الصفحات

الاثنين، 3 فبراير 2014

الـ باريدوليا

     الباريدوليا ظاهرة نفسية  تتضمن الاعتقاد بأن أي مؤثر عشوائي مبهم قد يكون مهماً . مثل
تخيل صور للحيوانات في السحاب ، رؤية وجه رجل في سطح القمر، أو سماع أصوات خفية في التسجيلات عند تشغيلها عكسياً

الأمثلة الدينية
تتعدد الأمثلة ذات الطابع الديني لهذه الظاهرة. تتضمن مثلاً رؤية أو لفظ  الجلالة "الله"  أو   و جه المسيح أو السيدة العذراء في سبتمبر 2007 فيما يسمى بظاهرة شجرة القرد رأى البعض وجه قرد في جذع شجرة مما أدى بالناس لتقديم الولاء للقرد.  عياذا بالله

التنجيم
تضمنت العديد من ممارسات التنجيم في أوروبا قديماً استخدام تفسير الأشكال الظاهرة في ظلال الأشياء مما يندرج تحت مسمى ظاهرة الباريدوليا

الحفريات
تعد سلسلة الأبحاث التي نشرها العالم الياباني كونوسوكي أوكامورا بداية من عام 1997 لعام 1980 و التي حصل على جائزة اگنوبل وهي المقابل الساخر لجائزة نوبل

تعد هذه الأبحاث مثال على ظاهرة البارادوليا حيث وصف في أبحاثه نظرية أن الإنسان لم يتغير خلال العصور القديمة الا في الحجم حيث ازدادت أحجامنا من 3.5 ملم إلى 1700 ملم بناء على الأشكال التي رآها في أحجار الجير من العصر السيلوري و التي ادعي انها أشخاص دقيقة.

اختبارات موضوعية
يعد اختبار بقعة الحبر مثال واضح على هذه الظاهرة حيث يرى الشخص شكلاً في بقعة الحبر قد يختلف كل من المشاركين فيه كل تبعاً لحالته العقلية

الفائدة التطورية للبارادوليا
يرى كارل ساجان (عالم فضاء و كاتب أمريكي) أن هذه الظاهرة نشأت لتساعد البشر على التعرف على الوجوه البشرية في جزء من الثانية، الأمر الذي يعد مفيدا من وجهة نظر تاريخة وتطوريه حيث أن البشر بحاجة للتعرف على الحلفاء و الأعداء في سرعة و دقة.

الحالات المرضية
هناك بعض الحالات قد يفقد فيها الشخص قدرته على التعرف على الوجوه كما في حالة بعض الأورام و الجلطة الدماغية فيما يعرف ب البروسباجانوسيا


-----------------------
أحيانا أسرح في سحب السماء لأجدها تشكلُ أشكالا أعرفها، فتارة أرى أشخاصًا وتارة أرى حيوانات... ولو كان مزاجي مناسبًا وأمعنت أكثر في خيالي لوجدت تلك السحب تتشكل طوع إرادتي!
وفي الحقيقة لا يقتصر هذا على السحاب، فزخارف الستارة ورسمات ورق الجدار وأنماط البلاط كلّها لو أمعنا النظر فيها لوجدنا العجائب من الأشكال مما يُنتجه خيالنا!
تُسمى هذه الظاهرة بالباريدوليا Pareidolia (لم أجد لهذا المصطلح مرادفًا بالعربية).
وهي ظاهرة نفسية تجعل الإنسان يدرك محفزًا عشوائيا أو غامضا (كصورة أو صوت) على أنه أمر واضح أو ذا ميزة، كأن يرى المرء زخارف عشوائية فيتبين منها صورة وجه إنسان بالرغم من أن الرسم لا يحتوي على وجه! هنا المحفز العشوائي هو الزخارف والميزة التي أدركها الإنسان من الزخارف هي وجه إنسان!
أمثلة أخرى: أن يسمع أحدهم أغنية فيدعي بأن خطابًا أو كلامًا سرّيا مخفي بين طيّات الأغنية! أو أن يتبين أحدهم صوت رنين الهاتف أو صوت أغنيته المفضلة من صوت الماء عند الاستحمام!


هل ذكركم تعريف هذه الظاهرة بشيء؟
نعم، تذكرتُ صور الطماطم والحمَام والبطيخ وغيرها من أشياء ادعى ناشروها بأن اسم الجلالة مكتوب عليها!
وتذكرت أيضا مقطع الأسد والديك اللذين زعم ناشروهما بأن نداءات هذه الحيوانات العشوائية تقول "الله"!
هل هذه المظاهر مُقتصرة على المسلمين؟
لا، بل هي ظاهرة بشرية طبيعية منتشرة في كل الديانات والمجتمعات! فكما يرى المسلم اسم الله، يرى المسيحي مريم العذراء والمسيح -عليهما السلام- متشكلين على ما يخطر وما لا يخطر ببال! وقس هذا على بقية الديانات من بوذية وهندوسية وغيرها!
بل إن هذه الظواهر لم تقتصر على الرموز الدينية، وشملتها لظهور شخصيات مشهورة كأوباما وبوش بل حتى الشيطان!
تابعوا معي بعض الأمثلة:
(1) ادعى البعض ظهور وجه "الشيطان" في الدخان المتصاعد من أحداث 11 سبتمبر
(2) لاحظ البعض وجه "الشيطان" ولكن هذه المرة في شعر الملكة إليزابيث الثانية في صورة لها في العملة النقدية الكندية! وتم تعديل الصورة بعدها لكي يختفي هذا الوجه المزعوم!
(3) صورة مزعومة لمريم العذراء تظهر في قطعة خبز محمص
وقد تطرقنا من قبل في عالم الأكاذيب لموضوع ظهور مريم العذراء على أسطح كنائس مصر اضغط هنا. وفي المصادر الموردة في الأسفل مزيد من الأمثلة لمن هو مهتم.
إعطاء معنى أو تفسير لظواهر الباريدوليا يحوّلها إلى ما يُسمى بالاستسقاط Apophenia.
في الاستسقاط يفسر المرء أحداثا لا رابط بينها بتفسير أو معنى جديد لا علاقة له بهذه الأحداث، أو اعطاء هذه الأحداث أهمية أكثر من ما تستحق.
فحين يُفسر المسيحي صورة لمريم العذراء على قطعة خبز على أنها معجزة أو علامة دينية من الله فإن هذا يُعتبر استسقاطًا.
الاستسقاط قد يُفسر الكثير من نظريات المؤامرة المنتشرة، حيث يتم ربط أحداث قد تكون عشوائية أو غير ذات علاقة وتفسيرها على أنها مؤامرة مدبرة!
ويدخل في الباريدوليا والاستسقاط جزم البعض برؤية الأصحن الطائرة والأشباح وغيرها من المخلوقات الخرافية.
قد لا نستغرب هذه الظواهر إذ عرفنا أن البحث عن تفسير، وإيجاد معنى لكل شيء هو غريزة إنسانية متأصلة، للإنسان قدرة رائعة على ملاحظة الأنماط في الأمور التي من حوله، بل إن الطبيعة البشرية لديها قدرة عجيبة في استنباط الوجوه في ما هو حولها من أشياء...
وقد يكون لرغباتنا وآمالنا ومعتقداتنا يد في توجيه هذه القدرة. فحين يرى غير المسيحي صورة مريم العذراء فإنه سيفسرها بأي تفسير آخر غير أنها ذات معنى ديني، لكن المسيحي المؤمن قد يُصر أشد الإصرار على أنها علامة ومُعجزة دينية!


هل فهمتهم ما أريد أن أرمي إليه؟
العلم والعقل السليم يَرفض هذه المعتقدات ويَعتبر هذه الظواهر بأنها ظواهر طبيعية عشوائية غير ذات معنى. وإصرارُ البعض على اسقاط الدين والإعجاز على هذه الظواهر لن يُقنع أحدًا! بل يُعرض الدين والمتدين للسخرية!

إضافة  اخرى من جمع المدونة  :




















باريدوليا  مطورة

الصورة


مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..