كاتب جريدة الشرق عبدالسلام الوايل يكذب على جهاز الهيئة خمس مرات في مقال واحد!!

كنت أقرأ منذ فترة تغريدات الدكتور عبدالسلام الوايل، أستاذ اجتماعيات العلوم والمعرفة بجامعة الملك سعود، وتفاجأت بتغريداته وهو أستاذ جامعي درس البحث العلمي وكيفية التثبت من مصادره التي ينقل منها، أنها لا تخلو من لمز في دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وعلمائنا كفضيلة الشيخ عوض القرني، وكذب على مؤسساتنا الدينية كجهاز الهيئة، والأمثلة على لمزه وكذبه كثيرة في حسابه، لكن سأكتفي في هذا المقال ببيان أكاذيب عبدالسلام الوايل على جهاز الهيئة، وفي مقال آخر، سأتناول فكرته العلمانية التي قادته ليلمز في الشيخ الدكتور عوض القرني.

لم يعد غريباً في مجتمعنا أن نرى بعض الصحف وبعض كتابها يكذبون على جهاز الهيئة جهاراً نهاراً دون خجل، والأمثلة كثيرة، خذوا على سبيل المثال هذا الخبر الحديث، فقد نقلت صحيفة تواصل نفي الهيئة كف يد عضو بدعوى ابتزاز فتاة بالرياض وتتوعد مقاضاة صحيفة عكاظ لكذبها على الهيئة. (1)

مثال آخر، كذب صحيفة المدينة على أعضاء الهيئة في حادثة الخليل بالمدينة المنورة، حيث تم تغريمها مبلغ 275 ألف ريال على كذبها على أعضاء الهيئة. (2)

وفي حادثة بلجرشي، كتب وكيل وزارة الثقافة والإعلام عبدالرحمن الهزاع حول وقوع الغالبية من الكتاب والصحفيين الذين يستعجلون في إطلاق أحكام ضد الهيئة، ثم تعتذر (يعني يكذبون على الهيئة قبل إنتهاء نتائج التحقيق من الجهات المسؤولة)، مستشهداً بحادثة بلجرشي حيث يقول " ما أريد التركيز عليه هو البعد الإعلامي والمعالجة الصحفية لهذه الحادثة وحوادث مشابهة وقعت في الماضي. الغالبية من الكتاب والصحفيين،بعد وقت قصير من وقوع الحادثة،حمّل دورية الهيئة المسؤولية،والبعض الآخر حمّلها الأطراف الأخرى وذلك استناداً إلى الأخبار التي تسربت مع وقوع الحادثة وما ذكره بعض المواطنين من شهادات تحكي بعض تفاصيل الحادثة وخاصة في بداية مراحلها في أحد المتنزهات.

بعد يومين من التحقيقات والتحريات ومساءلة كافة الأطراف أصدرت إمارة منطقة الباحة بياناً لم تُحمّل فيه دورية الهيئة المسؤولية كاملة فيما حدث،وهذا عكس ما كان متوقعا استنادا إلى ما كتب في صحفنا الورقية والإلكترونية"

ثم يطرح عبدالرحمن الهزاع السؤال التالي " لماذا تضع صحافتنا نفسها في مواقف تستعجل فيها إصدار الأحكام وتضطر في النهاية إلى الاعتذار،وكان من الأجدر بها الانتظار حتى تتضح الأمور، وحتى لا تفقد ثقة القارئ والمتابع.

نظام المطبوعات والنشر في الفقرة الثامنة من المادة التاسعة نص على ( التزام المطبوعة بالنقد الموضوعي البنّاء والهادف إلى المصلحة العامة،والمستند إلى وقائع وشواهد صحيحة )" (3)

إذن، بشهادة وكيل وزارة الثقافة والإعلام، الغالبية من الكتاب والصحفيين يطلقون أحكاماً خاطئة (كاذبة) على جهاز الهيئة، فهم يستعجلون، ثم يعتذرون. الحقيقة يا أستاذ عبدالرحمن أن أغلبهم لم يعتذروا عن أكاذيبهم على جهاز الهيئة.

بعد هذه المقدمة، أنتقل بكم إلى صاحبنا عبدالسلام الوايل وأكاذيبه على الهيئة، حيث نشر مقالاً له في جريدة الشرق بعنوان "هيئة الأمر بالمعروف: مداخل ومواضيع 1-2" (4)، كذب فيه على الهيئة خمس مرات في عشر سطور فقط! إليكم نص كلامه " الاتهامات الموجهة لدوريتي هيئة الأمر بالمعروف بالتسبب في مقتل شاب والموت الدماغي لأخيه والمعضّدة بشهادات الشهود ومقاطع اليوتيوب، بعد مطاردتهما وصدمهما حتى سقطت سيارتهما من فوق الجسر، أعادت، وبزخم غير مسبوق ألبتة، الحياة للجدل المجتمعي المندلع تارة والساكن تارات لموضوع هذا الجهاز وصلاحياته. بالطبع ليست المرة الأولى التي تثار فيها مسألة المطاردة حتى الموت من قبل دورية للهيئة. حدثت مطاردة في عرعر سنة 2006 نتج عنها وفاة فتاة وتعرض شاب لجروح بليغة، ومطاردة في تبوك سنة 2008 نتج عنها وفاة شاب وفتاة حرقاً تحت شاحنة، ومطاردة في المدينة المنورة في نفس السنة نتج عنها إزهاق أربع أنفس «شابان وفتاتان» ومطاردة في بلجرشي العام الماضي لعائلة نتج عنها وفاة الأب وبتر يد الأم وجروح للطفلين. هذه النمطية المتكررة توجب الكتابة عن كوارث الهيئة"

هذه السطور من مقال عبدالسلام الوايل وردت في مقدمة مقاله، والهدف الفكري من استشهاداته (الكاذبة) بتلك الحوادث، شد إنتباه القراء، والتأثير على القراء بأن الهيئة (لها سوابق) و (كوارث كما يقول)، حتى يتسنى له أن يقول ما يشاء في بقية المقال من تضليل ورؤية عوجاء، فما كانت بدايته الكذب، حتماً ستكون نهايته تضليل الناس، وكما قيل: ما بني على باطل فهو باطل، لأن ما بني على مقدمة فاسدة، ينتج عنه نتائج فاسدة.

الكذبة الأولى

استشهد الكاتب بمطاردة المدينة المنورة، وقد كذب فيها. راجعوا المصدر رقم (2) لتقرأوا أن الهيئة كانت بريئة، وقد صدر حكم نهائي في القضية، وتم تغريم جريدة المدينة 275 ألف ريال لكذبها على الهيئة، فهل سيتم تغريم عبدالسلام الوايل على كذبه وإصراراه على الكذب؟

الكذبة الثانية

استشهد الكاتب بمحادثة تبوك عام 2008، وقد كذب الكاتب أيضا، حيث ثبت براءة الهيئة بحكم قضائي. راجعوا المصدر رقم (2)

الكذبة الثالثة

استشهد الكاتب بحادثة عرعر عام 2006، وقد كذب فيها أيضا، فالهيئة أصدرت بياناً حينها ببراءة أعضائها واستندت فيه إلى تحقيق المرور الذي أدان الشاب رحمه الله بالتسبب في الحادث بنسبة 100%، كل هذا تجاهله الكاتب تماماً وكأن الهيئة ليس جهازاً حكومياً في دولتنا ولا يُنظر في بياناتها الرسمية، أنظر لبيان الهيئة في المصدر رقم (5). لو أن الكاتب نقل بيان الهيئة وما يخالفه من خبر صحفي، لقلنا لا بأس، وحاورناه حول هذا، لكن ما فعله عبدالسلام هو تجاهل بيان الهيئة تماما، وفعله هذا كذب وتضليل.

الكذبة الرابعة

استشهد الكاتب بحادثة بلجرشي، وقد كذب فيها أيضا، وفي مقال وكيل وزارة الثقافة والإعلام عبدالرحمن الهزاع ما يؤكد هذا، فقد ذكر الهزاع أن (غالبية) الكتاب والصحف حملوا الهيئة المسؤولية كاملة قبل ظهور نتائج التحقيق، وقد أخطأوا، فبيان إمارة منطقة الباحة أظهر أن من طارد المتوفي رحمه الله هي الدورية الأمنية حتى وقع الحادث، كذلك انتقد البيان عدم توقف المتوفى رحمه الله، إذ لا داعي لهروبه، وكذلك انتقد البيان مشروع الطريق...الخ البيان (6).

الكذبة الخامسة

استشهد الكاتب بحادثة اليوم الوطني في بداية كلامه، وقد كذب فيها أيضاً، فقد صدر حكم ببراءة جميع أعضاء الهيئة. (7)

بعد بيان أكاذيب عبدالسلام الوايل، أنبه على النقاط التالية للإختصار:

1. كذب عبدالسلام الوايل على جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خمس مرات، وهذا إصرار منه على الكذب، فلمصلحة من يكذب عبدالسلام الوايل؟ أذكره بقول رسولنا صلى الله عليه وسلم "أربعٌ من كُنَّ فيه كان مُنافقا خالصا، ومن كان فيه خصلةٌ منهن، كانت فيه خصلة من نفاقٍ حتَّى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر". وقوله "وإن الكذب يهدي إلى الفُجور، وإن الفجور يهدي إلى النَّار، وإنَّ الرَّجل ليكذبُ حتى يُكتب عند الله كذابا".

2. ذكر عبدالسلام الوايل في مقاله أن المدافعين عن جهاز الهيئة يعمدون إلى تكتيك عريق وهو تشويه الضحية وحصر النقاش في أخطاء الضحايا. وقد كذب في هذه أيضا، وناقض نفسه. فقد أثبتنا أن عبدالسلام الوايل هو من يشوه الهيئة ويحصر النقاش حولهم (ويتعمد) تجاهل بيانات الجهات الحكومية ليوهم القراء أنه على حق. ومثال ذلك، تحميله الهيئة المسؤولية كاملة في حادث بلجرشي، مع أن بيان إمارة الباحة انتقد البيان عدم توقف المتوفي رحمه الله لدورية الأمن، فهل يا عبدالسلام إمارة الباحة تتبع تكتيك تشويه الضحية حينما ذكرت عدم توقفه لدروية الأمن؟ أرأيتم كيف يناقض نفسه!! يتهم الآخرين باتباع هذا التكتيك...والحقيقة أنه هو من يطبق هذا التكتيك.

3. يعمل عبدالسلام الوايل أستاذاً جامعياً، فكيف يفوته التثبت من مصادره وهو يكتب للعالم أجمعين، فهو يكتب في صحيفة سيارة يقرأها الملايين. ألا يعلم أن استشهاداته الكاذبة على الهيئة مخالفة للشرع والعقل والعرف الأكاديمي!!من يكذب خمس مرات، سيكذب في قضايا أخرى. كيف سيعلم عبدالسلام طلاب الجامعة أسس البحث العلمي والتثبت من المصادر العلمية... وهو يخالفها جهاراً نهاراً أمام العالم!!

4. من أهم وأخطر النقاط هو تعمد عبدالسلام الوايل تجاهل أجهزة الدولة (وزارة الداخلية والقضاء وإمارات المناطق) التي شاركت في تحقيقات أثبتت براءة أعضاء الهيئة، ومع هذا يكذبها عبدالسلام، ويصر على الكذب على الهيئة واتهامها. إن هذا المنهج خطير، وفيه فتح للباب لكل جاهل وسفيه للطعن في أجهزة الدولة، وتكذيبها وعدم إحترامها.

أسأل الله أن يوفق ولاة أمورنا لكل خير، وأن يحفظ جهاز الهيئة من المرجفين والمغرضين والكاذبين 

 

المصادر

 

1

http://twasul.info/141120/

2

http://sabq.org/ivFfde

3

http://www.alriyadh.com/753692

4

http://www.alsharq.net.sa/2013/09/29/956209

5

https://www.mail-archive.com/bublic4islam@googlegroups.com/msg00203.html

6

http://sabq.org/67kfde

7

http://www.an7a.com/157214/?utm_source=twitterfeed&utm_medium=twitter

 

 

 

 

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :