الصفحات

الأربعاء، 27 مايو 2015

كل شيء عن : الساعة البيولوجية وكيفية ضبطها

ضبط «الساعة البيولوجية» للطلاب .. معاناة تتكرر كل عام!
طالب لم يستطع مقاومة الإرهاق فنام في الفصل
    مع بداية كل فصل دراسي تبدأ الأسر في محاولة تهيئة أبنائهم من الطلاب
والطالبات للعودة لكرسي المدرسة، وذلك بعد إجازة امتدت لثلاثة أشهر تقريباً، عرضتهم لاعتياد نمط معيشي يطغى عليه السهر والفوضى، سواء في التغذية أو الجلوس الطويل أمام شاشات التلفاز، خصوصاً وأن إجازة هذا العام تخللها شهر رمضان، والذي يشهد دائماً اختلافاً كبيراً في روتين الحياة، إضافةً لعيد الفطر، والذي ساهم في سفر الكثير من الأسر إلى خارج البلاد، أو إلى مناطق مختلفة، وذلك لحضور بعض الفعاليات الترفيهية، أو لقضاء أوقات سعيدة على الشواطئ والمتنزهات، وهو ما أدى لإرباك ما يعرف ب»الساعة البيولوجية»، سواء للطلبة أوالطالبات، أو حتى الموظفين.
ويتساءل الكثير عن معنى «الساعة البيولوجية» في الإنسان ودورها في تنظيم وظائفه، خصوصاً وهي المسؤولة عن استشعار التغيرات البيئية المحيطة بجسمه، نظراً لاستشعارها وشدة حساسيتها، ولتتنظم النوم والغذاء والسلوك.
وتعمل «الساعة البيولوجية» في جسم الإنسان طوال الأربعة والعشرين ساعة، للتأكد بأن الجسم يعمل بأدائه الوظيفي على أكمل وجه حسب الساعة والتوقيت المناسب لكل عضو، وهو ما يسبب صعوبة كبيرة في إعادة ضبطها بعد أن يعتاد الجسم على نمط «غير منتظم»، ما يجعله يحتاج لعدة أيام، في سبيل التأكد من انتظامها وعملها بالشكل المطلوب، ليحقق الفائدة للطلبة الذين يشكون في بداية أيام الدراسة من صعوبة النوم في الليل والتعب أثناء اليوم الدراسي، بعد معاناة للجلوس من النوم يرافقها ربما بعض الصداع.
وليس حال الموظفين بأفضل من حال الطلاب، حيث يلاحظ عند أول أيام بدء «الدوامات» كثرة تأخر الموظفين، إلى جانب حالة التشتت وعدم التركيز وتعكر المزاج لديهم، نظراً لقلة النوم واضطراب البرنامج اليومي قبل الدوام.
وأكد «عبدالله العلي» -موظف- على أن أول يومين بعد العودة من الإجازة يعدان الأصعب، نظراً لتعودهم على نمط معين يشهد الكثير من السهر وعدم الانتظام في النوم، ما يجعله يذهب للعمل في اليوم الأول بدون أن يأخذ قسطاً من الراحة والنوم، ليتسنى له النوم بعد الدوام إلى اليوم الآخر، في محاولة لضبط الساعة البيولوجية لتنتظم معه بأسرع وقت.
وذكر متخصصون واستشاريون تربويون أنه لا توجد طريقة مثالية أو أسلوب معين لتنظيم الساعة البيولوجية لدى الإنسان خلال يوم واحد، مشيرين إلى أن الأفضل هو البدء قبل أيام من العودة للدوام أو الدراسة، وذلك تجنباً لمفاجأة الجسم بنمط معيشي قد يسبب اضطراباً للجسد.
وأوضحت «نجوى الصادق» -أخصائية التغذية- أن طول فترة الإجازة التي تخللها شهر رمضان وما يترتب عليه من تغير في عادات التغذية والنوم، ساهم بشكل كبير في صعوبة ضبط الساعة البيولوجية لدى الأبناء والبنات إضافةً لأرباب الأسر أيضاً، وهو ما يؤدي لتغيير في «المنطقة الزمنية»، والتي تصيب الإنسان بعدم الشعور بالوقت، خصوصاً بعد أن اعتاد الجسم على النوم خلال النهار والسهر في الليل، محذرةً من اللجوء للأدوية والعقارات التي يروجها بعض الأقارب والأصدقاء على أنها تساعد في النوم؛ نظراً للأعراض السلبية الكثيرة التي قد ينتج عنها، مثل هذا الاستخدام الخاطئ، كعدم القدرة على النوم في المستقبل بدونها.
وشدد الاستشاري النفسي «محمد المنصور» على ضرورة التدرج في إعادة ضبط الساعة البيولوجية، من خلال البدء بشكل تدريجي بالنوم والاستيقاظ المبكر، ناصحاً الآباء والأمهات بفتح الستائر والسماح لأشعة الشمس بالدخول للغرفة قبل إيقاظ أبنائهم، حتى يتعرض الجسم للضوء؛ ولتتمكن أجسادهم من خفض مستوى «الميلاتونين» المعروفة بهرمون النوم في الدم، محملاً غياب الوعي لدى الكثير من الأسر مسؤولية الاختلال في عملية النوم والتغذية، والتي تشهدها العائلات سنوياً مع كل إجازة، من خلال غياب التخطيط الصحيح للاستفادة من الإجازة وعدم إضاعتها في السهر والنوم.

الجمعة 11 شوال 1432 هـ - 9 سبتمبر 2011م - العدد 15782

------------

إضافة  1

   إن داخل دماغ الإنسان ساعة تسمى الساعة البيولوجية, تعمل على ضبط إيقاع يومه ما بين اليقظة و الراحة, و ذلك من خلال تحكمها بالنشاط الهرموني للجسم  المتخصص بذلك, فهي التى تمكنا من الاستيقاظ صباحا و توجهنا للنوم في كل ليلة.

لماذا نضبط ساعتنا البيولوجية؟
إن ضبط هذه الساعة بطريقة صحيحة لتناسب نظام حياتنا اليومي مثل الذهاب إلى الدراسة أو العمل في الصباح, يجعلنا بغنى عن استخدام الساعات المنبهة و التي تثبت الدراسات يوما بعد يوم أن لها أثارها الجانية السيئة, و ذلك لكونها تجعلنا نستيقظ بطريقة مفاجأة في حال أن الاستيقاظ طبيعيا بدون منبهات يتم بطريقة تدريجية, و تقول بعض الدراسات الحديثة أن المنبهات الصاخبة قد تؤدي إلى سكتات دماغية مفاجأة, مما يجعل استخدام ساعتنا البيولوجية أكثر أمانا, بالإضافة إلى أنه من الممكن أن نثق بها أكثر من الساعات المنبهة التي قد تخذلنا في بعض الأحيان, و لا تقف فائدة ضبط الساعة البيولوجية على ايقاظنا من النوم فحسب إنما تجعل طريقة نومنا صحية و تضمن لنا عند الاستيقاظ شعورنا بأن المدة التى قضيناها في النوم كانت كافية, و ذلك ما نفتقده في كتير من الأحيان,
و لكن كيف نضبط ساعتنا البيولوجية؟


لضبط ساعتك البيولوجية, اتبع الخطوات التالية:
  • حدد عدد الساعات النوم: حدد عدد ساعات النوم التي تفضل أن تنامها في كل ليلة لتكون ما بين 5 – 10 ساعات, و ذلك طبقا لطبيعة حياتك اليومية, حاول أن يكون عددها كافي ليأخذ جسمك الراحة المطلوبة و ذلك حسب طبيعة نشاطك اليومي, مع العلم أن ذلك لا يؤثر على  ضبط الساعة البيولوجية الخاصة بك, فالمهم هنا تحدديها وليس عددها.
  • قم بإطفاء جميع مصارد الضوء في مكان نومك: إن الساعة البيولوجية ما هي إلا خلايا عصبية في الدماغ, يتم ضبط نشاطها من خلال التأثير عليها بعوامل خارجية من الضوء و الظلام, كما يؤثر الظلام أيضا على عقدة عصبية تقع خلف العين, فبمجرد خفض الضوء تقوم  بتحفيز الجسم على خفض درجة حرارته, و بالتالي تنشيط هرمون الميلاتونين الذي يساعد على النوم, و قد نجد في ذلك تفسير منطقي للدراسات التي تقول أن معدل النوم عند الاشخاص قبل اختراع المصباح الكهربائي كان 10 ساعات تقريبا.
  • ضع في دماغك الساعة التي تريد أان تستيقظ فيها: حاول أن توصل إلى ساعتك البيولوجية الوقت الذي تريد الاستيقاظ فيه, و ذلك من خلال التخيل البصري للساعة و التركيز على وقت الاستيقاظ الذي تخطط له و تأمل صوت المنبه الذي يدق في هذه الساعة و كرار ذلك عدة مرات قبل النوم, إذا اعتقدت أن ذلك لن ينجح فتذكر كم مرة ضبطت ساعة المنبه لموعد مهم و استيقضت قبلها بدقائق, فإن ذلك لم يحدث بفعل الصدفة, إنما بسبب اقناعك لدماغك بضرورة الاستيقاظ في هذه الساعة.
  • عرض جسمك إلى الضوء حال استيقاظك: فكما قلنا سابقا إن الخلايا العصبية التي تشكل الساعة البيولوجية تتأثر بالضوء و الضلام, و تأثرها بالضوء يحفز الجسم على ضبط هرموناته المتخصص باليقظة.
إن تكرار هذه الخطوات على فترة زمنية قصيرة يساهم في ضبط ساعتك البيولوجية, و بالتالي ضبط ايقاع حياتك بطريقة مرضية لك, تساعدك على التخلص من الشاكل اليومية التي تتعرض لها سواء عند الاستيقاظ صباحا, أو الارق قبل النوم
----------------------


إضافة 2

اضبط ساعتك البيولوجية


   ساعة التطور السريع الذي يشهده علم الهندسة الوراثية هذه الأيام في إيجاد حلول لبعض ألغاز الكائن الحي التي طالما أرّقت العلماء، فلقد ظلت "الساعة البيولوجية"Biological Clock والموجودة داخل كل منا لغزًا غامضًا رغم مئات الأبحاث التي نشرت حولها حتى تمكن العلماء مؤخرا من تحديد مكانها في الجسم، وتلك الساعة هي التي تجعلنا نشعر بالزمن وتنظم إيقاع حياتنا وتحدد أوقات النوم واليقظة وتشعرنا بالجوع عندما يحين موعد تناول الطعام وتبرد أجسامنا ليلا وتسخنها نهارا، كما نجد أن معظم الذين يستخدمون الساعات المنبهة لإيقاظهم يستيقظون عادة قبل أن يدق جرس المنبه بلحظات، وكأن في أجسامهم منبها داخليا يوقظه في الموعد المطلوب.
الإيقاع اليومي

يعرف التغير من حال إلى أخرى خلال 24 ساعة باسم الإيقاع اليومي Circadian Rhythm، وهو ظاهرة شهيرة في عالم الأحياء، فمن ذلك مثلاً أن الأزمات القلبية تحدث غالبا في الساعات الأولى من الصباح، وكذلك نوبات الصداع النصفي (الشقيقة) وآلام المفاصل يكثر حدوثها في وقت محدد من اليوم والحساسية للألم تبلغ ذروتها ليلا وتتضاءل نهارا، بل إن أمزجتنا تتنوع في اليوم الواحد بين الرومانسية والواقعية ومشاعرنا تتبدل من البهجة في الساعات المشرقة إلى الانقباض عندما تمتلئ السماء بالغيوم، والمشكلة التي تفكر فيها بعد منتصف الليل تستعصي على الحل بينما تكتشف أنها أبسط مما كانت عليه عندما تنظر في المشكلة نفسها عند الصباح، إنها المشكلة نفسها لم تتغير ولكن الذي تغير هو موقفك النفسي والعاطفي تجاهها!!.

والحقيقة أننا لسنا وحدنا أصحاب ذلك الإيقاع اليومي، فمن المعروف أن كثيرًا من فصائل الحيوانات تهاجر وتتزاوج طبقًا لمواعيد زمنية ثابتة في فصول من السنة، وكذلك هجرة الطيور شمالا وجنوبا تتحدد بأوقات زمنية معينة من السنة.

بل والنباتات أيضًا، فمعظم النباتات تتفتح أزهارها لتستقبل النحل والفراشات في مواقيت نهارية محددة، ولعل سلوك نبات دوار الشمس يقترب من الترجمة الحرفية للإيقاع اليومي في عامل النبات وحتى الفطريات والحيوانات الأولية يبدو من رصد نشاطها أنها تميز بين الليل والنهار.
أعراض اختلال الساعة البيولوجية

هناك بعض الأعراض التي تظهر عند اختلال عمل الساعة البيولوجية، مثل:

1- اضطراب دورات النوم واليقظة

فعندما تختل الساعة البيولوجية تصاب دورات النوم واليقظة عند الإنسان بارتباك شديد؛ حيث يصاب البعض بالحاجة إلى النوم في وقت مبكر جدًا من الليل، ثم يستيقظون بعد منتصف الليل لتبدأ معاناة انتظار الصباح، بينما يحدث العكس عند فريق من الناس حيث يجدون صعوبة شديدة في النوم ويعتبرون أنفسهم من ضحايا الأرق فلا يصل النوم إلى عيونهم إلا بعد منتصف الليل أو قرب الفجر، ويترتب على ذلك صعوبة شديدة في الاستيقاظ صباحًا للذهاب إلى العمل أو المدرسة.

2- دوار الطائرة النفاثة Jet Lag

وهي حالة مرضية تحدث عادة عند السفر الطويل السريع عبر مناطق يتغير فيها الوقت، وذلك نتيجة لعدم توافق الساعة البيولوجية داخل الإنسان مع الساعة الخارجية التي تتغير بتغير توقيت البلاد المختلفة التي يمر بها المسافر، وينتج عن هذه الحالة أرق وإرهاق وتباطؤ وظائف الجسم، ويصاحبه اضطراب في دورات النوم واليقظة.

3- الاكتئاب الشتوي "الاضطراب الوجداني الفصلي"

في دراسة ميدانية بمدينة نيويورك وجد أن أكثر من ثلث البالغين يعانون اضطرابا في حالتهم المزاجية في أثناء الشتاء؛ حيث تطول ساعات الليل. كما وجد أن ستة أشخاص من كل مائة يعانون اكتئابا شديدا في فصل الشتاء؛ فيشعر المريض بصعوبة في ممارسة العمل والحياة العائلية، كما يحس بموجات من التعب وتتغير عاداته في الأكل؛ فيتناول الكثير من المواد النشوية والسكرية.
أين توجد الساعة البيولوجية؟؟

تمكن العلماء أخيرًا من رصد مكان الساعة البيولوجية بعد اكتشاف مجموعة من الخلايا العصبية تقع في النهار التحتي وسط المخ تعرف بالنواة فوق التصالبية Supra Chiasmatic nucleus، ويبدو أنها مركز التحكم في الإيقاع اليومي، وتتكون هذه النواة من جزأين، جزء يوجد في النصف الأيمن من المخ، والجزء الثاني في النصف الأيسر من المخ، وكل جزء يتكون من عشرة آلاف خلية عصبية ملتصقة بعضها ببعض، وتقوم على تنظيم الجداول الزمنية والتنسيق مع بقية الخلايا للوصول إلى ما يجب أن تكون عليه أنشطة الجسم على مدار اليوم.

وتوجد هذه النواة فوق نقطة التقاء العصبين البصريين في قاع الجمجمة؛ حيث إن عمل هذه النواة يرتبط بالضوء الذي يعمل على خلق التزامن بين الساعة الداخلية ودورات النور والظلام في العالم الخارجي، وفي خلايا هذه النواة يتم نسخ وترجمة مورث جين الساعة الذي يسهم بدور كبير في مدى دقة هذه الساعة، وهو المسئول عن ضبط الساعة البيولوجية، والعثور عليه يمهد الطريق إلى ضبط ساعاتنا البيولوجية مثلما نضبط ساعة اليد أو الحائط بعد استبدال المورث المضطرب بآخر سليم..!!.
كيف تعمل الساعة البيولوجية؟

مكنت تقنيات البيولوجيا الجزيئية العلماء من فهم الآلية التي تعمل بها تلك الساعة العجيبة، فمن خلال الأبحاث التي أجريت على ذبابة "الدروسوفيلا" تبين أن لحظة الصفر في الدورة اليومية تبدأ عند الظهر؛ حيث تبدأ عملية نسخ الجينات المسئولة عن تكوين مركب حساس للضوء، ويظل النسخ مستمرًا حتى ما بعد الغروب مباشرة لتبدأ عملية ترجمة الجينات المنسوخة إلى بروتينات تتحد لتكون المركب الحساس للضوء، وعند الفجر يعمل الضوء على تفكيك هذا المركب الحساس؛ فيفقد فعاليته تدريجيا، وعند الظهر يفقد فعاليته تماما وتبدأ الخلية في عملية النسخ من جديد.

وهكذا تتتابع عمليتا "نسخ" الجين و"ترجمة" نسخته Gene Expression في حلقة يومية محكمة ذاتية التنظيم؛ فالتعرض للضوء مبكرًا يؤدي إلى تبكير عملية النسخ أي تبكير ساعة الصفر في الدورة اليومية والتأخر في التعرض للضوء يعني تأخر عملية النسخ، وهكذا يعمل الضوء على ضبط الساعة البيولوجية كل أربع وعشرين ساعة.

وعلى هذا، فإن دورة النور والظلام على سطح الأرض تقوم مسار جميع العمليات الحيوية في جسم الكائنات الحية؛ حيث لا يمكن أن تعمل الساعة البيولوجية بمفردها بانتظام لمدة طويلة، بل لا بد من وجود تلك الدورة كساعة مرجعية نضبط عليها ساعتنا من حين لآخر. ومن ثم يعتبر التعرض لضوء النهار ولو لدقائق معدودة كل يوم ضروريا لتوفيق إيقاع الجسم مع إيقاع الطبيعة من حولنا.

والقرآن الكريم يحدثنا عن نعمتي الليل والنهار فيقول:(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ . قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ).



-------------------
إضافة  3  :

ساعتك (البيولوجية) كيف تضبطها؟

الساعة (البيولوجية) لن يستطيع العقل أن يتم عمله بدونها، فهي بمثابة المايسترو الذي يقود أوركسترا العمليات اليومية لكي تعزف سيمفونية الحياة، فكل واحد منا له ساعته البيولوجية الخاصة به ولها إيقاعها التي تعمل بمقتضاه أجهزة الجسم، وتختلف الساعة البيولوجية من شخص إلى آخر، فداخل كل شخص ساعته الخاصة التي تشير إلى توقيتات محددة تضبط نشاطه وتنظم دورة حياته اليومية بكل دقة بلا تقديم أو تأخير·هناك ثلاثة أمثلة للساعة البيولوجية المسئولة عن تنظيم الجسم وتنظيم مواقيته عند الإنسان، المثل الأول هو لأناس ينامون عدد ساعات قليلة جدا وعلى الرغم من ذلك يستيقظون من نومهم نشطين وكان من أشهرهم نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية حيث كان معروفا عنه نومه فوق حصان وكان يأمر جنوده أن يوقظوه بعد مرور عشر دقائق فقط، وكان بونابرت يغط في نوم عميق في الدقيقة الثانية ليستيقظ في الدقيقة التاسعة وهو في قمة نشاطه وبدخل المعركة في الدقيقة العاشرة.
أما المثل الثاني فهم فئة ساعتهم البيولوجية معكوسة ويحتاجون لعدد ساعات من النوم تصل إلي 21 ساعة، يستيقظون بعدها في قمة النشاط والحيوية وهؤلاء لا يستطيعون ممارسة حياتهم بشكل جيد بعدد ساعات قليلةمن النوم. والمثل الثالث لأناس عاديين متوسط نومهم لا يتعدي الثماني ساعات يحصلون بعدها علي الحيوية والنشاط·والمثل الأخير يتفرع منه ثلاثة أنماط من الأسر، فالأسرةالأولي يأخذ أفرادها قسطا من الراحة والنوم أثناء الظهيرة، وهذه الراحة أو (القيلولة) تعطيهم الطاقة اللازمة لاستمرارهم في العمل في فترة المساء، الأسرة الثانية تنام الليل وتعيش النهار وتمثل %98 من البشر، وأفرادها حين تضطرهم ظروف العمل أو السفر للسهر فإنهم يصابون بالإجهاد والتعب ولا يستطيعون تعويض هذه الساعات من السهر بالنوم أثناء النهار، أما النمط الثالث من الأسر فهي التي يسهر أفرادها طوال الليل ويمارسون حياتهم بشكل جيد وكامل بعيدا عن شمس النهار، ينجزون الأعمال ويمارسون الهوايات ويخرجون للسهر ومقابلة الأصدقاء، وعندما يأتي النهار يرفضون الاستيقاظ أو الخروج من المنزل ويذهبون في سبتا عميق من النوم، وهؤلاء هم أصحاب الساعة البيولوجية (المقلوبة) بالفعل وليس مجازا وهم ليسوا مسئولين عن هذا الأسلوب المختلف في حياتهم عن حياة البشر ولا يستطيعون بالفعل تغيير هذا النمط من الحياة فهو خارج عن إرادتهم·كما أن هؤلاء الذين ينامون النهار ويصحون الليل والذين يبلغ عددهم من %2 إلى%30 من البشر لا يستطيعون النوم ليلا مهما حاولوا ذلك أو جلسوا ساعات الليل في فراشهم ولو حاولوا كرها ممارسة حياتهم أثناء ا لنهار فسيفشلون في أداء معظم أعمالهم، وسيصابون بالتعپ والارهاق وربما الانهيار وستنقلب أمزجتهم وإرادتهم إلى نحو لا يرغبوه فأجسامهم مجهزة ومضبوطة علي هذا الشكل من الحياة والأفضل لهم أن يستمروا فيه ولا يغيروه أو يعدلوه وعموما فإن فترة النوم المسائية التي يتم فيها تجهيز الجسم لليوم التالي، كما يتم فيها ضبط الهرمونات والاستفادة من الخبرات وترتيب الذكريات، تحدث نفس دورتها لهؤلاء الذين يسهرون أثناء ساعات نومهم الطويلة أثناء النهار فيستيقظون وأجسامهم مجهزة تماما لأن يمارسوا أكثر من نشاط في المساء.
نظام مقلوبيؤكد المهتمون بالساعة البيولوجية لدى الإنسان، إن إذا كانت الساعة البيولوجية المقلوبة الموجودة في مخ الإنسان هي المسئول الأول عن نوم بعض الناس فترة النهار واستيقاظهم في المساء، إلا أن الإنسان في معظم الأحيان هو نفسه السبب الرئيسي في قلب نظام هذه الساعة فربما تكون أعمال بعض الناس تعتمد علي المناوبات الليلية فيضطرون للسهر طوال الليل والنوم طوال النهار، كما أن بعض الفنانين والكتاب والشعراء يعتقدون أن موهبتهم لا تتوهج إلا في فترة المساء، لذلك فإنهم يسهرون الليل وينامون النهار، وقد يشعرون بالتعب والتوتر نتيجة قلب نظام يومهم ولكنهم يتعودون عليه، فالهرمونات التي كان الجسم يفرزها فترة المساء أصبح يفرزها في الصباح ورغم ذلك فإن معظم هؤلاء يدفعون من صحتهم ثمن تغيير هذا النمط الرباني فقد تظهر عليهم أعراض مرضية جسدية تعبر عن القلق والتوتر مثل قرحة المعدة وعسر الهضم ونوبات الصداع·كما أن الذين ينامون النهار ويسدلون الستائر على نوافذ منازلهم كي تحجب الضوء ولا يشعرون بنبض الحياة، هؤلاء من مرضى الإحباط ويهرعون للنوم هروبا من واقع يرفضونه، وغالبيتهم من الشباب الذي لا يعمل وعندما يجد الشاب أفراد أسرته قد استيقظوا مبكرا وذهب كل فرد منهم إلي عمله أو مدرسته تنتابه مشاعر مضطربة ولأنه لا يريد أن يفكر في أزمته فإنه يهرب إلي النوم بدلا من مواجهته هذه المشكلة ومحاولة حلها، فهذا الشاب يظهر عليه مرض >الاكتئاب المنسحب< وأعراضه أن يكون محبطا، عبس المزاج، قلقا، ومتوترا، وهي تختلف عن أعراض مرض الاكتئاب العادي· علماء النفس احتاروا كثيروا في هؤلاء الذين لديهم مخاوف اجتماعية ولا يقبلون على أي تجمعات مع البشر ويميلون للوحدة فيستغرقون في النوم هروبا من الناس والنهار ويستيقظون في المساء كي يمارسوا ويستمتعوا بوحدتهم، هذا النمط من البشر يجيد التعامل مع الأشياء وليس مع البشر، كما أنه مستمتع بوحدته يعيش معظم أوقاته في غرفته التي يعتبرها رحم أمه حيث الأمان التام·كما أن هناك قلة تنام النهار وتسهر الليل نتيجة تعاطي بعض الأدوية دون استشارة طبية وهي تتسبب في نومهم من 8 إلى 21 ساعة ليستيقظوا في المساء لا للقيام بأي أعمال، وقد يكتفون بمشاهدة التلفزيون ومراقبة من حولهم مشيرا إلى أن هؤلاء يمكنهم تغيير ساعات نومهم وضبط ساعتهم البيولوجية من جديد سواء أكانوا مرضى أم أفرادا عاديين وذلك بالتدريب في ضبط مواعيد نومهم واستيقاظهم، وفي المحاولة العاشرة سيوفقون بالتأكيد في ضبط تلك المواعيد، أيضا يتم ضبط الساعة البيولوجية للمكتئبين من العاطلين ودمجهم في دائرة النشاط المجتمعي من خلال الجمعيات الأهلية حتى يشعروا بذاتهم وقيمتهم ومن خلال العمل التطوعي قد تفتح لهم أبواب رزق كثيرة.
و يجب استثتناء الفنانين وغيرهم من هذا النظام العلاجي في ضبط الساعة البيولوجية لساعات نومهم، كذلك الذين يتذوقون الجمال ومن لديهم سيكولوجية فنية من الكتاب والشعراء والذين يجيدون الانطلاق بشدة ويصعب استقرارهم وهذا النمط من الحياة سبب في إبداعهم فهؤلاء نتركهم، فلو حاولنا ضبط ساعتهم البيولوجية فقد يتأثر إبداعهم ويقل إنتاجهم ا لفني وهؤلاء شموع تحترق لإسعاد مجتمعاتهم وما يدفعونه من قلق نفسي وجسدي نتيجة حياتهم الليلية هو ثمن دخولهم في إبداعاتهم ·وعلى المرأة دور كبير في ضبط الساعة البيولوجية لجميع أفراد أسرتها وذلك بأن تكون مثلا يحتذى به في الانضباط في النوم المبكر حتى لا نشعر بالإجهاد والعصبية اللذين يسببهما السهر وأن تعود أطفالها على النوم المبكر في الثامنة أو التاسعة مساء على الأكثر والاستيقاظ المبكر أيضا، ويجب أن تعود الأسر في المدن والقرى إلى النمط الصحي في الحياة والذي كان يستيقظ قبل الفجر وينام عند الغروب·

أسباب متعددة

إن من بين الأسباب للساعة البيولوجية للإنسان، في بعض الأحيان لا يمكننا أن ندرك دقات هذه الساعة بداخلنا لأسباب كثيرة، منها، المدنية الحديثة التي نعيشها لكن نستطيع أن ندرك ونشعر بنشاط دقات هذه الساعة في أجسامنا إذا حدث خلل في إيقاع النوم واليقظة، وهذا يحدث في أثناء تغير مناوبة ا لعمل أو السفر إلى مكان يختلف فيه التوقيت اليومي وهذا سبب التناقض بين الساعة الداخلية وتوقيتات البيئة الخارجية متى ما سافرنا في رحلة جوية شرقا أو غربا إذ أن المسافر يعبر في هذه الحالة عدة مناطق زمنية نتيجة خطوط الطول وبالتالي يحدث فرق في التوقيت والذي قد يصل أحيانا إلى 11 ساعة هذا الفرق يؤثر على الساعة البيولوجية للشخص وهذا بدوره يؤثر على حالة المسافر الصحية والمزاجية والنفسية مما يجعله يشعر بالتعب والإرهاق وخفقان في القلب وعدم ا لقدرة على التركيز الذهني وعدم النوم بطريقة طبيعية، وقد تستمر هذه الحالة عدة أيام قبل أن يتعود المسافر على إيقاعية الزمن الجديد أي بعد أن تنضبط ساعته البيولوجية على التوقيت الجديد وتتزامن معه·

منبه داخلي

أن هناك العديد من الناس لديهم القدرة على الاستيقاظ في ميعاد محدد بدون أي وسيلة لاستيقاظه فهناك من يقول استيقظ من نومي في السادسة تماما بمفردي ولا أتأخر ثانية واحدة عن هذا الميعاد فهنا استطاع المخ أن يضبط ساعته مع التوقيت المطلوب لكن أحدا لم يستطع للآن أن يكشف الطريقة التي يحسب بها المخ الزمن في أثناء النوم لكن ما حدث هو أنه عادة قبل النوم يضع الإنسان في تفكيره أن يقف أمام نفسه ويتم حديث داخلي بأنه عند الوقت المحدد سيدق جرس ينبهه ويوقظه وهذا الحديث تم ضبطه في صورة داخلية في العقل ا لباطن واستجاب لها، لكن في بعض ا لحالات يتلف العقل الواعي هذه الساعة برفضه الالتزام العمل بها·وتشير الأبحاث إلى أن علم الزمن البيولوجي أثبتت أن إيقاعات الزمن على مختلف العمليات الحيوية التي تحدث في أجسامنا فكانت من نتائجها الطبية أن جسم الإنسان تتفاوت درجة مقاومته لأخطار السموم حسب الوقت الذي يتناولها فيه بل إن سموم الميكروبات وتأثير الهرمونات الحيويةالتي تفرزها الغدد الصماء بالجسم تؤثر مباشرة علي حيويته وشيخوخته وكلها تتفاوت آثارها خلال الساعات المختلفة من الليل والنهر·وإن بعض التجارب كشفت عن أن الأنسولين وأدوية الضغط تحقق أعلى فاعلية عند استخدامهما بين الساعة الثامنة صباحا والثانية ظهرا بينما تكون المضادات الحيوية شديدة الفعالية بعد الغروب وفي أثناء الليل وأمراض ا لحساسية الناتجة عن الغبار وحبوب اللقاح تبلغ ذرورتها في المساء بينما تكون أفضل أوقات مقاومة الجسم لها خلال الساعات الأولي من الصباح·



-------------------------------

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..