الصفحات

الأحد، 17 أبريل 2016

يا تلعِّبوني .. يا أخرِّب !!

..  أَنْ تُختزل دولةٌ كاملةٌ في جهاز واحد من أجهزتها..وأنها لولاه لسقطت.
أن يرمى شعب كامل بالدياثة والانفلات وانعدام الأخلاق.. وأنه لولا حماة الفصيلة لكانت
بناتنا مومسات على الرصيف
أن يتم تشويه بقية الأجهزة.. وعلى وجه الخصوص الأجهزة الأمنية.. وأنها تخلت عن القيام بعملها.. وأنهم يؤدونه بالنيابة عنها
أن يتم تشويه سمعة رجال الأمن عياناً بياناً وأن المجتمع لا يثق فيهم ولا في إجراءاتهم.
أن يبدأ الهمز واللمز ومحاولات الحط من قدر الحاكم مرة بالمقارنة بالماضي ومرة بتضخيم الأمور وتهويل العواقب وأن الأمر كان ارتجالياً  إلخ
أن يتهم الرجال بعدم قدرتهم على حماية أسرهم.. وأنه لولا حارس الفضيلة لفقدنا رجولتنا .
أن وأن وأن ..
فذلك..لعمري.. يؤكد ما سبق وكتب عنه الكثير.. وأنا منهم.. بأن الأمر لم يعد شعيرة يذودون عنها كما يدَّعون..
ولا مجرد أمر بمعروف ولا نهي عن منكر.. وإنما الأمر هو (السلطة) السلطة بشحمها ولحمها لا غير..
إنها محاولة لبث هيمنة هذه السلطة على المجتمع وعلى أجهزة الدولة..
وانتزاع صلاحيات الجهات الأخرى لتكون بمثابة أجهزة ثانوية.. لا تهش ولا تنش إلا بأمر وتوجيه ورغبة من جهازهم المتسلط.
إنها رغبة جامحة ليكونوا دولة داخل الدولة.. وحكومة ظل.. تأمر وتنهى (على كيفها) دون محاسبة ولا رادع

لقد أسموا تنظيم عمل الهيئة بالقرار الفاجعة..  هذا وهو مجرد تنظيم.. فبماذا سيسمونه لو كان إلغاءً نهائياً. ؟؟!!
إنها المرة الأولى التي أرى فيها وأسمع من كانوا يقولون:  اسمع وأطع..  يحرضون على عدم إطاعة ولي الأمر في هذا القرار الذي ينظم فوضاهم.
إنهم لا يريدون النظام ولا التنظيم..   إنهم يريدون الفوضى الخلاقة..   التي تجعل منهم حكاماً غير متوَّجين..   في معزل عن الدولة وأجهزة الدولة..  يقبضون ويحكمون ويحاكِمون ولا يحاكَمون.. وكأنهم مافيا أو عصابة قوية في دولة هشَّة..  خاب ظنهم.. وكل ذلك باسم الدين واللعب على العواطف الدينية..   مستندين على فتاوى تجعلهم فوق كل الشبهات وترفض خضوعهم للقضاء ببعض التهم ممن يحاكم بها غيرهم من الناس.
إنني أستغرب من البعض من الذي يسمون أنفسهم بحماة الفضيلة ومن بعض مؤيديهم حين يتجرأون على الكذب الذي لا يقترفه مؤمن..   فيختلقون القصص (والأفلام الهندية)حول الأثر السريع جداً على المجتمع بعد قرار التنظيم..  وعن البلاغات والكوارث التي حصلت بمجرد انسحابهم من الميدان..
وحين يكذبون على المفتي بأنه يملك صلاحيات تخوله لمنع تطبيق القرار كما يتوهمون.. 
وحين يكذبون على البسطاء بأن الدولة آيلة للسقوط بمجرد منع هؤلاء من ركل الناس في الطرقات.
إنه كذب وافتراء يندى له الجبين..  ولا يليق بمسلم..  فضلاً عن الذين يشتغلون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..    وهو دليل آخر على ميكافيلية هؤلاء وأن الغاية تبرر الوسيلة مهما كانت الوسيلة وقحة وقبيحة.
ونقول لرواة الأفلام الهندية هؤلاء ما يلي :
١- الدولة مسلمة بكم وبغيركم..  وقوية بكم وبغيركم.
٢ - الدولة لم تلغِ شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولم تحلّ الهيئة..  وما زالت تدفع رواتب موظفيها.
٣ - الدولة أعادت الأمور إلى نصابها وأعادت لكل جهاز اختصاصاته المنوطة به.
٤ - منهج الدعوة واضح وتختصره الآية الكريمة  (  ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )..
أما المطاردة والقتل والبطح والركل والعصا والهراوة فهي ليست من ضمن منهج الدعوة ولا الدعاة..
ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يطارد المشركين في أزقة مكة أو يسحب المنافقين في المدينة بشعورهم ليؤدوا الصلاة.
٥ - قد يحتج بعضكم كما يحلو له دائماً بدرِّة عمر..  ونقول لكم:  إن عمر رضي الله عنه كان حاكماً فهل أنتم حكّام؟!..
ثم إن الحاكم اليوم فوّض هذه الصلاحيات لغيركم من شرطة ومخدرات و مباحث  وسواها ..
فلمَ الاعتراض؟!.
٦- لماذا تتباكون على كثرة ما أتاكم من بلاغات وأنكم لا تملكون حيالها شيئاً؟!
ألم يقل لكم الحاكم في التنظيم الجديد: بلغوا الأجهزة الأمنية؟!
لماذا إذاً لا تبلغوها؟!
هل أنتم مضربون عن العمل؟!
أم أنه (يا أنتم يا الأجهزة الأمنية) على وزن (يا الأسد يا نحرق البلد)؟!


كتبه :  

صالح جريبيع الزهراني







مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :

أعضاء في الهيئة: الخروج على ولاة الأمر سبب نحو التطرف


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..