الصفحات

الأربعاء، 7 سبتمبر 2016

تدبر آية 'رضي الله عنهم ورضوا عنه'

السلام عليكم:
موضوع يستحق القراءة والتأمل .. آية تكررت في 4 مواضع من القران، وكنتُ كلما مررتُ عليها اتوقف عندها لبرهة، واكررها بيني وبين نفسي، وأحببت ان اشارككم روعتها..

الآية هي قوله تعالى: (رضي الله عنهم ورضوا عنه)،
تكررت في سورة المائدة آية 119، وسورة التوبة آية 100، وسورة المجادلة آية 22، وسورة البينة آية 8..
(رضي الله عنهم ورضوا عنه)
هذه الآية تتكون من شقين:
الشق الاول،،
هو رضا الله عن العبد، وهذا هو ما نسعى له جميعا.
الشق الثاني،،
هو الشق الأصعب، وهذا ما اردت التركيز عليه، وهو قول الله تعالى: (ورضوا عنه)..
دعني اسالك سؤال،
هل انت راضٍ عن ربك؟
سؤال صعب اليس كذلك؟
دعني أعيد صياغة السؤال، هل تعرف ما معنى ان تكون راضٍ عن ربك؟؟
الرضا عن الله هو التسليم والرضا بكل ما قسمه الله لك في هذه الحياة الدنيا من خير او شر.
الرضا عن الله يعني اذا اصابك بلاء امتلأ قلبك يقيناً ان ربك أراد بك خيرا بهذا البلاء.
الرضا عن الله يعني ان تتوقف عن الشكوى للبشر، وتفوض امرك لله وتبث له شكواك.
الرضا عن الله يعني ان ترضَ عن ربك اذا أعطاك واذا منعك، واذا أغناك واذا أخذ منك، واذا كنت في صحة واذا مرضت.
ان ترضى عن ربك في كل احوالك.
انظر حولك، واسأل نفسك، هل انت راضٍ عن شكلك؟؟، هل انت راض عن زوجك؟؟، هل انت راضٍ عن اهلك؟؟، هل انت راضٍ عن قدرك؟؟
فكل هذه الاشياء قد اختارها الله لك، فهل انت راض عن اختيار الله لك!؟؟.
📍هناك نقاط مهمة يجب ان نفهمها خلال تدبرنا لهذه الاية:
1) الرضا عن الله لا يتنافى ابداً مع الالم الذي قد نشعر به احياناً لسبب او لآخر. فنحن بشر وهذه الدنيا دار ابتلاء، ولم ولن يسلم منها احد. فخير خلق الله بكى عند وفاة ابنه.
2) هناك فرق بين الصبر والرضا. فالرضا درجة أعلى من الصبر.
ان تصبر يعني ان تتحمل الالم، لأن هذا قدرك، وليس في يدك شئ غير الصبر. ولكن الرضا أن تشكر الله على هذا الالم!!..
3) الرضا عن الله منزلة عالية لا يصل اليها الا من امتلأ قلبه حباً لله. فهناك أناس حولنا عندما يمرّون بأي ضائقة، لا تسمعهم يرددون الا قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً).
ما اروعه من إيمان وما اروعه من يقين.
4) اعلم علم اليقين ان الله لايبتليك الا ليغفر ذنوبك، او ليرفع درجتك في الجنة فارض عن ربك.
5) الانسان اذا لم يرض عن ربه، فحتى لو ملك الدنيا كلها فلن يرضى ابدا، لحديث: (من رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط)، وسيبقى ساخطاً على كل شي وسيعيش حياته في نكد وشقاء.
📍لذلك الواجب لتدبر هذه الاية:
- تأمل حياتك وركز على كل ما حُرمت منه او أُخذ منك وأسأل نفسك هل انت راض عن الله. وكرر: ربي اني راض عنك فارضى عني.
- راقب كلماتك وتصرفاتك، اذا كنت ممن لا يتوقفون عن الشكوى والتذمر فاعلم انك من أشقى الناس وانك في خطر فراجع نفسك..
- كلما ضاقت عليك الدنيا كرر: (رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً).
- تذكر أن الرضا عن الله هو السبيل لرضى الله عنك.
- تقرب إلى الله بكل ما يزيدك حبا له. فاذا أحببت الله أحببت قدره وقضائه.
- اخيرا تذكر قوله صلى الله عليه وسلم: (ما أصابك لم يكن ليخطأك وما أخطأك لمن يكن ليصيبك)...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..