الصفحات

الاثنين، 18 أبريل 2016

الغذامي: أحاول الانطلاق مع المعنى الحقيقي لـ«تويتر» وأمارس ارتكاب الأخطاء

د.عبدالله الغذامي

قال لـ«الجسر الثقافي»: إن لديه مشروعا عن قراءة«الصحة»
اليوم ـ الرياض

ما أن يذكر اسمه، إلا ويفتح باب النقاش والجدل على مصراعيه؛ لارتباطه الدائم بالاطروحات النقدية العميقة، والتي يتم تداولها محليا وعربيا، فيما تُحرك تغريداته عبر تويتر، العديد من القضايا دون أي اهتمام بأن يؤدي ذلك لسخط البعض منه.

"الجسر الثقافي" حاورت الناقد المعروف الدكتور عبدالله
الغذامي، الذي كشف أن بعض المبدعين عزلوا أنفسهم، معتقدين بأنهم يقلدون رواد الإبداع: كنجيب محفوظ، وغازي القصيبي، اللذين اتسما بالتجديد والبعد عن الانطواء.
نقاشات تويتر
هل أصبح تويتر ساحة لملتقى المثقفين، وهل تتعمد أن تثير النقاشات فيه؟
  • الساحة الثقافية اليوم هي "تويترية"؛ لأن هذا الموقع الآن هو الذي تجد فيه السعوديين بكل شرائحهم، صغرت أو كبرت، حتى من يتخفى وراء اسم مستعار، فإن كلامه أو كلامها هو بنظرة اجتماعية نوعا ما، يعني أن المنبر القديم الذي كان يشعر الآخرون بأنه الكل في الكل عبر استخدامه بصوت مسموع لا يملك الآخرون منبراً أو صوتاً مماثلا له، وبالتالي تبدو الصورة أن ذلك هو المشهد الثقافي الاجتماعي ولا سواه، أما مع مجيء "تويتر" فإنك أصبحت ترى التوجهات كلها دون حواجز من أي نوع، حتى الاسم نفسه لم يعد حاجزاً، فلم يعد المغرد خاضعا الى رمزية العائلة أو المنطقة أو المنصب؛ لأنه لو خاف من أي منها لتقنع باسم مستعار وقال ما يود قوله.
والمستفيد بالتالي هو أنا وأنت؛ لأننا ننظر للواقع الاجتماعي بلا رتوش.
وهذا درس عميق جداً ودقيق يدخل فيه كل واحد منا بمجرد دخوله "تويتر"، فإما أن ينجح أو يفتضح كأنك وفي سن السبعين تدخل للأولى ابتدائي مرة أخرى.
محاضرة الطائف
هل إقامتك لمحاضرة في أدبي الطائف هي بداية عودة ومصالحة للأندية الأدبية؟
-لقد قاطعت الأندية بسبب الانتخابات، وقلت إنني لن أعود إلا إذا أعيدت الانتخابات وكان هذا شرطا على نفسي وعهداً عليها، نفذته بالمقاطعة حينها، وأنفذه بالعودة الآن، تبعا لعودة الانتخابات ولكن الشرط عندي هو ألا أذهب إلا لناد يكون مجلس الإدارة منتخبا، أما الأندية التي جرى فيها تعيين إلزامي من الوزارة بمجالس بديلة فهذه لن أذهب إليها.
مرجعية الأندية
هل ترى أن الأندية الأدبية ستستمر في حال وفرت بيئة انتخابية بعيدا عن روتين الوزارات والتعيين والتكليف على طريقة الوصاية؟
 - جزء كبير من هذا الكلام صحيح، بمعنى أن المؤسسة الرسمية بدلا من وزارة الثقافة، وكل ما هو على غرارها، حتى لو أقاموا ما يسمونه بمجلس وطني للثقافة والفنون إلى آخره، فإن ذلك صيغة لم تعد فعالة في زمننا هذا، أما الأندية الأدبية فيمكن أن تحسن من أدائها وتدخل نفسها في التفاعلية إن هي حركت قوة "الجمعية العمومية"، فسيكون النادي خلية حية ومتفاعلة بحيث تكون الجمعية هي المرجعية للإدارة وليست الوزارة، وهنا ستعرف معي أن مشاكل الأندية التي صارت بعد الانتخابات تعود بشكل أساسي لحالات اللجوء المستمرة من المثقفين والمثقفات إلى الوزارة، بحيث يطرقون بابها دوماً "متفزعين" لها لحمل مشاكلهم، أي أنهم يرضون أن يكونوا تحت وصاية الوزارة، بدلا من أن يتحرروا منها ويحركوا الجمعية العمومية؛ لكي تؤدي وظيفتها، وتكون هي صاحبة الرأي، هذا هو المعنى الديمقراطي للانتخابات، وهو ما تنص عليه لائحة الأندية، التي إن تمكنت من فعل هذا فسيكون لوجودها معنى ومبرراً ثقافيا وأخلاقيا.
كتاب جديد
هل لديك مشروع كتاب جديد يثير الجدال والنقاش؟
لدي مشروع عن قراءة "الصحة"، ومعه مشروع عن قراءة "تويتر"، وهما معا سيشكلان كتابا واحدا سيقرأ التحولات من جهة، ومرحلة التعددية الثقافية من جهة ثانية.
بنات الرياض
هل ما زلت مصرا على رأيك الإيجابي في رواية (بنات الرياض)؟
-اعتقد أنها تمثل رواية ثقافة الصورة، أي الرواية الشبابية التي تكشف لك لغة وعقليات وتصرفات شريحة شبه محددة، في عمرها، ومرحلتها الدراسية، والاجتماعية، وهذا أمر مهم جداً للناقد الثقافي الذي يريد أن يتعرف على فهم الناس لأنفسهم، وطريقة تعبيرهم عن أنفسهم.
وفي المقابل، فإني أرى أن الذين استوحشوا في رواية بنات الرياض، إنما هم من سيطر عليهم نموذج كتابي للرواية، يريدون القياس عليه، ولا يفتحون فرصا لأنفسهم؛ لكي يروا نموذجا مختلفا له وضعيته الخاصة، وهو الذي اسميه "الرواية الشبابية" المتعاملة مع حالة ثقافة الصورة، بكل بساطته وتلقائيته، وما هو أهم تمثيله لأدوات شخوصه لغة وتفكيرا ومزاجا.
محاضرة البليهي
ما رأيك في انسحاب طلاب الجامعة في محاضرة د. البليهي، وهل كان جواب البليهي مقنعا؟
  • المسألة فيها جانبان، وكلاهما يمسان الشروط المنهجية، الأول: أن الباحث - أي باحث -  إذا ظل يكرر أطروحة ما على مدى 30 سنة، دون أن يتقدم بها الى الأمام، فإنه هنا يقتل أطروحته، إذ أنها تكون انغلقت على ذاتها، بحيث إن الجمهور العريض يعرف سلفاً أن فلانا من الناس سوف يقول كذا وكذا حتى قبل أن يتكلم، مما يعني أن الكلام ليس شرطاً للتواصل معه، وهذا يجعل الأطروحة غير ضرورية ويخرجها من سلم التداعي الثقافي.
أما الجانب الثاني: فإن الخطأ المنهجي، هو في "تسفيه" الأستاذ البليهي للأستاذ الذي يحمل فكرا مختلفا عنه، وحينها رد عليه البليهي بأسلوب يحمل خطأ مزدوجا، إذ أنه وصف كلام الأستاذ بأنه كلام عجائز، قاصداً بهذا التسفيه، وهنا نسأل هل هذه عقلية ثقافية لرجل يتحدث عن التخلف، ثم يصف العجائز بصفة التسفيه، مشبها به من باب التقليل والتحقير، وهذا استعلاء مشين؛ لأن وصف الإنسان بهذه الصفة غير صحيح أبدا وغير لائق أيضا، وكلنا يعرف أن العجائز أكثر حكمة من البليهي نفسه، وأنا والبليهي معاً بأعمار العجائز، وكلانا "شيبان" فهل نكون نماذج لنقص العقل والفهم.
من جانب آخر، كيف يصف رجلا بصفات التقليل والتحقير، بمجرد أنه خالفه الرأي؟ هذه هي الخطيئة الكبرى للأستاذ البليهي.
الحركة الشبابية
هل ترى أن بالإمكان الوقوف عند الحركة الإبداعية الشبابية؟
  • الإشكال المعرفي الآن حول المسألة الابداعية، هو أننا ما زلنا ننظر الى الإبداع بمواصفاته القديمة، وأقول القديمة لأن الوضع الآن هو زمن ثقافة الصورة، وهذه الثقافة تقوم على أربعة عناصر وهي: المباشرة، والدقة، والاختصار، والتلوين، وكل نص يتفق مع هذه الشروط ينتمي الى المرحلة التي نحن فيها، أما لو قصره في إدراك الشروط أو معظمها فسيظل منتميا الى مرحلة ما قبل ثقافة الصورة، وفيها لن يسير مع زمننا، هذا الكلام أقوله لاثنين محددين، أولهم: المبدع، وثانيهم: الناقد، حيث يجب أن يضع الاثنان هذه المواصفات في اعتبارهما؛ لكي يعيشا زمنهما، فمن المشاكل التي يعاني منها البعض بأنهم يكتبون رواياتهم وفي ذهنهم نجيب محفوظ والطيب صالح وغازي القصيبي ويريدون أن يكونوا في خيمتهم، بينما سكان الخيمة تركوها وذهبوا الى عالم آخر، هو عالم الشاشة الملونة، هذا هو التحدي الحقيقي اليوم.
تعمد التغريدات
هل يتعمد الغذامي إثارة النقاش من خلال التغريدات؟
-لا أريد أن أقول إني اتعمد بهذا الصيغة، ولكن بكل تأكيد أحاول جاهداً أن انطلق مع المعنى الحقيقي لـ"تويتر"، وأهمها أن امارس ارتكاب الأخطاء، ولا استحي منها؛ لكي أقدم نموذجا لأن الثقافة شجاعة وكلما أخطأ المرء فإنه يفتح مجالاً للآخرين لكي يصححوا، وهنا يكون في حالة امتحان إنساني حقيقي، فإن احترم عقول الآخرين دون تمييز في سن أو جنس أو مستوى، فهو حينئذ يتحول الى كائن تويتري، أي أنه يصبح تفاعلياً وليس في صيغة الفاعل والآخرون مجرد قطيع تابع.


مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..