الصفحات

الأحد، 19 يونيو 2016

رسالة مهمة من أبناء جدة: " لا ... ما كنّا كدا "

ما كنّا نتوقع أن يتم تزييف التاريخ وأهله على قيد الحياة. مدينتنا جدّة عُرفت بالكرم والاحتشام وتفقّد المحتاجين والمعوزين
.
كنّا مجتمع بسيط تسوده الألفة والمحبة والغيرة على الأعراض. الواحد منّا كان يتفقّد أحوال جيرانه ويقوم بما يمليه عليه حقّ الجيرة الذي أوصانا به ربنا تعالى في كتابه العزيز وأوصانا به حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم في سنته المطهّرة.
الحياة كانت بسيطة. كان هناك بيوت مرموقة ربّنا موسّع عليها وبعض الناس على قدّو. كنّا نشغّل فتيان صغار السنّ بين سنّ الثامنة والثانية عشرة – نسميهم صبيان - عشان ما كان فيه شغّالات إلا فيما ندر. ذولا الصبيان كنّا نعاملهم زيّ ما نعامل أبناءنا في الملبس والمأكل والمشرب. كنّا نشجعهم على الدراسة وكنّا نلاحظ سلوكيّاتهم. اللي نشوف منه زوغان العين على طول ننهي العلاقة معه لأن العرض عندنا غالي ولا نتهاون فيه.
 إذا بلغ الواحد منهم الثانية عشرة كنّا نعطيه اللي فيه النصيب ونعتذر منه ويذهب إلى حال سبيله. بعضهم أصبحوا رجال أعمال يشار إليهم بالبنان ولا زالت علاقتنا معهم على ما يرام.
نساءنا وبناتنا كنّ يتزاورن في جوّ محتشم. الواحدة منهن تعير جارتها الأواني التي تحتاجها وتهديها من الأكل اللي عندها. كانت حياة جميلة بحقّ رغم الظروف.
اليوم الله فتح علينا من خيراته فأصبح الجميع في خير ونعمة. قلّ التعاون بين الجيران. كثرت الأسواق وكثر السّرف والتبذير. هذه مشاكل لكن قلنا كلّ واحد ذنبه على جنبه. لكن اللي محنا قادرين نتحمّله هذه السّلوكيات اللي بدت تظهر من بعض النساء والفتيات والشباب. ملابس مخالفة للشرع، تسكّع في الأسواق، مقاهي شيشة لو اقتصرت على الرجال لهان الأمر ولكنّ بعضها فتحت أبوابها لاستقبال النساء والفتيات !. يا حظّ اللي ماتوا من أهل البلد قبل ما يشوفوا هذي المناظر.
بعض الشباب يتعرّضوا للنساء ما يخافوا من الله ولا يختشوا من الناس. كنّا نستعين بالهيئة في التعامل مع مثل هذه السلوكيات. كان هناك صراع بين الخير والشرّ. وكان الخير يغلب الشر في كتير من الأحيان. أما بعد قرار منع الهيئة من معاقبة المخالفين والقبض عليهم فزادت السلوكيات السلبية بشكل كبير ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
والآن تهيأت بيئات جديدة للمخالفات الشرعية وعلى عينك يا تاجر!. ظهرت في السنوات الأخيرة موضة ظاهرها الخير والتذكير بحياة آبائنا وكبار السنّ منّا في مدينة جدة بوابة الحرمين الشريفين، أما باطن تلك الموضة فهو إيجاد فرصة لضعاف النفوس من الجنسين ليلتقوا في أماكن مفتوحة ومختلطة بحجة الاطلاع على ماضي جدّة. هناك يأتي بعض النساء والفتيات في أبهى حلة وقد وضعن أنواع الأصباغ على وجوههن!. في هذا الجوّ تحدث مقابلات ولقاءات صحفية وتلفزيونية يشاهدها القاصي والداني. هذه الفعاليات تُقام تحت مسميات براقة مثل:
( رمضاننا كدا )  و ( عيدنا كدا ) و ( صيفنا كدا )
والله أعلم بالقادم.
تكفون يا خالد ويا مشعل ، يا أبناء الأكرمين لا تسمحوا لتاريخ جدّة وعفاف وطهر جدّة أن يتم تشويهها تحت رعايتكم.
الأعداء يتربّصون بنا من كلّ حدب وصوب. الذنوب والمعاصي التي تتم في مثل هذه الفعاليات وبغطاء رسمي من الأسباب العظيمة للخذلان وتسلّط الأعداء.
يقول ربنا تعالى: { وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحقّ عليها القول فدمّرناها تدميرا }
ويقول جلّ في علاه: { وضرب الله مثلاً قريةً كانت آمنة مطمئنّة يأتيها رزقها رغداً من كلّ مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون }
اللي يشوف الأحداث من حولنا ويرى ما نحن فيه من غفلة يخشى أن ينطبق علينا قول الله تعالى: { وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تُسكن من بعدهم إلا قليلاً وكنّا نحن الوارثين }.
أما نرى تكاتف قوى الشرّ على بلادنا !؟. أليس من الأجدر بنا أن نعود إلى ربنا القائل { فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرّعوا ولكن قست قلوبهم وزيّن لهم الشيطان ما كانوا يعملون }.
وقد ثبت في الأثر ( من لا يعرفني سلّطت عليه من لا يعرفه ).
إنّنا نخشى أن يسلب الله هذه النّعم بسبب تلك المعاصي والذنوب.
{ إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم }.
نحن أبناء جدة ندعو خادم الحرمين وولي عهده وولي ولي عهده وكذلك الأميرين الكريمين خالد الفيصل ومشعل بن ماجد حفظهم الله جميعاً أن يقضوا على هذه الظواهر التي أخذت تنتشر انتشار النار في الهشيم. والله ما بيننا وبين ربنا إلا هذا الدين فإن حفظناه حفظنا الله تعالى وإن ضيّعناه ضيّعنا الله والجزاء من جنس العمل { ولا يظلم ربك أحداً }.
🔴نرجو النشر للجميع نصرة لله وإنكارا للمنكر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..