الصفحات

السبت، 20 يونيو 2015

رداً على عوض القرني كتاب : " الدرر السنية " لا يدعو للغلو وسأكشف رموز التكفير الحقيقيين

تاريخ المشاركة : PM 05:12 | 2004 Jan 12
اطلعت في ( الوطن ) عددها رقم 1193 يوم الاثنين الموافق 14 ذي القعدة 1424هـ على لقاء صحفي مع الشيخ عوض القرني ، وقد بدأ الحوار بذكر الثلاثة الذين وصفهم بـ (رموز التكفير) وكأن غيرهم براء
من هذه الخطيئة الدنيئة التي أخذت في حبائلها الكثير والكثير ، نعم إن هؤلاء الثلاثة ليسوا أشـــــد خطرا من غيرهم ممن غذى الشباب من ثدي ( الحركات الجهادية ) و( الكتب الحركية ) و ( الدعوات المستوردة ) ، وما هم إلا باكورة ثمـــار تلك الدعوات التي ( تحمل الخطر معها ! ) أقول :

لقد ذكر الشيخ القرني أن فكر أولئك النفر الثلاثة ناتج عن مدرسة فكرية شاركت في صنع تلك التفجيرات وأعمال التخريب التي بليت بها أمتنا اليوم ، وبلا شك أن هذه المدرسة فاشلة في تحقيق المناط وتنقيحه أيضا ،
ولكن تجاسر الشيخ القرني تجاسرا صرح هو بعدم قدرته عليه من قبل ، وأخذ ينسب غذاء هذه المدرسة الفكرية إلى كتب أئمة الدعوة النجدية ! ،

وذكر منها على وجه الخصوص كتاب ( الدرر السنية ) ، وأن فيه غلوا في التعامل مع المخالفين ! ، ولكي يتضح للقارئ حقيقة الأمر أقول :

إن كتاب ( الدرر السنية في الفتاوى والمسائل النجدية ) جمعه الشيخ العلامة محمد بن عبدالرحمن بن قاسم ، وقد تكرم بطباعته الملك سعود ومن بعده جددها الملك فيصل رحمهم الله تعالى ، وهو كتاب جامع للتوحيد والأحكام والآداب وسائر أمور الدين ، وحاله كحال غيره من كتب أهل العلم فيما يحوي ، وكما أنه بحث مسائل التكفير وجهاد الكفار ، كذلك بحث بحوثا مطولة في ( السمع والطاعة ) ، و ( ذم الخروج على ولاة الأمر ) و ( معاملة الكفار ) بمنظار شرعي ،  فلماذا وقف الشيخ القرني على كتاب ( حكم المرتد منه ) و ( الجهاد) وترك باقي الكتب الأخرى ؟! .

إن طريقة أئمة الدعوة المباركة أعدل الطرق وأكملها وهي طريقة السلف الصالح وأهل السنة والتوحيد ، وقد ذكروا في مواطن عديدة من كتاب ( الدرر السنية ) اعتدالهم في هذا الباب الخطير
( باب التكفير ) ، وأنهم وسط فيه بين أهل الإرجاء الممقوت ، وأهل الخروج والغلو المتجني الغاشم .

والكتاب منتشر ويباع ولطالب الحق أن يقف فيه على ما يريد، ولا يأخذ منه ما يوافق انتقاده ، ويترك بقية كلام العلماء فيه .

خاصة أن هذا الكتاب قد ضم كوكبة من علماء الشريعة من أهل التوحيد والسنة بدءاً من الإمام محمد بن عبدالوهاب مرورا بكتابات في التوحيد والسنة للإمام الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود حتى شيخنا الإمام عبدالعزيز بن باز ، ومات شيخنا وهو مما يقرأ عليه في دروسه وحلقات العلم عنده ، فهل يا ترى أن هذا ( الغلو !! ) خفي على الأئمة (عبدالرحمن بن حسن - وعبداللطيف بن عبدالرحمن - وإسحاق بن عبدالرحمن - وحمد بن ناصر - وعبدالله أبا بطين - وحمد بن عتيق - وسعد بن حمد بن عتيق - وسليمان بن سحمان ...) وغيرهم من العلماء ؟.

إني لا أظن - الشيخ القرني - يجهل من أين تغذى هؤلاء بحليب ( الفكر التكفيري !!)

ألم يقرأ - الدكتور القرني - ( معالم في الطريق !! ) لسيد قطب وما فيه من تكفير للشعوب والحكومات عامة !! ،

خذ من ذلك قوله ص 6 يقول : ( ووجود الأمة المسلمة يعتبر قد انقطع من قرون كثيرة ، ولا بد من إعادة وجود هذه الأمة لكي يؤدي الإسلام دوره المرتقب في قيادة البشرية مرة أخرى ... لا بد من بعث لتلك الأمة التي واراها ركام الأجيال وركام التصورات ، وركام الأوضاع ، وركام الأنظمة التي لا صلة لها بالإسلام ... إلخ ) . وغيره الكثير مما لا يتسع المقام لذكره .

هل قرأ ( العدالة الاجتماعية ) لسيد قطب وسائر مؤلفاته ، وما فيها من التكفير ، عندما يقول ص 182: ( ونحن لا نحدد مدلول الدين ولا مفهوم الإسلام على هذه النحو من عند أنفسنا... ففي مثل هذا الأمر الخطير الذي يترتب عليه تقرير مفهوم لدين الله كما يترتب عليه الحكم بتوقف وجود الإسلام في الأرض اليوم ، وإعادة النظر في دعوى مئات الملايين من الناس أنهم مسلمون ! ) .

فأين - القرني - عن هذا الغلو الفاحش ؟! أريد منه فقط - تكرماً - أن يعد القراء بلقاء أو مقال ينتقد فيه كتابات سيد قطب المنتشرة بين الناس وما فيها من طوام كهذه !!.

بل الغلو أيضا في ( مجلات ) و ( كتابات ) تصدر من الخارج .

وأقول : لعلي في مقال قادم لي بعنوان ( هم العدو فاحذرهم ) أذكر - أكثر من هذا ، وأكشف فيه ممن يشار له بالبنان اليوم وكان يربي الشباب على الفكر ( السياسي ) و ( التكفيري ) معا ! .

ومن كان يربي الشباب على الخروج على الحاكم ويلقنهم الآمال بتبديل الحال ؟! .

ومن كان يربي بألا تغيير إلا بدم و ( تفجير !! ) ؟! .

ومن كان يربي بأن الخروج على أئمة ( الجور ) سنة سلفية ؟! .

ومن كان يربي الشباب على أن ( اغتيال ) ( رؤوس الضلال !! ) سنة نبوية ؟! .

في ( رسائلهم ) و ( كتبهم ) بل حتى في ( رسائلهم الجامعية !!!! ) وللأســــف ، بل حتى في ( أهازيجهم وأناشيدهم !! ) .

ولكن مما يجدر التنبيه عليه :

أن كتاب ( الدرر السنية ) وغيره من كتب ، وما فيه من طريقة العلماء في هذه البلاد المباركة من قديم الزمن وحديثه هي أعدل الطرق وأبعدها عن الغلو ، وحكامنا أعرف الناس بهذا .

فإن قيل : إنا نجد أن ( رموز الفكر التكفيري ) يســــتدلون دائما بمقالات أئمة الدعوة من كتاب ( الدرر السنية) وغيره ، فيقال : هم يستدلون بالقرآن الكريم أيضا فهل نترك القرآن الكريم ؟! .

بل هل أصابوا فيما نقلوه منه ؟! .

نعم قد يستدلون ببعض النقولات من هذه الكتب ، ومن غيرها من الكتب بما يوافق أهواءهم ، ويضعون الكلام على ما يريدون ، وهذا من سبيل أهل الزيغ والهوى ، فقد يستدلون بآيات من كلام الله المحكم المتقن ويريدون معنى باطلا ، فكيف لا يحصل هذا مع كلام سائر البشر ؟! .

بدر علي طامي العتيبي

المرشد الطلابي بمدرسة الشيخ عبدالعزيز بن باز الثانوية بالحوية




إضافة :

-------

رد العلّامة النجمي على عوض القرني في دعواه
أن كتاب (الدرر السنية) فيه دعوة لتكفير الأشخاص بأعيانهم




مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..