الصفحات

السبت، 21 مايو 2016

أبو العلا المعري ( رهين المحبسين ) في سبيل المجد .

اّلا في سبيل المجد ما أنا فاعل
=
عفاف وإقدام وحزم ونائل
أعندي وقد مارست كل خفية
= يصدق واش أو يكذب سائل
تعد ذنوبي عند قوم كثيرة
= ولا ذنب لي الا العلا والفضائل
كأني إذا طلت الزمان وأهله
= رجعت وعندي للأنام طوائل
وقد سار ذكري في البلاد فمن لهم
= بإخفاء شمس ضوءها متكامل
يهم الليالي بعض ما أنا مضمر
= ويثقل رضوى بعض ما أنا حامل
وإني وان كنت الاخير زمانه
= لآت بما لم تستطعه الاوائل
وأغدو ولو كان الزمان صوارم
= وأسري ولو كان الظلام جحافل
وإني جواد لم يحل لجامه
= وسيف يمان أغفلته الصياقل
فإن كان في لبس الفتى شرف له
= فما السيف إلا غمده والحمائل
ولي منطق لم يرض لي كنه منزلي
= على أنني بين السماكين نازل
لدى موطن يشتاقه كل سيد
= ويقصر عن إدركه المتناول
ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا
= تجاهلت حتى ظن أني جاهل
فوا عجبا كم يدعي الفضل ناقص
= ووا أسفا كم يظهر النقص فاضل
وكيف تنام الطير في وكناتها
= وقد نصبت للفرقدين الحبائل
ينافس يومي في أمسي تشرفا
= وتحسد أسحاري عليّ الأصائل
وطال اعترافي بالزمان وصرفه
= فلست أبالي من تغول الغوائل
اذا وصف الطائي بالبخل مادر
= وعير قسا بالفهاهة باقل
وقال السهى للشمس أنت ضئيلة
= وقال الدجى للصبح لونك حائل
وطاولت الأرض السماء سفاهة
= وفاخرت الشهب الحصى والجنادل
فيا موت زر إن الحياة ذميمة
= ويا نفس جدي ان دهرك هازل
أليس الّذي قادَ الجيادَ مُغِذّةً ،
= رَوَافِلَ في ثَوْبٍ ، من النَّقْعِ ، ذائلِ
يَكادُ يُذيبُ اللُّجْمَ تأثيرُ حِقْدِها ،
= فيمْنعُها ، من ذاكَ ، بَرْدُ المَناهل
وما وَرَدَتْها مِنْ صَدىً ، غيرَ أنّها
= تُريدُ بوِرْدِ الماء حِفْظَ المَساحِل
وعادتْ كأنّ الرُّثْمَ ، بَعْدَ وُرُودِها ،
= أُعِرْنَ احمرارَ الأفْقِ ، فوْقَ الجَحافل
ومَهما يكُن يحْسبْهُ حَثّاً على النّدى ،
= فيَغْدُو على أمْوالِه بالغَوائل
فما ناحَ قُمْريٌّ ، ولا هَبّ عاصفٌ
= من الرّيحِ ، إلاّ خالَه صَوْتَ سائِل
أطاعَكَ هذا الخَلْقُ خوْفاً وَرَغْبةً ؛
= فَوَا عَجَبا مِن تَغْلِبَ ابْنَةِ وائل
أكانَ لها ، في غير عدنانَ ، نِسْبَةٌ ،
= فتَأمُلَ أنْ تَعصيكَ دونَ القَبائل ؟
بدَوْسَرَ جاوَرْتَ الفُراتَ ، مُكَرَّماً
= كأنَّكَ نَجْمٌ في عُلوَّ المَنازِل
فزَيّنْتُماها في البلاد ، وزادَها
= أحَقُّكما بالفَضْل مِن كلّ فاضل
إذا عُدّ خَلْخالاً لها ، كنتَ تاجها ،
= ولم تَزَلِ التّيجانُ فوْقَ الخَلاخِل
لأمْرٍ أُحِلّ الزُّجُّ في عَقَبِ القَنا
= ورُفّعَتِ الخِرْصانُ فوْقَ العَوامل
تَنَازَعَ فِيكَ الشّبْهَ بَحْرٌ وديمةٌ ،
= ولسْتَ إلى ما يَزْعُمانِ بمائل
إذا قيلَ بحْرٌ ، فهْوَ مِلْحٌ مُكَدَّرٌ ؛
= وأنتَ نَميرُ الجود ، عَذْبُ الشّمائل
ولستَ بغَيْثٍ ، فوكَ للدُّرّ مَعْدِنٌ ،
= ولم نُلْفِ دُرّاً في الغُيوثِ الهوَاطل
إذا ما أخَفْتَ المَرْءَ جُنّ ، مَخافةً ،
= فأيْقَنَ أنّ الأرضَ كِفّةُ حابِل
يَرى نفْسَه ، في ظِلّ سيْفِكَ ، واقفاً ،
= وبَيْنَكُما بُعْدُ المَدى المُتطاول
يَظُنّ سَنيراً ، مِن تَفاوُتِ لَحْظِه ،
= ولُبْنَانَ ، سارَا في القَنا والقَنابل
إذا أجَأٌ وافَى يُجَدِّدُ عَهْدَهُ
= بنا ، أمْ تُراها زَوْرَةً مِن مُواسِل ؟
أتَتْنا ، من الأتْراكِ ، أعْلامُ طَيّءٍ،
= تَقُودُ من السّودانِ حَرّةَ راجِل
وجاشتْ ، من الأوْزاع ، رَملةُ عالِجٍ ،
= وما شئتَ من صُمّ الحَصى والجنادل
وهَيْهاتَ هيهاتَ ! الجِبالُ صَوامِتٌ ،
= وهذا كثِيرُ النُّطْقِ ، جَمُّ الصّواهِل
وإنْ رَكبوا الجُرْدَ العِتاقَ لغارَةٍ ،
= بَدَوْا ، في وثاقٍ ، ركْبَ نوقٍ وَجامل
فكم فارسٍ عَوّضْتَه ، مِن جَوادِه ،
= بأثْمَنَ ، إلاّ أنه غيرُ صاهِل
إذا الناسُ حَلّوْا شِعْرَهم بنشيدِهمْ ،
= فدُونَكَ مِنّي كلَّ حَسناءَ عاطِل
ومَن كان يَسْتدعي الجَمالَ بحِلْيةٍ ،
= أضَرّ به فَقْدُ البُرَى والمَراسِل
كأنّ حَرَاماً أنْ تُفارقَ صارماً ،
= يَكُونُ لِما أضْمَرْتَ أوّلَ فاعل
فمِن صارِمٍ بالكفّ ، يُحمَلُ ، كلِّها ؛
= ومِن صَارمٍ يَختَصّ بعْضَ الأنامل
فمَقْبِضُ هذا السيْفِ دونَ ذُبابهِ ؛
= ومَقْبِضُ ذاكَ السْيفِ دونَ الحمائل
فَلْتَ اللّيالي سامحَتْني بِنَاظِرٍ
= يَراكَ ، ومَن لي بالضّحى في الأصائل
فلو أنّ عَيْني مَتّعَتْها ، بنظْرةٍ ،
= إليكَ ، الأماني ، ما حَلُمْتُ بِغائل
حُسامُكَ للأعْمارِ أبْرَى من الرّدى ؛
= وعَفْوُكَ للجاني أعَزُّ المَعاقِل 
ن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..