الصفحات

السبت، 21 مارس 2015

ردود فعل مضادة لبيان وزارة الداخلية حول «أضرار زواج السعوديين من أجنبيات»


المواطنون: البيان تجاهل تجارب ناجحة.. وأغفل أسباب تفشي هذه الظاهرة.. ولم يطرح حلا بديلا لاستغلال سلطة المنع

جدة: موفق النويصر
أحدث بيان وزارة الداخلية السعودية الذي صدر قبل أيام، حول ما أسمته بأضرار زواج

المواطنين من أجنبيات، ردود فعل مضادة أحتلت مساحات واسعة من صفحات الجرائد المحلية والمنتديات الالكترونية والملتقيات اليومية، وأصبح لا يخلو أي مجلس من الحديث في هذا الموضوع ومناقشة بنوده وفقراته، ومن ثم الاتفاق أو الاختلاف حولها. وتعود أسباب هذا الجدل وفقا للمتحاورين في كون البيان أجمل في ثماني عشرة فقرة، سلبيات هذا النوع من الاقتران على عدة أصعدة منها: الخسائر المالية والأضرار الصحية والمخالفات الشرعية والقانونية، متجاهلا في الوقت نفسه تجارب ناجحة منه على أرض الواقع، مع إغفاله للأسباب والدوافع الحقيقية التي أجبرت بعض السعوديين على الاقبال عليه، لدرجة ارتفاع عدد العوانس وفقا لدراسة حديثة إلى 4.5 مليون فتاة، وكذلك عدم طرحه طرق علاج فعلية بعيدا عن الافراط في استغلال سلطة المنع. في هذا التقرير نستطلع الاراء التي اقتصرت على المخالفين للبيان منعا للازدواجية وباعتبار أن آراءهم تندرج تحت لوائه.
البداية كانت مع الاعلامي السعودي عمر بن محسن الذي يرى أن مسألة زواج السعودي من أجنبية ينبغي لها من تفصيل، فأولا: يجب تعريف من المقصود بالمرأة الأجنبية؟ وهل غير السعودية التي ولدت وترعرعت في هذا البلد ينطبق عليها هذا الأمر؟ أم أن المعنى ينحصر بالزواج من فتيات من خارج الحدود الجغرافية؟ وهل هذه الحدود تمتد لتشمل الدول الخليجية والعربية والمسلمة أم أنها مطلقة؟
ثانيا: ينبغي التسليم أن الزواج هو قدر سابق في علم الغيب أي قسمة ونصيب، وعلى هذا الأساس يمكن القول إن عملية ارتباط رجل بامرأة مسألة خاصة ومعقدة جداً، وهي تعني في المقام الأول الطرفين المعنييين بالاقتران أكثر مما تعني أحدا غيرهما.
ثالثا: وهو ما ينبغي بحثه والتركيز عليه، المشاكل التي تعيق التزاوج بين أبناء وبنات الوطن الواحد في بلد كالسعودية. وإذا أردنا الإجابة الحقيقية عليها فعلينا البحث عن أسباب ارتفاع نسبة الطلاق بين المتزوجين، مع الأخذ في الاعتبار التغييرات التي طرأت على المجتمع خلال العقود الثلاثة الماضية، والمقاييس الجديدة التي فرضتها الظروف المعيشية الحالية.
في أعتقادي، ولا أعتمد على أي دراسات رسمية، أننا لو بحثنا في المسألة لوجدنا الآن أن المرأة العاملة أصبحت لا تعاني من مشكلة عزوف الرجال عنها أو الاقتران بها، بل أنحصر الأمر ـ في ظني ـ على الفتيات اللاتي لم ينلن حظا وافرا من التعليم أو الجمال، وهذا أمر في غاية الأهمية.
بناء على هذه النقطة نجد أن الشاب الحالي حينما يفكر في الاقتران بفتاة فإن تراتيب مزايا زوجة المستقبل أصبح مختلا عما كان عليه الوضع في السابق، حيث تأتي المرأة العاملة على رأس القائمة أيا كانت مواصفاتها، تليها الجميلة غير العاملة ومن أسرة متوسطة الحال، ثم قليلة الجمال والتعليم، مع التشديد على توفر الجانب الديني لدى الجميع.
ولعل السبب الأساسي في ذلك يعود إلى عوامل اقتصادية بالدرحة الأولى، منها تجمد سلم رواتب الموظفين الحكوميين الرجال منذ نحو 20 عاما، وما صاحب ذلك من ارتفاع خيالي في تكاليف الحياة، ناهيك عن نفقات تأسيس بيت الزوجية وغلاء المهور.
من هنا فإن اللجوء للزواج من أجنبية يتميز بعدة مزايا منها: قلة نفقات الزواج، قبول الأجنبية بالسكن المشترك مع عائلة الزوج خلافا للسعودية التي تشترط غالبا سكناً مستقلاً بها، مع رفضها تأسيس بيت الزوجية على مراحل متباعدة، حرصا على مظهرها الاجتماعي، ناهيك عن الأعباء المالية التي قد تخلفها المجاملات الاجتماعية.
من جهته، يؤكد وائل الحساوي صيدلي، أن البيان أغفل نقاطا مهمة فيما يتعلق بفوائد الزواج من أجنبيات وخاصة في جانبه الصحي، حيث يعلم الجميع أن هناك مناطق معينة من البلاد ونتيجة للتزاوج الداخلي المغلق فيما بينها أصيب أبنائها بأمراض وراثية مختلفة مثل أمراض الدم الأنيميا المنجلية والثلاسيميا، ولذلك فإن الحل يكمن في إدخال عناصر جديدة خالية من المورثات المريضة على هذه المجتمعات، لضمان الحد من انتشار هذه الأمراض في الأجيال المقبلة، وليس أفضل من الزواج بفتيات ينتمين لبيئات مختلفة، ونظرا لخصوصية هذه المناطق ولقربها أيضا من دول معينة فإن فرصة التزاوج فيما بينهما هي الحل الأنجع.
أما فيما يتعلق بمسائلة الأمراض التي قد يتعرض لها السعوديون جراء هذه الزيجات، فقد أورد البيان ما نصه (وجد البعض من الأزواج السعوديين أنهم اصيبوا بأمراض معدية والبعض منها أمراض مستعصية مثل التهاب الكبد الوبائي والأمراض التناسلية الاخرى لزواجهم السريع من زوجات أجنبيات إما مريضات أو أنهن يمارسن الرذيلة وأسماؤهن على قائمة محترفات الرذيلة دون أن يعلموا ذلك)، وهنا تناقض واضح للشروط التي وضعتها وزارة الداخلية للراغبين في الاقتران بأجنبيات، حيث تشترط تقديم كشف طبي للزوجة عن حالتها الصحية معتمد من مراكز معينة موثوق فيها من قبل الوزارة في تلك الدول، وكذلك إحضار صحيفة السوابق لها ويشترط أيضا خلوها من أي سابقة.
الغريب في الأمر أن السلطات المعنية لا تتردد في منح ذوي الاحتياجات الخاصة من السعوديين وأصحاب العاهات الحسية موافقتها الفورية للراغبين منهم في الزواج من أجنبيات، في مفارقة غريبة يعجز العقل على تقبلها.
ويستعير عبد العزيز السعد الموظف في إحدى الشركات الاستثمارية، عنوان أحد مقالات الكاتب السعودي غازي المغلوث حول هذا الموضوع والذي جاء على نحو (بصراحة: الأجنبيات أجمل وأرخص للزواج)، للتعبير عن رأيه حول هذا الموضوع، وإن كان يخالف الكاتب فيما آل إليه مقاله الذي ايد البيان بالكامل.
فهو يرى أن الطفرة الإعلامية والانفتاح الثقافي على حضارات الشعوب الأخرى أحدثت خللا كبيرا في الثوابت الجمالية للسعوديين، بحيث أصبح الكثير من الشباب غير مقتنع بالمعايير الجمالية القديمة لفتاة الأحلام، وبالتالي أخذ يبحث عن أخرى بديلة تلبي هذه الاحتياجات.
ويضيف عبد العزيز إن تجارب زواجية كثيرة باءت الفشل نتيجة الغيرة القاتلة من الزوجة، التي لم يروقها نظرة زوجها لها ومقارنتها بفتيات الشاشة الفضية، الأمر الذي أخرجها من حلبة الصراع من أول جولة، وتحديدا إذا كان العائق المادي غير موجود لدى الشاب.
ويختلف مع هذا الطرح محمد اليحيى، الذي رمى إلى أبعد من ذلك، حين طرح فكرة الطريقة التقليدية للزواج واختيار زوجة العمر، حيث تذهب الأم لرؤية الفتاة فإن أعجبتها طلبت من أهلها السماح لأبنها برؤيتها. ويتساءل محمد منذ متى كان جمال الفتاة أهم مقومات الحياة الزوجية. وأضاف، شخصيا أميل لأخذ فتاة غير سعودية علها تكون ذات فكر أكثر تقدما.
وهو يرى أنه طالما ما زال المجتمع رافضا لفكرة التعارف قبل الزواج لاعتبارات عديدة منها ماهو مرتبط بالبيئة والعادات والتقاليد، فإنه بزواجه من أجنبية يشعر أن لديه الفرصة كاملة لكسر هذه الحواجز دون «شطط» في سبيل معرفة واختيار زوجة المستقبل، وليكون متحملا في النهاية لنتيجة اختياره.
أما خالد اللهبي فيعتقد أن فشل زيجات السعوديين من الأجنبيات ـ كما صورها بيان الداخلية ـ إن صح، فهو بحاجة لسؤال أنفسنا في المقام الأول عن مدى تأهيل المجتمع للفرد من الناحية الانسانية ليكون قادرا على إنجاح الزواج كمشروع، بعيدا عن تفاصيله سواء كان من سعودية أو أجنبية.
بمعنى، ألم نسأل أنفسنا لماذا الزوجات الأجنبيات هن الأكثر تضررا من انتهاك حقوقهن وبالتالي نلومهن على ردات أفعالهن، والأمر الثاني إعلاء شأن الذات السعودية وتقديمها على أنها خالية من العيوب، وهو أمر مرفوض. فنحن فقط لو كرسنا علاقتنا بالآخر أيا كان على أساس انساني لحلت أغلب مشاكلنا. ولكننا للأسف مجتمع اقصائي وليس تفاعلي، فبعد توالي التجارب الفاشلة في هذا المجال لجأنا مباشرة إلى تنحية جانبا بالكامل ورفضه بدلا من استيعاب مشاكله ومحاولة ايجاد الحلول له.
* جاء في البيان الذي صدر عن إدارة العلاقات والتوجيه في وزارة الداخلية أن دراسة أجريت عن المشكلات المترتبة على زواج المواطنين السعوديين أظهرت:
ـ ان تكاليف الزواج من الخارج مماثلة لتلك الموجودة في الداخل.
ـ تشترط معظم أسر الزوجات الأجنبيات منزلا مستقلا وسيارة في بلدها وفي بلد الزوج.
ـ يترتب على هذا الزواج دفع تذاكر سنوية للزوجة لزيارة أهلها.
ـ يترتب على الازواج شراء الهدايا لاهل الزوجة. ـ يترتب على الازواج استقدام اقارب الزوجة على حسابهم الخاص.
ـ يترتب على الازواج استقطاع مبالغ من دخولهم المادية لارسالها لاسر زوجاتهم.
ـ يقع بعض الأزواج ضحية نصب واحتيال وابتزاز من قبل الوسطاء في الزواج.
ـ اصابة بعض الازواج بامراض معدية او ان زوجاتهم ممن كن يمارسن الرذيلة.
ـ بعض الزوجات مستوياتهن الاجتماعية والتعليمية والمهنية متدنية.
ـ بعض الأسر لا تزوج بناتها الى السعوديين إلا طمعا فيهم.
ـ بعض الازواج السعوديين فوجئوا أن زوجاتهم مازلنا على ذمة أزواج آخرين.
ـ يتغير سلوك الزوجة الأجنبية بعد حصولها على الجنسية السعودية.
ـ اختلاف العادات والتقاليد بين الزوجين ينعكس سلبا على تربية الاطفال.
ـ معاناة اطفال السعوديين من أمهات اجنبيات من مشكلات النفقة بعد وفاة ابائهم.
ـ معاناة اطفال السعوديين من أمهات اجنبيات من عدم اثباتهم كابناء فى وثائق ابائهم الرسمية.
ـ معاناة الزوجات الاجنبيات (الارامل والمنفصلات والمطلقات) من مشكلة عدم رؤية اولادهن بشكل مستمر.
ـ معاناة الاطفال من عدم دخولهم المدارس فى بلدان امهاتهم بعد وفاة ابائهم.
ـ معاناة الزوجات الاجنبيات من مشكلات التركة التى خلفها ازواجهن المتوفون.

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :


زواج السعوديات من الأجانب.. نِسَب متنامية وثمن يدفعه الأبناء


زواج السعوديين من «أجنبيات»... بين قرارات مانعة وشروط مثيرة للجدل

7132 حالة زواج لسعوديين من أجنبيات.. واليمن تستحوذ على النسبة الأعلى

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..