الصفحات

الخميس، 5 فبراير 2015

الزول زوله والحلايا حلاياه "قصة وقصيدة"

هذا البيت أشهر من نار على علم وتردد كثيراً على ألسنة الناس في كثير من المناسبات المختلفه وهو
نتاج قصة حقيقية حدثت في الزمن القديم فهذا البيت لزوجة الشيخ وديد بن عروج شيخ قبيلة بني لام التي كان موطنها العارض في وسط نجد وقد كانت قبيلة كثيرة العدد تفرعت منها عدة قبائل معروفة الآن في جزيرة العرب.

وهي ( الفضول - المغيره - الكثير )
واغلبهم أسر متحضره الان

الــزول زولــه والــحــلايــا حــلايـاه ... والـفـعـل مـاهو فعل وافي الخصايل

أما قصة البيت المذكور أعلاه فهي أن الشيخ وديد بن عروج قد اشتهر بالمغازي الكثيرة وكان لديه
ذلول أصيلة ولكنها دائما ضعيفه وهزيلة الحال لكثرة غزواته عليها ولم يبين الشحم على جسمها
بسبب ذلك، وبعد موته تقدم أخوه "لزّام" للزواج من أرملة أخيه لحفظ الأبناء وتربيتهم، وتم الأمر
إلا أن الفرق بين الرجلين كان كبيراً جداً في نظر الزوجة، فلزّام لم يظهر له فعل كأخيه وديد
واكتفى في حياة أخيه بالمكوث في البيت وقضاء لوازمهم إذا ماغاب أخيه للغزو، وقد زاد حزن
الزوجة عندما رأت الذلول الهزيل وقد تغيرت أوصافها وتبدل حالها فمن بعد الهزال ركب الشحم
عليها وفي احدى المرات عاد الراعي بالابل فإذا بالذلول " تهدر وكأنها جمل، فتذكرت زوجها
السابق الشيخ وديد وغزواته ومحاسنه التي تفتخر بها كأي امرأة بدوية تحب الرجل الفارس
الشجاع، وقارنت بين حياتها تلك وبين حياتها الحالية مع أخيه لزّام فقالت:

هذه الابيات التي ترثي بها زوجها السابق الذي قتل

يـالله يـاعـايـد عـلـى كـل مـضـماه ... يا مخضر الأرض الهشيم المحايل
أنـت الـكـريـم ورحـمـتـك مـا نسيناه ... تــــــــروف باللي دوم عينه تخايل
تــلــطـف بـمـن كـن عـيـنـه مـداواه ... الـلـي بـقـلـبـه حــامــيــات الملايل
ألـوج مـثـل أيـوب مـن عـظـم بـلواه ... وأسـهـر الى ما يصبح النجم زايل
عـلـى حـبـيـبٍ كـل مـا قـلـت أبـنساه ... لـذكـره تـفـطـنـي من الهجن خايل
لــيــا نــســيـتـه ذكـرتـنـي بـطـريـاه ... شـيـبـا ظهر من عاصيات الجلايل
يـلـتـاع قـلـبـي كـل مـا اذكـر سواياه ... كـمـا يـلـوع الـطـيـر شـبك الحبايل
لا وابن عمي  سـبـع سـنـيـن فـرقـاه ... عـلـيـه أنـا قـضـيـت كـل الـجـدايل
لا وابن عمي يـتـلـف الـهجن ممشاه ... لــيــا بــغــى لــه نـيـة مـا يـسـايل
لا وابن عمي يـسـقـى الربع من ماه ... دلــيــلــهــن لا ضــيّـعـوه الـدلايـل
لا وابن عمي يـرعـب الـهـجن بغناه ... مـن كـثـر مـا يـوحـيـه ليل وقوايل
لا وابن عمي كــل قــوم تـنـصـاه ... تـلـقـى ربـوعـه طـيـبـيـن الـقـبـايل
لا وابن عمي تـدفـق الـسـمـن يـمـناه ... يـامـا ذبـح مـن بـيـن كـبـش وحايل
لا وابن عمي وافــيــات سـجـايـاه ... عـلـيـه غـضـات الـصـبـايـا غلايل
لا وابن عمي دوم لـلـعـفـن مـتـقـاه ... يــامــا كـلـنـه مـدمـجـات الـفـتـايـل
لا وابن عمي بـيـتـن ذولا وذولاه ... خــلــي بـوجـه مـعـدلـيـن الـدبـايـل
لا وابن عمي طـاح يـوم الـمـلاقـاه ... بـنـحـور غـلـبـا فـوق غـب السلايل
لا وابن عمي طـيـر شـلـوى تـعـشـاه ... قـطـاعـة الـمـهـجـة سـناعيس حايل
يــاعــارفــيـن وديـد يـاطـول هـجـراه ... يـالـيـتـنـي بـوديـد مـا أبـغـى بـدايـل
أخذت أخوه أبي العوضي ذاك من ذاه ... والـبـيـت واحـد مـن كـبـار الحمايل
عــنــدي مــثــيــلــه واحتـدٍ كـنـه إيـاه ... عـلـيـه مـن تـوصـيـف خـلـي مثايل
الــزول زولــه والــحــلايــا حــلايـاه ... والـفـعـل مـاهو فعل وافي الخصايل

ولسوء حظ الزوجة فقد سمعها زوجها لزّام وأضمر الشر في نفسه لكنه لم يشأ أن يعاقبها إلا بعد

أن يجعلها ترى فعله وشجاعته وبالفعل قام بإعلان المغزى وطالت غزواته حتى أن رفاقه سئموا

طول المدة وكان كلما كسب شيئاً أرسله إلى قومه وهو ماضٍ في غزواته وقد أنشد هذه القصيدة:

أنـا ابـن عـروج وهـاذي سـواتي ... مـوصل سمان الهجن شنٍ ما يجنه


خـمـسـيـن يـومٍ والـنـضـا مقفياتي ... مــع مـثـلـهـن وهـن على وجههنه
نـمـشـي الـنـهـار ولـيـلـنـا مانباتي ... كــم ذود مـصـلاحٍ امـنـيـسٍ خذنه
مـن ظـن فـيـنا الطيب شافه ثباتي ... والـلي هقى فينا الردى ضاع ظنه
كـم مـن صـبـيٍ عـشـقـة لـلـبناتي ... عقب التعجرف بدّل الضحك ونه
اسـتـاخـذ المذهول عاف الحياتي ... هـو مـادري أن الهـجن بيوصلنه
من فوق هجنٍ من فحلهن خواتي ... غـيـب الـصـبايا الخافية يظهرنه

ولما رجع من غزواته كانت ذلوله بالكاد تمشي وفي حالة يرثى لها من شدة الاعياء والهزال ويقال

أنها بركت قبل أن تصل إلى البيت، فأمر زوجته أن تذهب لاحضارها وكان يمشي خلفها يريد الفتك

بها لما قالته سابقاً من قصائد تمس كرامته وهي لم تكن تعلم بأنه يمشي خلفها، فلما رأت الذلول

على تلك الحال قالت هذه القصيدة التي كانت سبباً في نجاتها من خطر لم تكن تعلم عنه:

يا بكرتي وش علم حالك ضعيفي ... أشــوف حــيــلــك وانــي عــقــب الاردام
عقب الفسق ومهادرك بالمصيفي ... ومــصــاول الــقــعــدان مـربـاعـك الـعـام
عـقـب الأبـاهـر والـسـنـام المنيفي ... صــرتـي كـمـا الـمــفرود مـن فـعـل لـزّام
قـطـع عـلـيـك ديـار قـوم تـخـيـفـي ... تــســعــيــن لـيـلـة راكـب الـهـجـن مـا نام
اقـفـى عـلـيـك مـن الحساء للقطيفي ... لــحــوران والــحــرة الــى نــقــرة الـشـام
وتـدمـر وصـلـهـا وخمّها مستخيفي ... واشــبــيــح والــضــاحـك وقـديـم الأقـدام
واخــذ عــلـيـك اذواد جـوٍ مـريـفـي ... وضـحـك كـمـا بـرق الـحـبـاري بالاكوام
يــزفــهــا يــقــداه مـشـيـة هـريـفـي ... واقـفـي عـلـيـهـن مـتـلـف الـهـجـن لا قام
وعادوا على العارض ركيبٍ يهيفي ... يــتــلــون ابــن عــروج مـقـدم بـنـي لام
زهـابـهــم حـب الـقـرايـا الـنـظـيفي ... وسـلاحـهـم صـنـع الـفـرنـجـي والاروام
يـامـا انـقـطـع مع ساقته من عسيفي ... ومـن فـاطـرٍ مـشـيـة عـن الـجـيـش قـدام
عـقـب الـشـحـم ومـلافـخـة للرديفي ... قـامـت تـسـنـدر مـثـل مـبـخـوص الاقدام
تـوي هـنـيـت وطـاب بـالـي وكيفي ... من عقب ضيمي صرت في خير و انعام

وهكذا أثبت لزّام أنه لا يقل عن أخيه شجاعة وفروسية وثبت للزوجة أن الخلف كالسلف



-------------------------------------------------------------
وفي رواية أخرى ، ولعل الأولى هي الأقرب

 
هذه قصة يقال أنها  لشاعرة من بني لام وكانت زوجة لابن عروج من فرسان وشيوخ هذه القبيلة

وكانت ناقتة هزيلة من كثرة ما كان يغزو عليها ..
توفي زوجها .. فتقدم شقيقه لخطبتها ووافقت عليه وتزوجته ..
إلا أنه كان لا يخرج للغزو مثل أخيه فركب الناقة الشحم وأخذت تعدو على النياق كأنها جمل ..
فقال لها زوجها خلينا نعقل هذه الناقة لنأمن شرها .. وهنا تذكرت زوجها الأول ..

وقالت هذه القصيدة ا :

لا وابن عمي كل ما جيت أبا أنساه
.................... إيلا  لِه تذكرني مع الــذود حـــايل
لا وابن عمي تطرب الهجن لـ غناه
.................... من كثر ما توحيه صبح وقـــوايل
لا وابن عمي كل عذرا    تمناه
.................... عليه ترفات الصــــبايا غـــــلايل
لا وابن عمي تنثر السمن يمناه
.................... على صـــــــحون كــــنهن النثايل
ينلاع قلبي كل ما أوحيت طرياه
.................... كما يلوع الطير شــــبك الحــبايل
أخذت أخوه أبغى عوض ذاك من ذاه
.................... البيت واحد من كـــــبار الحــمايل
الزول زوله والحلايا حلاياه
.................... والفعل ما هو فعل واف الخصايل

وهذه القصيدة حركت فيه الحمية وانطلق بالناقة يغزو بها في جهات عديدة ..
وبعد فترة عاد لزوجته وقد أصبحت الناقة أكثر هزالا مما كانت عليه في السابق
حتى أنها لم تستطع الوقوف من التعب والهزال
وقد أدهشها بما قام به من غزو وما جلبه من غنائم

فقالت مرتجلة هذه الأبيات:

ثوَّر من العارض ركيب يهيفي
............... يتلون ابن عـرُّوج مِقــــدم بني لام
زهابهم حب القرايا النظيفي
............... وسلاحهم صـنع الفرنجي والاروام
يا ما انقطع في ساقته من عسيفي
............... ومن فاطر تسبق على الجيش قدام
عقب الشحم وملافخة للرديفي
............... قامت تضولع مثل مرهوص الأقدام

سعد زوجها من هذه الكلمات الطيبة في حقه ..
وعاد وأغلى زوجته بعد أن كان في النفس بعض الشيء منها .



مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..