الصفحات

السبت، 4 أبريل 2015

الجراثيم اليهوديّة

متآمرون:
كان مكر أخوة (يوسف)[2] وتآمرهم ضدّه بسبب غيرتهم منه، هو أول فسادهم وإفسادهم في الأرض، وكان ـ كما ترى ـ موجّها ضد أخيهم وأبيهم.. ومنذ ذلك اليوم، احترف بنو إسرائيل فنون التآمر ومارسوه
حتّى فيما بينهم، منذ نشأتهم وحتى نهاية مملكتهم الأولى في فلسطين.
وبعد السبي البابلي وشتاتهم في شتى بقاع الأرض، أصبح بعض من تآمرهم يُحاك ضد الشعوب التي يقيمون فيما بينها.
وقد كان تطلّعهم دائما وأبدا إلى الملك والقوة والغنى والأفضلية، وكان سبيلهم إلى ذلك جمع المال بطرق غير مشروعة من ربا ونصب واحتيال، والتقرب من أصحاب السلطة والنفوذ بالإغواء والإغراء، للتلاعب بهم وتحريكهم من وراء الستار، لإيقاع الفتن والحروب بين الشعوب، لضمان السيطرة لتلبية مصالحهم واحتياجاتهم، ولذلك تجدهم يجتمعون ويُخطّطون في السر والعلن، ويعملون باستمرار بلا كلل أو ملل، وتاريخهم قديما وحديثا غني بالأمثلة والشواهد.

تاريخ أسْود:
كانت نشأة بني إسرائيل كقبيلة بدوية، تعيش ضمن قبائل البدو في صحراء النقب، وكان أول عهد لهم بالمُلك في زمن يوسف عليه السلام، تحت التاج الفرعوني في مصر، حيث وفّر لهم الُملك آنذاك حياة هانئة رغيدة، وأزال عنهم بؤس وشقاء حياة البداوة، ولما زال ملك يوسف عليه السلام بوفاته، انقلب حالهم رأسا على عقب، فقاسوا شتى أنواع العذاب والمهانة، ومنذ ذلك اليوم ترسخّت لديهم قناعة بأن الملك والغنى يعني السعادة، وزوالهما يعني الشقاء.

رفض نبوة موسى عليه السلام:
وعندما بعث سبحانه لهم موسى عليه السلام لم يستجيبوا له بسهولة، وعانى منهم عليه السلام ما عاناه، في رحلته معهم من مصر إلى الأرض المقدّسة.

طلب المُلك بدعوى الرغبة في القتال:
وبعد موته عليه السلام، وبعد انقضاء سنوات التحريم الأربعين، لم يطلبوا من نبيهم قيادتهم للقتال لدخول الأرض المقدسة، وإنما طلبوا منه أن يبعث الله لهم مَلِكا وذلك طمعا في المُلْك، وقد منّ الله عليهم به، فكانت مملكتهم الأولى في الأرض المقدسة بقيادة داود وسليمان، الذين لم يكن لبني إسرائيل معهما حول ولا قوة، إذ لم يستطع مترفوهم وفسقتهم، من الوصول والتغلغل والتدخل في شؤون الحكم، لاجتماع الملك والنبوة فيهما عليهما السلام، بل لعنهم داود آنذاك كما لعنهم عيسى عليه السلام من بعد.

مُلك لا نبوة فيه:
وبعد أن توفّى الله سليمان وخرجت النبوة من الملك، كان لهم ما أرادوا، فأفسدوا أيّما إفساد، فوقع منهم القتل في الأنبياء والصالحين والمستضعفين، فأزال الله عنهم المُلك عقابا لهم، وذلك على يد (نبوخذ نصر) البابلي وجيوشه، وكان فيهم السبي والإخراج لقسم كبير منهم من الأرض المقدّسة.

عيسى عليه السلام لم يوافق أهواءهم:
ومع بقاء بعضهم في الأرض المقدسة، وعودة بعض المسبيين من بابل إليها بعد مدة من الزمن، كانت أعينهم تتطلع إلى المُلك من جديد، إذ كانت لديهم عدة نبوءات، الأولى بعيسى عليه السلام الذي سيُبعث من جبال ساعير (القدس)، فانتظروه ليقيم لهم ملكهم الثاني، إلى أن بُعث عيسى في زمن الحكم الروماني لفلسطين، فدعاهم للعودة إلى الله والمحبة والسلام، وعندما جاءهم بما لم يوافق أهواءهم، بالرغم من توافق صفته مع ما جاءت به التوراة، حاربوه وعادوه وكادوا له وتآمروا عليه، وحرضّوا الرومان الوثنيين على قتله وصلبه.

وملك البِرّ لم يوافق أهواءهم:
ثمّ قاموا بالتمرد والعصيان للاستقلال وإقامة الملك في عهد (هدريان) الروماني، الذي فرّق شملهم في شتى بقاع الأرض، فاتجه قسم كبير منهم إلى الجزيرة العربية، وسكنوا بالقرب من المدينة المنورة مكان هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام، صاحب النبوءة الثانية لديهم، ملك البرّ الذي سيُبعث من جبال فاران (مكة)، ويكون له ولخلفائه ملك يشمل مشارق الأرض ومغاربها.
وكان اليهود يترقّبون أخباره ويحسبون لزمان مولده ومبعثه، مع كرههم وعدائهم المسبق له لكونه من ولد إسماعيل وليس منهم.. وعندما بُعث عليه السلام، عاينوا صفته وامتحنوه بأسئلتهم بما علموا وما لم يعلموا، ولما تبيّنوا صدق نبوته حاولوا استمالته لجانبهم بالإغواء والإغراء، وكان مرادهم منه هو اتباع ملتهم لتحقيق رغباتهم وأهوائهم، لإخراجه من الجزيرة إلى فلسطين لإقامة ملكه عليهم هناك، ففضحهم رب العزة وحذّر رسوله الكريم من الوقوع في حبائلهم وشراكهم.. ولمّا تيقّنوا من عدم رضوخه لهم، أنكروا نبوته وناصروا المشركين عليه، وكادوا له بكل ما أُوتوا من مكر ودهاء وحيلة، فآذوه وآذوا أصحابه، وحاولوا فتنته وقتله عدة مرّات، إلى أن تمّ إجلاؤهم وإخراجهم من جزيرة العرب.

البحث عن المُلك القاروني:
اجتهد اليهود في تحقيق الملك الفردي على المستوى القاروني، بجمع المال بالطرق المشروعة وغير المشروعة، من الربا والاحتيال والسرقة والتهريب وتجارة الرقيق والدعارة.
بعد ذلك اتجه أغلبهم إلى الشمال، وتفرقوا في البلاد العربية الأخرى، فتواجدوا في العراق وبلاد الشام ومصر والأندلس.. وبالرغم من تعامل الإسلام السمح مع أهل الكتاب، إلا إنهم كانوا مقيّدين بما وضعه الإسلام من قيود على أهوائهم ومطامعهم المادية، ووجود القرآن عدوهم اللدود وثيقة أبدية، تكشف طبائعهم وحقيقة نواياهم وتحذر منهم.. ولكي يستطيع أحدهم من العيش في ظل الحكم الإسلامي، كان يعمد إلى إظهار إسلامه وإخفاء يهوديته.. ولذلك آثر الكثير منهم الهجرة من كل البلاد التي كانت تخضع للحكم الإسلامي تباعا على مرّ العصور، ومن ثم استقر بهم المقام في القارة الأوروبية، حيث وجدوا فيها متنفسا في البداية لجهل الأوربيين بطبيعتهم البشعة.

الاضطهاد الأوروبي:
وعندما تبين للأوربيين مع مرور الوقت، أن الكثير من المشاكل والمصائب والكوارث الاجتماعية والاقتصادية، من فقر ومجاعات وانهيارات اقتصادية، وانتشار للفساد والرذيلة، كان سببه اليهود، وضعوا الكثير من الحلول لمواجهة مشكلتهم، مثل سن القوانين التي تقيد حركتهم وتعاملاتهم، وتم عزلهم في أحياء سكنية خاصة بهم فلم يُجدِ ذلك نفعا، فكان لا بد من الحل الأخير وهو طردهم ونفيهم من معظم بلدان أوروبا الغربية.. وكان رجالات الكنيسة يعملون كمستشارين للملوك في العصور الوسطى، وكانوا يؤيدون تلك الإجراءات ضد اليهود لتحريم المسيحية للزنا والربا، بالإضافة إلى ما اكتشف من تجديف على المسيح ووالدته، وكرهٍ وبغضٍ وعداءٍ للمسيحيين في تلمودهم السري، الذي جلب لهم المذابح الجماعية في بعض البلدان الأوربية كإسبانيا والبرتغال.. وفي النهاية تم طردهم بالتعاقب وعلى فترات متباعدة، من فرنسا وسكسونيا وهنغاريا، وبلجيكا وسلوفاكيا والنمسا، وهولندا وإسبانيا وليتوانيا، والبرتغال وإيطاليا وألمانيا، بدءا من عام 1253م وحتى عام 1551م، فاضطر اليهود للهجرة، إلى روسيا وأوروبا الشرقية والإمبراطورية العثمانية.

(لوثر) يُمكّن اليهود من احتلال أوروبا اقتصاديا:
وعندما تم تدمير السلطة الكنسية، التي قام بها الإصلاحيون في أوروبا (بفعل اليهود أنفسهم)، وضُمّت التوراة إلى الإنجيل في كتب النصارى المقدسة، وجد اليهود بعض القبول في الدول الأوروبية، فعادوا إليها شيئا فشيئا، ليسيطروا عليها هذه المرّة سيطرةً مذهلة، ويسخّروها لخدمة أغراضهم الدنيئة.

اليهودية تعبث بالأديان والثقافات لمصلحتها:
يسلم اليهودي أو ينتصر نفاقًا ليفسد الإسلام أو المسيحية، أو يوجه تعاليم هذا الدين الجديد وتقاليده وجهة تعود بالخير على اليهود، أو تبث روح المودة لهم والعطف عليهم.. وحيثما ظهر مبدأ أو دين أو مذهب علمي أو فلسفي، هب اليهود ليكونوا من ورائه، ويتصرفوا معه بما ينفعهم، وحيث ظهر اضطهاد لهم ظهرت الدعوة إلى الحرية والإخاء والمساواة.

عداء اليهود للإسلام وتربّصهم به:
وتاريخهم مع الإسلام هو تاريخهم مع كل دين ومذهب: حاربوه في البدء ظاهرًا أعنف حرب، حتى إذا فشلوا ارتدوا يسالمونه سلامًا كان شرًا عليه من حربه الظاهرة!
وقد أسلم منهم في عهد الخلفاء الراشدين وبعده كثير.. فمثلاً كان منهم (كعب الأحبار)، الذي كان يفسر القرآن ويروي الأخبار ليدسّ في ذلك كله ما يسمى عندنا "الإسرائيليات".. ولقد سار كثير من اليهود بعده سيرته، حتى إن تخليص بعض الكتب الإسلامية الجليلة من الإسرائيليات لتنوء به كواهل عشرات الجماعات من أولى العزم.
ثم إن (كعب الأحبار) من جهة أخرى اشترك في مؤامرة قتل (عمر بن الخطّاب)، وأخبره بذلك مكرًا قبل حدوثه بثلاثة أيام، مدّعيا أنه رأى ذلك في التوراة، فاندهش (عمر بن الخطّاب) من ذكر اسمه فيها، فادّعى (كعب) بأن ما جاء فيها هو وصفه لا اسمه، وأوصاه بأن يستخلف غيره قبل موته.. ولقد قتل (عمر) بعد ذلك بثلاثة أيام كما حدد كعب.
وهناك غشه لـ (عثمان بن عفّان) بعد ذلك، ثم غشه لغيره من كبار المسلمين مما يطول شرحه.
وقد نشط (عبد الله بن سبأ) نشاطًا من نوع آخر، فقد عمل على إثارة غضبة المسلمين على خليفتهم (عثمان بن عفّان)، وكلّما طُرد من إحدى الأمصار ذهب إلى غيرها ونشط هذا النشاط المرعب.. وهكذا أخذ في تنقلاته بين (العراق) و(مصر) و(الشام) يؤسس "الخلايا السرية" التي تنقم على (عثمان) وتثير الفتنة عليه، حتّى أغري الرعاع بالأعلياء، وأفسد ثقة الجميع بعضهم ببعض، حتى انتهي الأمر بقتل (عثمان) وانقسام المسلمين أحزابًا.. ولقد استمرّ يثير الأحزاب المختصمة بعضها على بعض، ويغريها بالقتال، حتّى نجح في إشعال القتال بين جيش (علي بن أبي طالب) وأصحاب الجمل قبل أن يأمر به القواد، في الوقتِ الذي كان المسلمونَ فيه على وشكِ التصالح.
ومن ناحية أخرى، سعى (عبد الله بن سبأ) لنشر المبادئ الهدامة للإسلام، فدعا إلى الإيمان برجعة النبي بعد موته، وبعد مقتل (علي بن أبي طالب) أعلن أنه ينكر قتله ولو أتوه برأسه ميتًا سبعين مرة!!
وهكذا انخدع المسلمون فحشدوا في كتبهم وعقولهم خرافات التوراة!!
كما كان لليهود اليد الطولى في هدم الخلافة الإسلاميّة وتحويل تركيا من دولة خلافة إسلاميّة إلى دولة علمانيّة منذ انقلاب "أتاتورك" عامَ 1924، فلو بقيت الخلافة العثمانية قائمة ـ رغم ضعفها وصوريّتها ـ لما أمكن قيام وطن يهودي في فلسطين.. لهذا نكب اليهود تركيا بتسليط بريطانيا عليها أثناء الحرب العالمية الأولى، وكادت بريطانيا تعقد الصلح مع تركيا أثناءها، ولكن اليهود عطلوه بزعامة (حاييم ويزمان) رئيس إسرائيل ـ كما ذكر هو في مذكراته ـ وبمساعدة بعض النساء، فحالوا دون الصلح بينهما، حتى تخرب تركيا وتنحل خلافتها وتمتد حاجة بريطانيا بشدة إلى اليهود.
كما كان لهم نصيب كبير في إلغاء الخلافة، وكان أحد الثلاثة الذين سلموا الخليفة قرار العزل يهوديًا.. وكان لنفوذهم أكبر الأثر في طرح تركيا دينها الإسلامي وقوانينها الإسلامية ومحاربة اللغة العربية والتبرؤ من صلاتها بالعرب..
ولقد تظاهر يهود "الدونمة" في سلانيك وغيرها بالإسلام، ودعوا إلى الجامعة الطورانية للتخلص من الإسلام واللغة العربية وصلة الترك بالعرب، وكان لذلك أثره في أن اصطبغ بهذه الألوان حكم مصطفى كمال الملقب بأتاتورك، وقد كان فيه عرق من "الدونمة".
وكان حاخام اليهود (حايم ناحوم) أفندي هناك، هو الذي فتح لليهود يومئذ باب الهجرة إلى تركيا ليكونوا بالقرب من فلسطين، ثم صار مبعوث (مصطفى كمال) إلى مؤتمر لوزان ثم عينه حاخامًا لليهود في مصر.. ولقد اعترفت (تركيا) بإسرائيل عند قيامها وصوّتت معها في هيئة الأمم وأمدّتها بالأسلحة وجمعت لها الأقوات.
هذا غيضٌ من فيض ما فعله اليهود مع العرب والمسلمين، وهو نفس ما يفعلونه مع المسيحيين وغيرهم من ذوي النحل والمذاهب، فهم قد اندسوا من وراء المسيحية حتى صار كثير من المسيحيين يعترفون لهم بقداسة كتبهم، ويلقونها هي وأبطالها بالولاء. وقد أفلحت الدعاية اليهودية في طبع كثير من العقائد والنحل بما يحقق مصلحتهم، فنرى روح الولاء والتهليل لبني إسرائيل ومقدساتهم يهيمن على بعض المقدسات المسيحية والإسلامية. ولذلك يتحرج كثير من المسلمين والمسيحيين عن مقابلة أعمال الإسرائيليين بما تستحقه من النظر الصحيح والجزاء الرادع، اعتقادًا منهم بأن هذه هي إرادة الله.

التخريب الثقافي والروحي:
ولو نظرنا إلى العصر الحديث لرأينا أن اليهود من وراء كل مذهب وفلسفة ونظرية وكل نشاط إنساني، فما ظهر مذهب فكان مؤديًا إلى مسهم بالأذى من قريب أو بعيد إلا قتلوه، أو حوّروه بما يفسده هو وينفعهم هم.. وكل ما كان مؤديًا إلى خير لهم مباشرة روّجوه في كل أنحاء العالم ورفعوا صاحبه بين أساتذة الثقافة العالميين ولو كان حقيرًا، وكذلك يروجون لكل قلم ما دامت آثاره عن قصد أو غير قصد تساعد على إفساد الناس ورفع شأن اليهود، كما فعلوا مع (نيتشه) الذي تهجم على المسيحية وأخلاقها، وقسم الأخلاق قسمين: أخلاق سادة كالعنف والاستخفاف بالمبادئ، وأخلاق عبيد كالرحمة والبر، مما يتفق وروح اليهودية وتاريخها.
وكذلك روجوا مذهب التطور وأولوه تأويلات ما خطرت لـ (داروين) على بال، واستخدموه في القضاء على الأديان والقوميات والقوانين والفنون، مظهرين أنّ كل شيء بدأ ناقصًا شائها يثير السخرية والاحتقار، ثم تطور، فلا قداسة إذن لدين ولا وطنية ولا قانون ولا فن ولا لمقدس من المقدسات!![3]
وهم يعبثون بعلوم الاقتصاد والاجتماع ومقارنة الأديان ويسخّرونها لمصلحتهم لإفساد الآداب والنظم والثقافات والعقول في كل أنحاء العالم، ويدسون فيها نظريات مبهرجة لا يفطن إلى زيفها إلا الموهوبون ذوو العقول المستقلة.
وهم وراء كل زيّ من أزياء الفكر والعقيدة والملبس والسلوك ما دام لهم في رواجه منفعة، وهم أحرص على ترويجه إذا كان يحقق لهم المنفعة، ويجلب لغيرهم الضرر. ولا تخلو بلد كبيرة من مركز دعاية فكرية تروّج لأمثال هذه الأزياء المذهبية والاتجاهات الهدامة. وأخصها في البلاد الديمقراطية (فرنسا)، حيث إن ظروفها الخاصة المعاصرة والتاريخية ترشحها أكثر من غيرها لأداء هذه الرسالة المخربة.. ومن مقال للأستاذ العقاد عن "الوجودية: الجانب المريض منها" قال ما نصه: "ولن تفهم المدارس الحديثة في أوروبا ما لم تفهم هذه الحقيقة التي لا شك فيها، وهي أن إصبعا من الأصابع اليهودية كامنة وراء كل دعوة تستخف بالقيم الأخلاقية، وترمي إلى هدم القواعد التي يقوم عليها مجتمع الإنسان في جميع الأزمان. فاليهودي (كارل ماركس) وراء الشيوعية التي تهدم قواعد الأخلاق والأديان، واليهودي (دركيم )وراء علم الاجتماع الذي يلحق نظام الأسرة بالأوضاع المصطنعة، ويحاول أن يبطل آثارها في تطور الفضائل والآداب، واليهودي ـ أو نصف اليهودي ـ (سارتر) وراء الوجودية التي نشأت معززة لكرامة الفرد، فجنح بها إلى حيوانية تصيب الفرد والجماعة بآفات القنوط والانحلال.. ومن الخير أن تدرس المذاهب الفكرية، بل الأزياء الفكرية كلما شاع منها في أوروبا مذهب جديد. ولكن من الشر أن تدرس بعناوينها وظواهرها دون ما وراءها من عوامل المصادفة العارضة والتدبير المقصود"[4]
وقل مثل ذلك في (سيجموند فرويد) اليهودي الذي هو من وراء علم النفس، والذي أرجع كل الميول والآداب الدينية والخلقية والفنية والصوفية والأسرية إلى الغريزة الجنسية، كي يبطل قداستها، ويخجل الإنسان منها ويُزهّده فيها، ويسلب الإنسان إيمانه بسموّها ما دامت راجعة إلى أدنى ما يرى في نفسه، وبهذا تنحط في نظره صلاته بأسرته ومجتمعه والكون وما وراءه.. ولو جعل (فرويد) الغريزة الوالدية (الأبوة والأمومة) هي المرجع، لكان أبعد من الشطط والشناعة وأدنى إلى القصد والسداد.
وقل مثل ذلك في علم مقارنة الأديان التي يحاول اليهود أن يمحو قداستها ويظهروا الأنبياء مظهر الدجالين.
وكذلك حركة الاستشراق التي تقوم على بعث الكتب القديمة، فهي في العربية تزحم مكاتبنا بأتفه الكتب التي لا تُفيد علمًا، ولا تُؤدب خلقًا، ولا تُهذّب عقلاً، فكأنما تؤسّس المكاتب لتكون متاحف لحفظ هذه المومياوات الخالية من الحياة، والتي لا يمكن أن تحيي عقلاً أو قلبًا أو ذوقًا، بل هي تغري الإنسان ـ لتفاهة محتوياتها وكثرتها وتفككها ـ بالنفور منها إذا كان سليم الطبع والعقل، أو تحمله على التمسّك بتفاهاتها فتورثه الغرور والغباء والكبرياء.
وكذلك يروج اليهود كل المعارف التافهة والشهوانية والإلحادية فينا وفي غيرنا الآن .

الفيروس اليهودي:
يلعب اليهود دور الفيروس باقتدار، فحينما يغزو الفيروس أيّ خليّة، فإنّه يسيطر عليها ويسخّرها لإنتاج مادّته الوراثيّة، مقابل إهمال وظيفتها الأساسيّة، فإذا أنهكها وقضى عليها، تركها لخليّة أخرى، وهكذا.
هذا هو ما فعله اليهود مع بريطانيا، التي نجحوا بذهبهم وعملائهم وإعلامهم في تسخيرها لخدمة مصالحهم.
فلقد تمكن رئيس وزراء بريطانيا اليهودي (دزرائيلي) بذهب اليهودي (روتشيلد)، من أن يشتري نصيب مصر في أسهم قناة السويس لبريطانيا بأربعة ملايين جنيه، كي تكون بريطانيا إلى جوارهم في فلسطين، فتساعدهم على إنشاء وطنهم القومي.. وقد تسلطت بريطانيا على فلسطين عقب الحرب العالمية الأولى عن طريق الانتداب، وجعلت أول مندوب سام لبريطانيا وأول نائب عام لها في فلسطين يهوديين، وفتحت لهم أبواب الهجرة على مصراعيها بعد الانتداب، وتحت حمايتها أسس اليهود مستعمراتهم وزرعوها، وكونوا جامعتهم ومدارسهم ومعابدهم، ودربوا فرق جيشهم، فلما نضجت الثمرة تركوها خالصة لهم.
ولقد كان لبريطانيا ومن ورائها اليهود، الدور الأكبر في هدم الدولة العثمانيّة، وإنهاء الخلافة الإسلاميّة (الصوريّة)، التي كانت العائق الأخير أمام قيام دولة إسرائيل.
ولقد كان حرص بريطانيا الدائم على نفوذها في الشرق الأوسط ليس فقط لحماية مصالحها، ولكن لتحمي (إسرائيل) الضعيفة من جيرانها العرب.
ولقد قامت بريطانيا بدور "البلطجي" أو الخفير القوي مع مستغل الأرض الضعيف مستأجرًا أو مالكًا، فهي تحمي مصالح اليهود في كل بلد لها فيه نفوذ، لقاء ما تجنيه من نفع هناك على أيديهم، ولقاء ما لهم من نفوذ اقتصادي وغيره في العالم، وهي تنثر الفرقةَ بينَ العربِ وتمنع وحدتهم، حتّى لا تزداد قوّتهم فيقهروا إسرائيل.
وبعد انهيار الإمبراطورية البريطانيّة بعد الحرب العالميّة الثانية، نالت أمريكا هذا الشرف، وهي تلعب هذا الدور الحقير بحذافيره حتّى الآن.
ونفوذ اليهود في أمريكا لا يعادله نفوذ، فهم الذين مكروا لبريطانيا حتى أخرجوا (أمريكا) من عزلتها التقليدية عن مشاكل العالم، فحاربت في صف بريطانيا في في الحرب العالمية الأولى.. ومقابل ذلك حصل اليهود على وعد اليهوديّ "بلفور" بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وحمل الدول جميعًا على الاعتراف بالوعد في مؤتمر الصلح.. ولقد عملت بريطانيا بعد انتزاع فلسطين من الخلافة العثمانية ووضعها تحت الانتداب.
وكان في إخراج أمريكا من عزلتها فوائد أخرى: منها تحطيم الرأسمالية غير اليهودية في أمريكا، وفتح أسواق جديدة لرؤوس الأموال اليهودية الأمريكية التي كانت سياسية العزلة تحول بينها وبين الانسياح في أقطار العالم خارج أمريكا.. والسياسة في أمريكا الآن خاضعة إلى حد بعيد لنفوذ اليهود، وهم يملكون كثيرًا من المناصب، فكثير من الوزراء وأعضاء الكونجرس من اليهود أو صنائعهم.. وقد نجح اليهود بعد الحرب العالميّة الثانية في جعل الدولار الأمريكي أساس النقد في العالم، وفي أيديهم قوة الدولار.
كان اليهود هم الذين دعوا إلى إنشاء عصبة الأمم بعد الحرب العالمية الأولى، وكان أكثر السكرتيرين فيها يهودًا، وكذلك دعوا إلى إنشاء مجلس الأمن وهيئة الأمم بعد الحرب العالمية الثانية، ولم يزل أعضاء مختلف وفود البلاد إلى هذه المؤسسات جميعهم أو أكثريتهم من اليهود أو صنائعهم، أو من يعطفون عليهم، واليونسكو منظمة تكاد تكون يهودية خالصة موضوعًا، وشبه يهودية شكلاً[5].

الرؤساء الأمريكيون الأوائل يُحذّرون من الخطر اليهودي:
كان (بنيامين فرانكلين) من الرؤساء الأوائل في أمريكا، والذي استشعر الخطر اليهودي قبل تغلغله في أمريكا، من خلال دراسته لتوراتهم ولتاريخهم في أوروبا وما أحدثوه من خراب فيها.. وهذا جزء من خطاب بنيامين فرانكلين أمام الكونغرس:
"أيها السادة: هنالك خطر كبير يتهدد الولايات المتحدة الأمريكية.. وهذا الخطر هو اليهود.. ففي أي أرض يحلُّ بها اليهود.. يعملون على تدني المستوى الأخلاقي والتجاري فيها.. وعلى مدى تاريخهم الطويل، ظلّوا متقوقعين على أنفسهم في معزل عن الأمم التي يعيشون فيها ولم يندمجوا في حضاراتها.. بل كانوا يعملون دوما على إثارة الأزمات المالية وخنق اقتصادياتها، كما حصل في البرتغال وإسبانيا.
لأكثر من 1700 سنة وهم يبكون على قدرهم ومصيرهم المحزن.. أعني طردهم ونفيهم من وطنهم الأم (فلسطين).. ولو أن العالم المتحضر أعاد لهم (فلسطين) الآن.. فإنهم على الفور سيختلقون الكثير من الأسباب والأعذار والحجج الواهية.. ليبرروا عدم رغبتهم في العودة إليها.. لماذا؟.. لأنهم كائنات طفيلية.. والطفيليات لا تستطيع أن تتطفل على طفيليات أخرى.. فهم لا يستطيعون العيش مع بعضهم البعض.. مما يستدعي ضرورة تواجدهم بين المسيحيين.. أو بين أناس من غير جنسهم.
وإن لم يُطردوا من الولايات المتحدة بموجب الدستور.. فإنهم وخلال مائة عام على الأقل من الآن.. سيتوافدون إلى هذا البلد بأعداد كبيرة.. وبتلك الأعداد سوف يحكموننا ويدمّروننا، من خلال تغيير أنظمة الحكم لدينا، والتي بذلنا نحن الأمريكيين من أجل توطيدها على مر السنين الغالي والنفيس من دمائنا وأرواحنا وممتلكاتنا وحرياتنا.. وإن لم يتم طردهم، فإن أحفادنا بعد مائتي سنة من الآن سيعملون في الحقول ليل نهار، من أجل إشباع بطونهم وجيوبهم، بينما يجلسون هم في قصورهم يفركون أيديهم فرحا واغتباطا بما حصدوه من غلال وأرباح.
وها أنا أحذركم أيها السادة.. إن لم تطردوا اليهود من هذا البلد إلى الأبد، فإن أولادكم وأحفادكم سيلعنونكم في قبوركم.
ومع أنهم يعيشون بيننا منذ أجيال، فإن مُثُلهم العليا ما زالت تختلف كليا، عما يتحلّى به الشعب الأمريكي من مُثُل.. فالفهد الأرقط لا يمكنه تغيير لون جلده.. سوف يُعرّضون مؤسساتنا ومقوماتنا الاجتماعية للخطر.. لذلك يجب طردهم بنص من الدستور".
وهذا قسم من خطاب الرئيس الأمريكي (لنكولن) للأمة في نهاية مدته الرئاسية الأولى:
"إنني أرى في الأفق نُذر أزمة تقترب شيئا فشيئا.. وهي أزمة تثيرني وتجعلني أرتجف على سلامة بلدي.. فقد أصبحت السيادة للهيئات والشركات الكبرى.. وسيترتب على ذلك وصول الفساد إلى أعلى المناصب.. إذ أن أصحاب رؤوس الأموال سيعملون على إبقاء سيطرتهم على الدولة.. مستخدمين في ذلك مشاعر الشعب وتحزّباته.. وستصبح ثروة البلاد بأكملها تحت سيطرة فئة قليلة.. الأمر الذي سيؤدي إلى تحطم الجمهورية".
وكان هذا الخطاب قبل أكثر من 130 سنة بعد أن تغلغل اليهود في أمريكا، وقد اغتيل هذا الرئيس في بداية فترة الرئاسية الثانية، لأن كل أصحاب رؤوس المال الأمريكي كانوا من اليهود.
كما اغتيل الرئيس (جون كندي) عندما أعلن عن برامجه الإصلاحية، ورغبته ببناء أمريكا من الداخل ونهج التعايش السلمي مع الخارج كروسيا والبلدان الأخرى، وهذا مما يتعارض كليا مع بروتوكولات أرباب المال اليهود وحكمائهم.
والآن حاول أن تخيل أن أرباب المال اليهود قد سحبوا أرصدتهم من أمريكا!!.. بالتأكيد سينهار الاقتصاد الأمريكي برمّته على الفور، وربما تصبح أمريكا من أفقر بلدان العالم.
وبعد اغتيال (كندي) استوعب رؤساء أمريكا الدرس وحفظوه عن ظهر قلب، فلم يجرؤ أحدهم على نهج أي سياسة تتعارض مع طموحات اليهود وتطلعاتهم على كافة الأصعدة، بل كانوا فور انتخابهم يسارعون لتقديم فروض الطاعة والولاء لأسيادهم اليهود. وخدماتهم لليهود خلال الأربعين سنة الماضية ظاهرة للعيان، وأصبحت مهمة الرئيس الأمريكي لا تتعدى مهمة (كلب الصيد المدرّب جيدا)، لاصطياد الشعوب وثرواتها وجلبها لليهود في الداخل والخارج، وفي نهاية ولاية كل كلب جيد منهم يُعلّق في رقبته وسام رفيع من المديح اليهودي، فيهزّ ذنبه فرحا ويمضي خارجا من البيت الأبيض، بعد حصوله على شرف عضوية (نادي كلاب الصيد) اليهودي!!
وكلنا يذكر قصة (كلينتون) عندما نسي نفسه وحاول الضغط على نتنياهو، ففجّروا في بيته الأبيض القنبلة (لوينسكي)، التي كانت مُعدّة منذ لحظة انتخابه فأعادته إلى صوابه، وإلى موقعه الحقيقي ككلب صيد لا أكثر، فأصبح في نهاية مدة رئاسته صهيونيا أكثر من الصهاينة أنفسهم، يمسح بفروه الأبيض الناعم نعال أحذيتهم، عسى أن يقتات هو وزوجته على فتات موائدهم، في قاعات مجلس الشيوخ الأمريكي بعد خروجهم من البيت الأبيض.. وربّما ينال مكافأته على ذلك، بترشيح زوجته (هيلاري) لرئاسة الولايات المتّحدة في الفترة القادمة[6]!!


[1] هذا الفصل يستند إلى فقرات من كتاب (نهاية إسرائيل والولايات المتّحدة) للأستاذ (خالد عبد الواحد) ولمقدّمة الأستاذ (محمد خليفة التونسي) لكتاب (برتوكولات حكماء صهيون)، الذي ستجد نصّه الكامل في مجلّد مراجع هذا الكتاب.
[2] اليهود هم بنو إسرائيل (يعقوب عليه السلام)، حيث هاجر أبناؤه ـ أخوة يوسف عليه السلام ـ إلى مصر، ومن نسلهم هؤلاء الأبناء الاثنا عشر، خرجت 12 قبيلة يهوديّة.. وأنت تعرف ما حدث بعد ذلك من خروج موسى بهم من (مصر) ودخولهم (فلسطين).
[3] اقرإ الردّ على نظريّة داروين في مقال "ثقافة تنحرف عن الطريق".
[4] جريدة "الاساس" في 21 /4 / 1950.. ويمكن أن تقرأ مقال "سديم جوتنبرج" لتتعرّف على بعض هذه المذاهب الأدبيّة الهدّامة.
[5] يكفي أن نضرب هذا المثل الحديث، للدلالة على مدى تغلغل اليهود ونفوذهم في الغرب.. فعندما فاز حزبه ديموقراطيا بأغلبية في مقاعد البرلمان، أخطأ (هايدر) زعيم أحد الأحزاب النمساوية خطأ فادحا، حينما أطلق عباراتٍ مناهضة لليهود، فقامت الدنيا ولم تقعد، وانفجرت ضجّة إعلامية كبرى في (إسرائيل) و(أمريكا) و(بريطانيا) و(فرنسا) و(الأمم المتحدة)، تحت ادّعاء أنّ أوروبا لن تكرّر خطأها القديم، بالسكوت على ظهور (هتلر جديد).. وفي النهاية أُرغم الاتحاد الأوروبي على مقاطعة النمسا لمنع (هايدر) من ترشيح نفسه لمنصب في الحكومة النمساوية!!
[6] اقرإ مقال "التغلغل اليهودي في أمريكا".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..