الصفحات

الاثنين، 11 مايو 2015

حوار جار المسجد وفضيلة الشيخ

من بين أكثر مقاطع فيديو "اليوتيوب" مشاهدة وانتشارا في بحر الأسبوع الماضي هو ذلك الحوار القصير الجريء ما بين مواطن يسكن بجوار أحد المساجد الكبرى في مدينة الخبر وبين فضيلة شيخ واسع صدر، ومتسامح خلوق كان يلقي محاضرة بعيد صلاة العشاء. في الفيديو ذاته، يظهر المواطن بلباس نوم وهو يشق الصفوف حتى يصل إلى طاولة فضيلة الشيخ ثم يقول له: نحن نريد أن ننام، أمامي عمل شاق عند السادسة صباحا، وأطفالي سيذهبون إلى المدرسة قبل السابعة. لكن جرأة هذا المواطن كانت وللحق أقل من شجاعة فضيلة الشيخ الذي قال له بالحرف الواحد وبالجملة المكتملة: سامحني، أنت على حق. ثم أنهى محاضرته معتذرا بكل صراحة ووضوح عن الإزعاج الذي تسببه ميكروفونات المسجد الخارجية لكل جيران المسجد.
دعونا اليوم نناقش قضية "الميكروفون" الخارجي لكل مساجدنا بكل هدوء وعقلانية. أعطوني مثالا واحدا وحيدا متفردا لعائلة واحدة استمعت لآلاف الخطب في كل مساجدنا، ومن بيوتها عبر هذا الميكروفون؟ أعطوني مثالا واحدا وحيدا متفردا لعائلة واحدة من بين عشرات آلاف الأسر السعودية وهي تؤدي صلاتها أو تسمع محاضرات آلاف المساجد خلف الميكروفون الخارجي للمسجد؟ حتى تعليمات كتاب الله الكريم تدعو إلى الوسطية والاعتدال في أداء صلاة الفرض المكتوبة بين "فلا تجاهر بها" وبين "ولا تخافت بها" و"بين ذلك سبيلا". والقضية التي أريد الكتابة عنها اليوم ليست أبداً بأي حال "ميكروفونات" المساجد الخارجية لأنها مع الزمن أصبحت من ضمن "التابوه" الذي لا يخوض به إلا كل مغرض.
القضية الأساس هي ذلك الحوار الجريء الراقي بين فضيلة الشيخ وبين جار المسجد هذه القصة التي وصلت إلى أن تكون أكثر مقاطع الفيديو انتشارا، في ذات اليوم لابد أن تأخذنا إلى العلاقة ما بين المسجد وجيرانه المباشرين، ومن المؤسف بمكان أن نكذب على الحقيقة "العقارية" التي يتداولها الناس في الجملة التالية: لست قريباً من المسجد ولست ولله الحمد بعيداً عنه. أرخص أراضي العقار هي تلك تقع مباشرة أمام المسجد والجوامع، لا لشيء منها واستغفر الله، بل بسبب سلوكياتنا الخاطئة تماما في ومن حول هذه المساجد. في مواقف السيارات ودورات المياه ونظافة المكان وتصرفات أطفال الحي وأيضاً أصوات الميكروفون التي يتداخل فيها هذا المسجد مع الذي يليه حتى لم نعد نعرف في بعض الأحيان: مع وخلف من نصلي.

علي سعد الموسى
  2015-05-10 12:14 AM

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..