الصفحات

الأحد، 29 مارس 2015

فتنة الخوارج (الحرورية)

 الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على النبي الأمين أما بعد:
في الحقيقة لايختلف اثنان أن من أعظم الفتن التي لحقت بالمسلمين في عصر الصحابة هي فتنة الخوارج الحرورية الناصبة المارقة
وقد انفردوا دون الصحابة الأجلاء بآراء غريبة واستبدوا برأيهم وقاتلوا الأخيار وكفروهم وفسقوهم وضللوهم وقد أحدثوا شرخاً كبيراً في صفوف الصحابة رضوان الله عليهم

وكانوا قد خرجوا بأعداد كبيرة لا يستهان بها وقد أوقعوا فتنة عظيمة في جند علي بن أبي طالب وكان أهل شجاعة و عبادة وقراءة قرآن لكنها قراءة لا تخرج من تراقيهم

موقف علي وأصحابه من الخوارج


فمن أصحاب علي من كان يرى احتواءهم وعدم قتالهم ومنهم من كان يرى وجوب قتالهم قبل غيرهم من أهل صفين ومنهم من كان يرى محاورتهم ومجادلتهم لعلهم يرجعون ويتوبون
وقد تصدى لهذا الأمر ابن عباس في الحديث المشهور

وقد نجح في إقناع الكثير ممن غُرربهم واتبعوا أهواءهم لكن الكثير منهم بقي على موقفه يرى رأيه ولا يرى غيره , ولا يتزحزح عنه قيد أنملة , وقد قاتلوا علي بن أبي طالب ومن معه من الصحابة والتابعين ووقعت بينهم مقتلة كبيرة نجح علي في القضاء على أكثرهم وكان هذا الأمر من علامات النبوة التي أخبر عنها المصطفى وقد تحقق على يد أبي الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما تواترت بذلك الأحاديث وقد عد الكثير من أهل العلم قتال علي للخوارج من خصائصه وفضائله ومناقبه لا من معايبه ومثالبه !

وسوف تتعجب عندما تسمع الحديث وترى شدة يقين علي بن أبي طالب وتصميمه على صحة عمله وتصديقه لرسوله وإخباره عن رجل مقتول يدعى ذا الثدية

وكان وجود هذا الرجل علامة على صحة ما أخبر به علي بن أبي طالب علماً بأن كثيراً من أصحابه

كانوا لايرون قتال هؤلاء حتى أخبرهم علي عن هذا الرجل وعن بعض صفاته بعد ذلك الكل اقتنع بصحة عمل أبي الحسن
وهذا الحديث عده كثير من العلماء من معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي تحققت بعد وفاته كما روي ذلك في الصحيحين
وأحاديث الخوارج من الأحاديث المتواترة كما نص على ذلك كثير من المحدثين وفيها رد على النواصب أيضاً كما سيأتينا

وُيروى هذا الحديث بألفاظ مختلفة عن أبي سعيد الخدري وابن مسعود وعلي وابن عمر وسهل بن حنيف وعائشة وابي ذر وغيرهم

قال ابن كثير : الحديث الأول عن علي رضي الله عنه ورواه عنه زيد بن وهب وسويد بن غفلة وطارق ابن زياد وعبد الله بن شداد وعبيد الله بن أبي رافع وعبيدة بن عمرو السلماني وكليب أبو عاصم وأبو كثير وأبو مريم وأبو موسى وأبو وائل الوضى فهذه اثنتا عشرة طريقا إليه ستراها بأسانيدها وألفاظها ومثل هذا يبلغ حد التواتر
البداية والنهاية 7/290

وهناك أحاديث كثيرة تبين متى كان خروج الخوارج أذكر منا حديثاً واحداً



- فدمعت عين علي !!


عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل قال اتيته فسألته عن هؤلاء القوم الذين قتلهم علي قال

قلت فيم فارقوه وفيما استجابوا له وفيما دعاهم وفيم فارقوه ثم استحل دماءهم قال إنه لما استحر

القتل في أهل الشام بصفين اعتصم معاوية وأصحابه بجبل فقال عمرو بن العاص أرسل إلى علي

بالمصحف فلا والله لا يرده عليك قال فجاء به رجل يحمله ينادي بيننا وبينكم كتاب الله [ ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم

معرضون ] قال فقال علي نعم بيننا وبينكم كتاب الله أنا أولى به منكم قال فجاءت الخوارج وكنا نسميهم يومئذ القراء قال فجاؤا بأسيافهم على عواتقهم فقالوا يا أمير المؤمنين لا نمشي إلى


هؤلاء القوم حتى يحكم الله بيننا وبينهم فقام سهل بن حنيف فقال أيها الناس اتهموا أنفسكم لقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ولو نرى قتالا لقاتلنا وذلك في الصلح

الذي كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين فجاء عمر فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ألسنا على حق وهم على باطل قال بلى قال أليس قتلانا في


الجنة وقتلاهم في النار قال بلى قال ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم فقال يا بن الخطاب إني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا قال فانطلق عمر ولم يصبر متغيظا

حتى أتى أبا بكر فقال يا أبا بكر ألسنا على حق وهم على باطل فقال بلى قال أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى قال فعلام نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا

وبينهم فقال يا بن الخطاب إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدا قال فنزل القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم بالفتح فأرسل إلى عمر فأقرأه إياه فقال يا رسول الله أوفتح هو قال نعم فطابت

نفسه ورجع فقال علي أيها الناس أن هذا فتح فقبل على القضية ورجع ورجع الناس ثم أنهم خرجوا بحروراء أولئك العصابة من الخوارج بضعة عشر ألفا فأرسل إليهم يناشدهم الله فأبوا عليه فأتاهم صعصعة بن صوحان فناشدهم الله وقال علام تقاتلون خليفتكم قالوا نخاف الفتنة قال فلا

تعجلوا ضلالة العام مخافة فتنة عام قابل فرجعوا فقالوا نسير على ناحيتنا فإن عليا قبل القضية قاتلناهم يوم صفين وإن نقضها قاتلنا معه فساروا حتى بلغوا النهروان فافترقت منهم فرقة فجعلوا يهددون الناس قتلا فقال أصحابهم ويلكم ما على هذا فارقنا عليا فبلغ عليا أمرهم فقام فخطب

الناس فقال أما ترون أتسيرون إلى أهل الشام أم ترجعون إلى هؤلاء الذين خلفوا إلى ذراريكم فقالوا لا بل نرجع إليهم فذكر أمرهم فحدث عنهم ما قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم[لأ إن فرقة تخرج عند اختلاف الناس تقتلهم أقرب الطائفتين بالحق علامتهم رجل فيهم يده كثدي

المرأة ]فساروا حتى التقوا بالنهروان فاقتتلوا قتالا شديدا فجعلت خيل علي لا تقوم لهم فقام علي فقال أيها الناس إن كنتم إنما تقاتلون لي فوالله ما عندي ما أجزيكم به وإن كنتم إنما تقاتلون لله


فلا يكن
هذا قتالكم فحمل الناس حملة واحدة فانجلت الخيل عنهم وهم مكبون على وجوههم فقال علي



اطلبوا الرجل فيهم قال فطلب الناس فلم يجدوه حتى قال بعضهم غرنا بن أبي طالب من اخواننا حتى قتلناهم فدمعت عين علي قال فدعا بدابته فركبها فانطلق حتى أتى وهدة فيها قتلى

بعضهم على بعض فجعل يجر بأرجلهم حتى وجد الرجل تحتهم فأخبروه فقال علي الله أكبر وفرح الناس ورجعوا وقال علي لا أغزو العام ورجع إلى الكوفة وقتل واستخلف حسن فساروا بسيرة أبيه
بالبيعة إلى معاوية. صحيح

سنن النسائي( 6/463) مسند أحمد(3/485) مسند أبي عوانة2 /297 مسند أبي يعلى( 1/364)
و استحر القتل بمعنى اشتد


راجع هذا الرابط ففيه تفصيل أكثر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...473#post142473


مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..