الصفحات

الخميس، 15 أكتوبر 2015

الحلزوني

أدق صورة كاريكاتورية للواحد منا مع كثرة التحويلات المرورية الإجبارية، ومن زيادة عددها إلى زيادة التفافاتها أن تصور وترسم رقبة الواحد منا حلزونية الشكل، يلتف الفرد حول نفسه من الرقبة إلى
بقية أعضاء الجسد، إذا وصل قائد المركبة إلى المنزل بدأت رقبته وأطرافه بالعودة تدريجياً إلى الوضع الطبيعي. ربما هذا «الوضع» هو أحد أسباب عدم القدرة على التركيز الذي تراه وأراه في كثير منا.
وكنا في السابق نلاحظ في السلوكيات الاجتماعية على بعضنا كثرة التلفت. نعزوه إلى الفضول و«الشفاحة»، يظهر لي الآن أنه كان لدى تلك الشريحة من البشر بُعْدَ نظر، وكان ذلك تمريناً للحالة الراهنة.
وإذا كان جسدك سليماً بعد مشوار مروري في العاصمة فمن المؤكد أن حالتك النفسية ملتوية ومتلوية. لابد من «تزييت» الرقبة والمزاج، والحالة المرورية مزاجية بامتياز، والإنجاز المنتظر والمأمول هو في ابتكار حلول تيسير وتسهيل، الصبات الخرسانية وحدها لا تقدم حلاً والالتفاف أو «اليوترن» طال أم قصر ليس إلا أدوات تخبر عن طريقة تفكير من وضعها بتلك الصورة في ذلك المكان.
ولأن هذا الوضع «الصبات خراسان تحويلاتي» مرشح لطول عمر يرافقنا في حياتنا كل يوم لابد من أن يعاد النظر في أسلوب المعالجة. إن بعض العوائق الصغيرة في نقاط الاختناق «التحويلاتي» يسهم في مزيد من التكدس، الصغير مع الصغير كبير، مطب صغير أو حفرة مهملة بعد إشارة مرور تؤدي إلى كوارث وحوادث واختناقات لسيارات للتو انطلقت
لست أعلم هل هناك إدارة خاصة بـ«التحويلات المرورية» في المرور وهيئة تطوير الرياض وأمانة الرياض؟ إدارة هندسية مرورية همها الأساس الابتكارُ لراحة مستخدمي الطريق وسلامتهم لا للمقاول فقط لا غير، فريق لديه هاجس إحساسي إنساني مرتفع يعيد النظر بشكل مستمر في وضع هذه «المخانق» يتأكد أيضاً من سلامة وسائل السلامة من إضاءة ولوحات إرشادية وأنها تعمل لما وُضعت لأجله الآن، وليس قبل أشهر في طريق تغيرت معالمه.
حالياً لو اتبع قائد السيارة اللوحات الإرشادية للطرق لضاع وتاه. أكثر هذه اللوحات باقية على حالها الأول قبل تكاثر التحويلات وسد الطرق بالخرسانيات. ولم يعد لوسائل «التقنية» في الإرشاد المروري قيمة تذكر مع الأوضاع الاستثنائية التي تعيشها الطرق. لماذا لا يشمر المهندسون عن عقولهم لينتجوا لنا حلولاً بدلاً من «حل» الانتظار و«نأسف لإزعاجكم
عبد العزيز أحمد السويد
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..