الصفحات

الأحد، 13 ديسمبر 2015

من احمد بن محمد الغامدي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيّد الخلق أجمعين
أما بعد، فقد انتشر مقطع قصير ظهرت فيه وأنا أنصح الشاعرة أشجان الهندي عندما كانت تلقي قصائدها
أمام الرجال والنساء في معرض الكتاب الدولي بجدة. والذي يدفعني لأكتب تعليقاً على هذا الموضوع هو ما رأيته من تجني وكذب من بعض وسائل الإعلام حيث قالت إحداها :
( محاولة بعض المحتسبين اقتحام منصة الفعاليات الثقافية لمنع الشاعرة أشجان الهندي من إلقاء قصائدها مباشرة أمام الجمهور )
الحقيقة أنني دخلت بمفردي بعد بدء الفعاليات بوقت قصير. جلست بكل هدوء. كان هناك شاعر يلقي قصائده. استمعت له للنهاية. جاء شاعر آخر وألقى قصائده. طبعا معظمها إن لم تكن كلها عشق وغرام!. جاء دور الشاعرة أشجان الهندي. كان أول ما قالت:
( قصائدكم عشق وغرام ) أو كلمة مثل هذه.  رد عليها الشاعر الثاني قال: ( بعض ما عندك ).
استمعت لقصيدتها الأولى ثم الثانية ثم الثالثة كلها عشق وغرام.
هذا أمام الرجال والنساء.
كنت أظنّ أن شعراءنا سيتفاعلون مع المناسبة ويكون شعرهم هادفاً يتكلمون فيه عن أهمية القراءة ونشر الفضيلة وحبّ الوطن ونقد المجرمين الذين يتربّصون ببلادنا سوءاً وتحذير الناس – وبخاصة الشباب منهم – من الأفكار الهدّامة التي اكتوى الوطن بنارها إلا أن هذا لم يحصل بكل أسف.
بل هناك كلمات لو وضعناها في ميزان الشرع لكانت خطيرة جدا حيث أن مما ورد في شعرها عبارة مفادها أنه " إذا كان العشق ذنبا فخلوا الذنب لي " وهي استهانة كبيرة بالذنوب والمعاصي ومجاهرة لله.
    
     والله أن الذي كان يجول بخاطري أن أنسحب بكل هدوء، وأقصى ما كنت أفكّر فيه إذا لم يعجبني الوضع أن أقول ( حسبي الله ونعم الوكيل ) ثم انسحب لكن أن لا تخجل المرأة من قصائدها بل ومن قصائد زملائها قبلها فهذا قدح في عقيدتنا ووطنا في الوقت الذي يتعرّض فيه لأقصى درجات المكر من الروافض وغيرهم ويقدّم أبطالنا أرواحهم رخيصة في سبيل دينهم ووطنهم ونحن نطرب على جراحهم وأشلائهم.
طبعا كنت أجلس في الخلف وبعد الاستماع لقصائدها تقدمت خطوات قليلة ليصل صوتي ولم أصل حتى للصفوف الأولية في القاعة وكنت بعيدا عنها جداً.
خاطبتها بلغة حانية قائلا :
( يا بنتي نحن نستمتع بالشعر لكن أن يكون هكذا وأمام الرجال فهذا لا يليق )
وذكّرتها بقوله تعالى { ولا يضربن بأرجلهن ليُعلم ما يُخفين من زينتهن }
لكن المقدّم لم يتح لي الفرصة لإيصال رسالتي بشكل واضح.
وهنا أحمد لها قولها لإحدى الصحف أني قلت : ( يا بنتي ) ولكن لم أقل الكلمة التي أوردتها وهي أني قلت : ( عيب ) والذي قلته هو ( لا يليق ).
وأظن هناك فرق بين العبارتين.
طبعاً ظهرت صورتها مع الخبر الصحفي الذي يعدّه أصحابه سبقاً يؤجرون عليه وهي حاسرة عن شعرها وواضعة المكياج على وجهها.
بعد ذلك خرجت من القاعة ولم أكن بحاجة لمن يدفعني للخروج.
وفي الختام أقول لمثل هؤلاء اتقوا الله في أنفسكم وفي بلدكم.
الأمة تعلّق آمالاً كبيرة على الأدباء والنخب فإذا انحدر أولئك فتلك رزية ما بعدها رزية.
يقول الباري جلّ في علاه:
{ واتقوا فتنة لا تصيبنّ الذين ظلموا منكم خاصة }
ويقول جلّ شأنه { وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون }
" يا معشر العلماء يا ملح البلد ... ما يصلح الملح إذا الملح فسد "
اللهم احفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا.
اللهم احفظ بلاد الحرمين خاصة وبلاد المسلمين عامة من كل شرّ ومكروه.
اللهم احفظ خادم الحرمين الشريفين وأعوانه وأعزهم بالإسلام
وأعزّ الإسلام بهم ووفقهم لحماية مصالح البلاد والعباد.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبه: أحمد بن محمد الغامدي
2 ربيع الأول 1437

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..