم إياها خادمُ الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفطه الله، كما لا يخفى على مثلكم أن من واجب النصيحة التي أوجبها الله عليكم له ولكتابه ولولاة أمورنا أن تقوموا بما أوكله إليكم خادم الحرمين على الوجه الذي يحبه الله أولاً ثم على ما تقتضيه سياسة خادم الحرمين وهذه البلاد المباركة.
ومعلوم لكل مطلع أن الإرهاب في طوره العصري له أسباب كثيرة: من أهمها وأظهرها الجماعات الحزبية الضالة والتنظيمات
الحركية المارقة، وفي مقدمتها تنظيم الإخوان الإرهابي، الذي عانت منه الأمة الإسلامية خلال هذا القرن أسوأ معاناة.
وقد مر هذا التنظيم الإرهابي بعدة مراحل، استطاع في أولها أن يقنع الكثيرين من الخاصة والعامة بأنه تنظيم يريد الخير وينشر السلام.
ثم ما لبث هذا التنظيم الإرهابي حتى أظهر ما كان يبطنه من شر للإسلام والسنة وأهلها، فظهر وجهه الآخر الحقيقي لكل من أنار الله بصيرته، حيث فرق هذا التنظيم جماعة المسلمين، ونشر بينهم عقائد الخوارج المارقين، وزينها بالمصطلحات البراقة كالعدالة الإجتماعية والصحوة الإسلامية، فخرجت من تحت عباءته أكثر التنظيمات الإرهابية دموية كجماعة التكفير والهجرة التي قادها الإخواني شكري مصطفى، والقاعدة التي قادها الإخواني ابن لادن، وجبهة الجولاني، وداعش التي يقودها البغدادي، إخواني النشأة باعتراف القرضاوي.
وقد شهد بتطرف هذا التنظيم: القريبُ قبل البعيد كما تراه في تقرير حليفهم الإعلامي هنا:
فحينها وبعد هذا كله تغيرت نظرة الكثيرين من الخاصة والعامة لهذا التنظيم الإرهابي تبعاً لما أظهره من تطرف وإرهاب.
وكان من آخر طعنات هذا التنظيم الإرهابي للإسلام والسنة تبنيه لفتنة هذا العقد، أعني فتنة: الربيع العربي.
حيث وضع هذا التنظيم الإرهابي يده في يد أعداء الإسلام والسنة من اليهود والنصارى والصفويين، ثم سل سيفه على بلاد الإسلام
والسنة وضرب بعضهم ببعض، حاكمهم ومحكومهم، غنيهم وفقيرهم حتى شاع في ديار الإسلام والسنة: الخراب والدمار باسم
الديمقراطية والحرية زعموا.
وقد جند التنظيم الإخواني في ذلك المشروع المدمر (الربيع العربي) جميع وسائله المباحة والمحرمة، وفصائله الظاهرة والباطنة.
وكان من أخطر وسائله وأشرس فصائله ما سمي زوراً وبهتاناً بـ (الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين) زعموا ولكن الاسم الصحيح المطابق لواقعه هو (الإتحاد العالمي لعلماء ودعاة الإخوان المسلمين) الذي اتخذوه اتحاداً ضراراً وتفريقا بين المؤمنين وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله من قبل ومن بعد وليحلفُنّ إن أردنا إلا الحسنى، وإنهم لكاذبون، قاتلهم الله أنى يؤفكون.
ويرأس إتحادهم داعية (الربيع العربي) الذي يفتخر بأنه خطيب الفتنة وداعيتها والعياذ بالله
ولما رأى رئيسُ اتحاد الإخوان المسلمين وخطيب الفتنة كما يسمي نفسه لما رأى بعض البلاد الخليجية ومنها السعودية تقف في وجه مخططهم الإرهابي والمفتت لبلاد الإسلام والسنة قام بمهاجمتها ومهاجمة ولاتها بلا حياء ولا خجل
معالي الشيخ:
لقد وفق الله هذه البلاد المباركة بلاد التوحيد والسنة:المملكة العربية السعودية، إلى إعلان الحرب على الفرق المارقة الخارجية
والتنظيمات الماكرة الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي.
فأعلنت المملكة العربية السعودية من خلال الأمر الملكي الكريم رقم أ/44 وتاريخ 3-4-1435هـ، تشكيل لجنة من أهل الاختصاص مكونة من عدة جهات ومنها:
١-وزارة الداخلية وعلى رأسها وزيرها الحالي وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف حفظه الله
٢-وزارة الخارجية وعلى رأسها وزيرها الحالي الأمير سعود الفيصل حفظه الله
٣-وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وعلى رأسها وزيرها الحالي معالي الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله.
كما ضمت اللجنة وزارة العدل وديوان المظالم وهيئة التحقيق والادعاء العام.
ومهمتها إعداد قائمة تحدث دورياً بالتيارات والجماعات الدينية أو الفكرية المتطرفة أو المصنفة كمنظمات إرهابية داخلياً أو إقليمياً أو دولياً، ورفعها لاعتمادها.
فقامت اللجنة المشار إليها بالاجتماع وتدارست ذلك ورفعت للمقام الكريم القائمة الأولى للأحزاب والجماعات والتيارات الإرهابية،
وكان من ضمنها (جماعة الإخوان المسلمين) ثم صدرت موافقة المقام السامي على ما أوصت به اللجنة المشار إليها آنفاً، وصدر الأمر الكريم رقم (16820) وتاريخ 5-5-1435هـ بذلك.
معالي رئيس الرابطة:
هل بعد هذا وذاك، يسوغ أن يُشرك هذا التنظيم الإرهابي في محاربةالإرهاب؟!! وهو الذي صنعه وغذاه؟!!
أقول ذلك لما رأيته ورآه غيري مما أثار موجة استغراب واستنكار واسعة ألا وهو استدعاء بعض أعضاء تنظيم الإخوان الإرهابي واتحاد علمائه مثل الدكتور عصام احمد البشير الأمين المساعد للعلاقات والعمل الأهلي بالإتحاد العالمي لعلماء الإخوان المسلمين، وكذلك الدكتور علي القره داغي الأمين العام للإتحاد العالمي لعلماء الإخوان المسلمين، وهذا الأخير بالذات تشهد له مواقفه وتغريداته بالوقوف ضد توجهات المملكة وولاتها لاسيما في سياستها ضد مشروع الصهيونية لتفتيت بلاد الإسلام والسنة باسم الربيع العربي.
كما تداوله القاصي والداني وتجد بعضه هنا
وها هنا ثلاثة اسئلة يا معالي الشيخ:
الأول: هل يمكن أن نرى في المستقبل الظواهري خليفة القاعدة، والبغدادي خليفة داعش والجولاني الناطق باسم جبهة النصرة، هل سنراهم يناقشون معكم طرق محاربة الإرهاب والتطرف، فإن كان هذا غير معقول!! فقل لي يامعالي الشيخ: أي فرق بين هؤلاء وبين أولئك وكلهم منتسبون لجماعات وتنظيمات إرهابية؟!
السؤال الثاني: ما سر التناغم بين كثير من الوسائل والشخصيات في الداخل والخارج لمحاولة تبرئة تنظيم الإخوان من جريمة الإرهاب، وإعطاء المتلقي صورة ذهنية وواقعية على ترك العمل بالقرار الملكي الكريم الذي صنف تنظيم الإخوان كجماعة إرهابية، وجرم التعاطف معها فضلاً عن الانتساب لها، هل كل ذلك كان من باب الصدفة المحضة؟!!
السؤال الثالث: هل عُدم أهل النصيحة والصدق الذين وقفوا مع السعودية وحاربوا الإرهاب بتنظيماته ورموزه في أحلك الساعات والظروف، والذين يُعيرون ليل نهار بتبعيتهم للسعودية لا لشيء: إلا لأنهم دافعوا بالحق عنها وعن ولاتها وعلمائها، وهم معروفون ومنتشرون في الهند وباكستان والخليج والشام ومصر والمغرب وأوروبا وغيرها، وكانوا يستحقون ولو كلمة شكر أو تشجيع منكم ومن أمثالكم في هذه البلاد المباركة التي عم خيرها للمخالف فضلاً عن الموافق والمؤالف!! هل عُدم أولئك الأفاضل حتى اضطررتم للاستعانة بالمحسوبين على التطرف والإرهاب وأحزابه؟!!
أسئلة تنتظر منكم الإجابة.
وأخيراً يا معالي الشيخ:
قد يكون لكم اجتهاد(ما)في تنظيم الإخوان يخالف سياسة الدولة، وهذا لو احتملناه في ما يتعلق بالرأي والاجتهاد، فلا يمكن احتماله فيما يتعلق بالسياسات الداخلية والخارجية المحسوبة على الدولة السعودية، فإن الأعمال المحسوبة على سياسة الدولة داخلياً وخارجياً ليست محل اجتهاد لكم بل هي محل اتباع لما يراه ولي الأمر حفظه الله تعالى، فالزموا والتزموا واسمعوا وأطيعوا فيما هو من صلاحيات ولي الأمر.
وفقكم الله لنصرة السنة وأهلها، ومحاربة البدعة وأوليائها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


مواضيع مشابهة - أو -ذات صلة :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..