الصفحات

الخميس، 12 مارس 2015

الزائف في قضية رائف!

تابعت عن كثب الجدل الذي خيم على الأجواء داخلياً وخارجياً، تعليقاً على قضية الكاتب السعودي رائف
بدوي، الذي حُكم عليه بالسجن والجَلد في قضية أطلقت عليها الدوائر الغربية قضية رأي، وتبعهم في ذلك غلمان الداخل في الصحافة والإعلام.
 
الفيصل في القضية هو الإجابة عن سؤال واحد فقط: هل حرية الرأي والتعبير مطلقة بلا حدود ولا قيود في دول العالم الغربي التي كالت الاتهامات للسعودية على خلفية هذه القضية؟
 
ندع القانون في تلك الدول الغربية يجيب عن سؤالنا، ونتناول نماذج من الحدود المتاحة للتعبير عن الرأي، والقيود المفروضة عليها في الدول الغربية:
 
 1ـ فرنسا: يمنع القانون الفرنسي أي كتابة أو حديث علني يؤدي إلى حقد أو كراهية لأسباب عرقية أو دينية، ويمنع أيضاً تكذيب جرائم الإبادة الجماعية ضد اليهود من قِبل النازيين، ويمنع أيضاً نشر أفكار الكراهية بسبب الميول الجنسية لفرد.
 
 2ـ ألمانيا: في القانون الأساسي الألماني ينص البند الخامس على حق حرية الرأي والتعبير، لكنه يرسم حدوداً مماثلة للقانون الفرنسي، تمنع خطابات الكراهية ضد العرق والدين والميول الجنسية، إضافة إلى منع استعمال الرموز النازية مثل الصليب المعقوف.
 
 3ـ بولندا: يعتبر القانون الإساءة إلى الكنيسة الكاثوليكية ورئيس الدولة جريمة يعاقب عليها القانون.
 
 4ـ كندا: يمنع القانون الكندي خطابات وأفكار الكراهية ضد أي مجموعة دينية أو عرقية، وتمنع الأفكار أو الكلام أو الصور التي تعتبر مسيئة أخلاقياً من الناحية الجنسية حسب القوانين الكندية. وفي 29 إبريل 2004 وافق البرلمان على قانون يمنع الإساءة لشخص بسبب ميوله الجنسية.
 
 5ـ الولايات المتحدة: وضعت المحكمة العليا مقياساً لما يمكن اعتباره إساءة أو خرقاً لحدود حرية التعبير، ويسمى باختبار ميلر Miller test ، وبدأ العمل به في عام 1973. ويعتمد المقياس على 3 مبادئ رئيسية، هي: عما إذا كان غالبية الأشخاص في المجتمع يرون طريقة التعبير مقبولة، وعما إذا كان طريقة إبداء الرأي تعارض القوانين الجنائية للولاية، وعما إذا كانت طريقة عرض الرأي تتحلى بصفات فنية أو أدبية جادة.
 
ويتضح مما سبق أن حرية الرأي في الدول الغربية تتمثل في كون الإنسان حر في اعتناق ما شاء من الآراء، سواء شفاهية أو كتابة، وبأية وسيلة يختارها، لكن مع ضرورة عدم خرق القوانين والأعراف المنصوص عليها داخل الدولة التي سمحت بحرية الرأي.
 
فهل نسمع من الغرب الذي انفجر غضباً على قضية رائف بدوي وكذا أبواق الغرب تعليقاً على ما يوجد في دساتيرهم وقوانينهم من تقييد لحرية الرأي، وهم معقل الليبرالية والحرية؟!!!
 
أبداً، لن يكون؛ لأنهم يدركون الزائف في قضية رائف!
أبو لجين إبراهيم آل دهمان

17 جمادى الأولى 1436-2015-03-0811:33 PM
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..