الشريان ثلاثة في واحد !!

سالم بن أحمد سحاب

السبت 28/03/2015

الحكمة ضالة المؤمن، أنّى وجدها فهو أحق بها، ومن نصوص الحكمة قرأت: (إسقاط سمعة الآخرين لا يرفع لك سقفًا أبدًا، وإن كان تشويه السمعة لدى البعض فنًا وموهبة، فإن ربي يمهل ولا يهمل).
تذكرت هذه الكلمات الرائعة، وأنا أتحرق غيظًا من برنامج الثامنة الذي يقدمه الأستاذ داود الشريان على فضائية إم. بي. سي، حين حاول على مدى ثلاث حلقات، وبكل إصرار على إدانة جمعية (البر) في مكة المكرمة في شخص رئيس مجلس إدارتها الزميل الخلوق الأستاذ الدكتور/ طارق صالح جمال، لن أردد التهم الملقاة جزافًا وما تضمنته من إساءات بالغة وافتراءات باطلة دون إثباتات سوى ما تكرره بعض السيدات اللائي بادلن الإحسان بالإساءة، والمعروف بالنكران.
صحيح أن لهن قضية، لكن ليست ما ذكرن هي القضية، ما يحاول داود الشريان استغلاله هو بكائية في غير محلها مع سابق الإصرار والترصد، دون عرض وجهة النظر الأخرى بشفافية وحيادية.
كم وددت لو أن أخي داود أعاد الاستماع للحلقات الثلاث ليرى بنفسه كم كان منحازًا، بل ومتشنجًا على من وُلي أمر الجمعية المباركة باذلا لها جهده ووقته رغبة في الخير وخدمة الآخرين، لا لمناكفتهم أو التضييق عليهم أو حرمانهم من حقوقهم، وللعلم فإن الدكتور طارق وعلى مدى سنوات طويلة يجعل من شهر رمضان المبارك إجازة رسمية لمتابعة أعمال البر والخير في مكة المكرمة، ولو شاء لمارس مهنته التي تدر عليه من المال أضعافًا مضاعفة.
النقطة الأخرى هي ممارسة الأخ داود لدور المحامي والمدعي العام والقاضي في الوقت نفسه، هو المحامي للطرف الموجود معه في الاستديو، ثم هو المدعي العام الممثل للمجتمع ضد رئيس مجلس إدارة الجمعية، وهو في النهاية القاضي الذي أصدر حكمًا بالإدانة، ثم أعقبه بعقوبة توجيه المتهم لتقديم استقالته من الجمعية.
نصيحتي للأخ داود الشريان أن يراجع أداءه في هذا البرنامج، إذ ليس الهدف رفع الصوت وإطلاق الأحكام والانحياز إلى طرف دون آخر، الهدف كما أفهمه هو بيان الحقيقة قدر المستطاع بوسائل مقبولة مشروعة، ثم ترك الحكم للمشاهد أو للمسؤول صاحب القرار.

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :