"الاعتراف بالمذهب الشيعي قراءة غير "

 صرح أخي وصديقي الأستاذ محمد رضا نصر الله ، الكاتب المعروف وعضو مجلس الشورى تصريحاً يطالب فيه الاعتراف بالمذهب الشيعي ،وكذلك جاء نفس الطلب من عضو مجلس الشورى الدكتور احمد الشويخات في مداخلته بالمجلس يوم الثلاثاء 15/8/1436هـ. أود هنا أن ادخل معهما في حوار لا مواجهة  وهما يعرفان أنني من أوائل من أدان وجرم كل الحوادث الإجرامية ضد أبناء الطائفة الشيعية. وارغب في البداية أن اوضح اننا في مكة المكرمة تسكن معنا عوائل مكية عريقة ومحترمة من الطائفة الشيعية من هذه العوائل: الغنام، وحسن حمزة، وآمان، والسناري، ومغربي ولدوا وتربوا وترعرعوا معنا وبيننا ، ولا نعرف او نعلم انهم من الشيعة منخرطين في كل حياتنا. فلا اعتقد أن المجتمع السعودي يعاني من سوء معاملة مع هذه الطائفة الكريمة والمحترمة .

1

من الممكن القول،أن الواقع في العائلات الشيعية علي سبيل المثال في مكة المكرمة  يعيشون كمواطنين  ويتعايشون مع كافة الدوائر الحكومية دون تميز، وعوائل مطوفي الشيعة ومنهم: صحرة, وجمال، وقطب، ومغازل، وحمزة، وأزهر نتعايش معهم بصوره أفضل من معيشة عرب الأهواز السنة منهم والشيعة وتعايش النظام الإيراني معهم وعلى الأخوة الشيعة لدينا الاعتراف بهذا.

1

ما معني الاعتراف بالمذهب وبأي شكل ولأي حدود؟، أري أن الشيعة في وطني يذهبون للمدارس والمستشفيات وكافة الأجهزة الحكومية وغيرها مثلهم مثل أي مواطن ولا أحد يسأل المراجع هل أنت سني أم شيعي؟. إلي ماذا يرمون؟. هل يحاول الطالب منع الفتنه؟،أنا أري في طريقة الكلام والطلب إثارة للفتنه.

1

السؤال المهم في ذاتي كيف أعترف بمذهب يدين أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبو بكر رضي الله عنهما بالزنا ويشتم صاحبي رسول الله صلي الله عليه وسلم ابو بكر وعمر رضي الله عنهما، أحترم وجودهم ومواطنتهم وحقوقهم ومعايشتهم وهم من النسيج الوطني ومكون مهم من مكونات هذا الوطن الغالي. بمبدأ لكم دينكم ولي دين، إلا أنني لا أستطيع الاعتراف أو الإقرار بالمذهب كأمر صحيح يمكن القبول به او التعامل بمنهجه المحرف أو المعتدل. ولو فعلت فإنًي والله لخجلت من الذهاب إلي بيت الله أو الوقوف أمام حجرة النبي صلي الله عليه وسلم . كيف لي أن أقابله صلى الله عليه واسلم يوم القيامة وأشرب من حوضه وبيده وأنا أقبل التعرض لحبيبته وزوجه عائشة رضي الله عنها ؟. كيف لي أن أحب

 من يتعرض لأم المؤمنين وزوج رسول الله ولأول أثنين من عشرة مبشرين بالجنة. والله إنًي لأخجل أن أفعل ذلك.

1

لقد برًأ الحق تعالي السيدة عائشة رضي الله عنها في القرآن المجيد ومن ينفي ويكفر بآية في القرآن يكون إيمانه أنتهي، لأنه قال تعالي: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنًا له لحافظون )، إذا لم يعدنا علينا الله سبحانه وتعالي في هذه الآية التي يقرأها السني والشيعي علي حد سواء، وبالتالي آية تبريئة السيدة عائشة ثابتة وفي إنكارها عدم إيمان،  والمؤمن والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته و.. (( كتبه )).. ورسله .

1

وبذلك لا يمكن أن أقرً أو أعترف بالمذهب كشيء يؤخذ به، إنما أقول أنه موجود ويمارس ولا يمنع حقوق أصحابه ومواطنتهم ،إن لم يتبعوا أجنده خارجية،ويجب عليهم احترام مشاعرنا وعدم استفزازنا وكيد المؤامرات والحروب على الآخرين مثل ما هو واقع في العراق وسوريا ويحاول الحوثيين إلحاق اليمن بالركب الآن،أي مسلم عاقل رشيد يقبل بمنظر حرق الشاب السعودي الذي من مدينة سكاكا وبطريقة فظة غليظة حيوانية لممارسة شهوة من شهوات الحشد الشعبي الشيعي العراقي؟. إنهم عندما يحكمون طغاة ويعتبرون قتل السني ممر للجنة؟.  المشكلة أن منًا الآن من يحاسبنا ولا أحد يحاسبهم!. أيضاً لا أقر بطريقة بعض أهل السنة في تعاملهم مع موضوعهم وأعني المتشددين أو بعض السلفيين والجهاديين والتكفيرين، بل لا أقر بتعامل المتشددين من السلفيين معنا نحن الوسطية في السنة .

1

هذا لا ينطبق علي كل الشيعة فمنهم من لا يدخل في هذه الأوصاف، وإنما الحديث عمن تشمل مذهبه هذه الأوصاف فلا اعتراف بمذهبه،أو أكون فيما لو اعترفت بمصداقيتها أسوأ من المنافقين. وإنما أقول: لكم دينكم ولي دين.ولا تجهر بالسوء، أو تضطرني لدخول حرب تصل إلي الجهاد في سبيل الموضوع .

1

بالنسبة لي أي أذي من الطرفين لعباد الله والخروج عن أي من تعليماته في أوامره ونواهيه فهو شيء مرفوض، وإنما أتعامل معهم بالحسنى ولا أقبل استفزازاتهم بأي شكل من الاشكال او التحريض ضدهم أو وسفك الدماء . منهم أمثال حسن نصر الله والمرجع الأعلى السيستاني وغيرهما من الطغاة من الشيعة كان أم من ألسنه . وأصطبر عليها إلي أن يفعل الله أمره بالجميع فيما يحبه ويرضاه .

1

الموضوع هو درجة القبول أو الاعتراف على حد القول. أقبل لهم أن يؤدوا نسكهم بطريقتهم في مساجدهم وحسينياتهم ، مثل المسارات المكشوفة في الحج وانفرادهم بمساجدهم إلي آخر ذلك . أما قبول التعرض لأم المؤمنين وصاحبي الرسول وهو الآمر بقوله صلى الله عليه وسلم ( لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) وهم من أتي ذكرهم في أطهر كتاب لله مثل قوله تعالى في سيدنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه : (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ  ) كيف لي أن أقبل لأذني قبول سماع مثل ذلك وهو مثل أن أقبل بشتم الغير المسلمين لسيدنا محمد ولأي من الرسل صلي الله عليهم جميعاً ، ومن يفعل ذلك أي التعرض لأم المؤمنين وصاحبي رسول الله  فليس مني ولست منه .

1

بالنسبة لي هم مواطنين لهم حقوقهم ومناسكهم دون قبولي للتعرض لهم ولا تعرضهم لنا سواءً ذاتياً. أما إذا كان بالدفع من إيران لأي منهم فيكون مواطناً خائناً، ولا يمكن أن أعصي رسول الله في قبول سماعي لشتيمة صحبه، يمكن لهم أن يفعلوا ما شأوا في خصوصياتهم ، لكن لا أقبل التحرش منهم بنا في شتم الصحابة أو التعرض لشرف أم المؤمنين عائشة، فهذا موضوع إن وقع من أياً كان فهو عدو لي، طاعة لله ورسوله فليحفظه لنفسه ولا يحاول أن يستفزنا به .

1

ليس من حقنا في مناهج التربية والتعليم ان نضع أو نفرض نصوص تستفز الطائفة الشيعية أو التحريض عليهم او إهدار دمهم او التجاوز على طقوسهم . ينبغي أن يمنع هذا الأمر.

1

اتفق تماما وكليا بضرورة الإسراع بفرض عقوبات لتجريم الطائفية والعنصرية وكل ما يثير أو يستفز احد المذاهب التدينية في هذا الوطن . حتى نعمل على إذابة ..[ الكراهية ].. و..[ الكره ].. و ..[ الإكراه ]..،. فان فعلنا ذلك فإننا نعمل على ترسيخ حب الدين  واحترام الوطن والوطنية ، واحترام الآخر .

1

هل يجوز ان نحترم ما تطرح من اسئلة حول التشيع الذي يقذف ويسب ويشتم  الصحابة والصحابيات الجليلات رضي الله عنهم وعنهن ؟. بغض النظر عن المساندة من باب العاطفة مع الاخوة الشيعة، لأن الاستجابة عند البعض على الشخص   لكن لو وضع السؤال بصفةً المبدأ لرفض الجميع بمن فيهم 
.. (  ....  ).. التعرض بالقذف لأي كان .أقرأ صيغة السؤال، سؤال مدسوس فيه الإدانة، بينما وأي من يدان بقذف الآخرين مرفوض.أنا أري أن نرفض السؤال فيما يخص أي متهم ونرفض النتيجة أياً كانت في صالحك أم ضدك .

1

وطالما الحديث عن الديمقراطية التدينية عن المذهبية لكي يتم إجراء إحصاء للأجابة على ثلاثة أسئلة:

                             1/:            هل تقر وتعترف بالمواطنين الشيعة وحقوقهم الوطنية؟. جوابي: نعم.

          2/:    هل تعترف وتقر بالمذاهب الشيعية التي تخلو من اتهام أم المؤمنين عائشة وشتم وتكفير صاحبي رسول الله والتي لا تشرك سيدنا الحسين بالدعاء إليه حيث أن الدعاء إلي الله؟. جوابي : نعم .

          3/:    هل تعترف وتقر بالمذاهب الشيعية التي تتضمن اتهام السيدة عائشة بالفاحشة وتكفير وشتم صاحبي رسول الله والدعاء إلي سيدنا الحسين عوضاً عن الدعاء إلي الله؟. جوابي . لا، ومستعد لمحاربة ذلك.إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك.

          4/:    وبالمثل هل تعترف بمواطن إن كان مسيحياً أو نصرانياً أو يهودياً؟.  الجواب: نعم . هل تعترف بالعقيدة المسيحية النصرانية كما نزلت من الله؟. الجواب : نعم .

          5/:    هل تقر وتعترف بالمسيحية النصرانية،واليهودية في تضمنها أن عيسي عليه السلام يدعي إليه وبه ، واليهودية في تضمنها أن عزير عليه السلام إبن الله؟ الجواب: لا ، ولي أن أحارب ذلك.

1

يجب أن نعلن ونقول للجميع موقفك و أنك أول من ترفض قذف الآخر من حيث إذا أن الإحصاء أو الاستفسار يستوضح قبول القذف أم رفضه ، وفي ذات الوقت أنك لم تتضمن في مقولاتك قذف أياً كان وإنما استدعاء ..[ القذف ].. بصفة عامه وفي الفئة المنتقدة بصفة خاصة لتوفر الإمكانيات بدلاً من إهدارها وان ذلك ينطبق علي كل من أثراه الله من فضله سواءً .

1

الواقع بسبب المبالغة عندهم والتدخًل الإيراني . فأوضاعهم أفضل من كثير من السنة  ولم نسمع منع أي خدمات لهم عند التقدم مثل الآخرين. بل أن معظم موظفي الدولة لا يعلمون من يكون سني ومن شيعي عند مراجعته ، وهناك عوائل شيعيه في بطن مكة متعايشين مع السنة بأفضل حال. بل وبعضهم منتفع وبثراء يفوق السنة.

1

الحقيقة هم أكثر هجوماً وجرأةً علي السنة. بل ومعظم السنة يراعون مشاعرهم إلي أن الشيعة يأخذوا في الظن أن ذلك من باب ضعف،حين أنه من باب كرم أخلاق.
ما هو المطلوب. فالدولة بأكملها والشعب والعلماء والجميع وقفوا معهم في حادثي المسجدين. وتناسوا أن السنة ذاقوا نفس الإرهاب من ذي قبل . بل وفي بطن الحرم المكي . كفانا بكاء التماسيح .

والله يسترنا فوق الأرض ، وتحت الأرض ، ويوم العرض ، وساعة العرض ، وأثناء العرض .

20 شعبان 1436هـ
د. زهير جميل كتبي

المصدر

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :