الصفحات

الاثنين، 26 سبتمبر 2016

جعلك ما ترضى يا طراد.. فهذا يوم الوطن

 اخر تعديل
26 سبتمبر 2016 - 25 ذو الحجة 1437         02:24 PM 

محمد الشقا - الرياض
طبيعي أن "يزعل" الكاتب طراد العمري في يومنا الوطني؛ فاحتفالنا باليوم الوطني يناقض كل ما
يكتبه طراد، ويؤمن به، ويصرِّح به سرًّا وعلانية.
طبيعي أن "يزعل" طراد اليوم ونحن نحتفل بيومنا الوطني، وفي الوقت ذاته مستمرون بدعم ثورة الشعب السوري الشقيق ضد نظام الطاغية بشار الأسد، هذا النظام الذي قال عنه طراد إنه نظام شرعي، وإن ما يحصل فيه ليس ربيعًا، وليس عربيًّا، وذلك في مقال نشرته جريدة الحياة 2011، ثم عاد لنا هذا العام وقال بكل بجاحة إن على العرب "ترك سوريا لأهلها ومؤسساتها وجيشها ونظامها ورئيسها وما تقرره كدولة ذات سيادة مع أصدقائها وحلفائها، وعدم التدخل في أي شأن من شؤونها، والاستغفار بالاعتذار في جملة مختصرة وواضحة: (عذرًا سوريا.. أخطأنا)". وهو القائل بتويتر "إن الذين اختاروا الرئيس بشار الأسد رئيسًا لسوريا اختاروه من أجل الكرامة والكبرياء، وإنه يحلم بأن يقوم مجلس التعاون بتهنئته بالفوز، وإنه الرئيس الشرعي لسوريا".. كل هذا في الوقت الذي كانت فيه البراميل المتفجرة تنهمر على رؤوس أهلنا في سوريا. وقد دشن المغردون السعوديون والعرب وقتها وسمًا، وصل للترند العالمي، بعنوان "طراد العمري يتنفس بحب بشار".

"ازعل" يا طراد، وجعلك ما ترضى.. ستستمر السعودية بدعم ثورة الشعب السوري الشقيق، وستقف ضد الطاغية بشار حتى سقوطه، وتنتقم لشهداء سوريا من هذا النظام الطائفي التابع لإيران.

  هل قلنا إيران؟

يجب أن نستذكر مواقف طراد من إيران.. أليس هو القائل بمقال له معيب إنه يجب على السعودية أن تقوم بـ "مبادرة سياسية جريئة وشجاعة، تقوم بها باتجاه المصالحة مع إيران، سينتج منها حتمًا بقاء السعودية رقمًا أساسيًّا في معادلة الشرق الأوسط، وشريكًا فعالاً في المشروعات الاقتصادية والسياسية والأمنية". ويقول أيضًا بكل بجاحة أنه لا بد من "عودة الوئام إلى العلاقات السعودية الإيرانية، وإنشاء تحالف أو اتحاد بين الدولتين الجارتين". وحين طالبت الخارجية العراقية بسحب السفير ثامر السبهان قال طراد بكل صفاقة "كان من الواجب أن تعتذر الخارجية السعودية، ويتم استبدال السبهان في أسرع وقت ممكن، من دون أن تطلب الحكومة العراقية رسميًّا".

ازعل يا طراد وجعلك ما ترضى..

 ستستمر السعودية بسياستها بعدم التدخل بشؤون الدول الأخرى، ولن تسمح بسياسة الإبادة الطائفية ضد أهل السنة التي تنتهجها إيران، التي تدعم المنظمات الإرهابية والمليشيات الطائفية في دول الجوار.. وكلامك عن اتحاد يجمعنا مع إيران هو بأحسن الأحوال سذاجة وخيال طفولي، وتفكير عفن ومقيت، أو هو كما نقول بأمثالنا الشعبية "حلم الضبعة". وأقول هنا سذاجة لإيماني الكلي بسذاجة الكاتب، ولو كان غيره لقلتُ خيانة! ولن تسمح دولتنا لإيران بتحقيق طموحها المعلن على لسان قادتها بأنهم أسقطوا أربع عواصم عربية بيدهم (بغداد، دمشق، بيروت وصنعاء).

  هل قلنا صنعاء؟ هل قلنا اليمن؟

 هنا نستذكر موقف طراد حين قال عن حربنا مع الحوثيين إن هذه الحرب: "أكبر من قدرة السعودية على مواجهتها أو التغلب عليها"، وإن "حلم السعودية باستقرار الأوضاع في اليمن سيتحول إلى كابوس، يقض مضجع السعودية". ويعاتب إعلام دول التحالف متلبسًا صورة الخبير المشفق: "إن حشر إيران ابتداءً في التسويق الإعلامي للحرب في اليمن ولّد نتائج غير متوقعة". من جديد إيران يا طراد!

ازعل يا طراد وجعلك ما ترضى.. فلن تترك السعودية مليشيا حوثية تابعة لمحبوبتك إيران على حدودنا الجنوبية، مليشيا تمتلك صواريخ، تصل لمكة والرياض وجدة، وأبعد منها، مليشيا تقول إن هدفها المعلن احتلال مكة، دون هذا خرط القتاد يا طراد!

وهنا سؤال مشروع: كيف يريد طراد لسياستنا الخارجية أن تكون؟ يجيب عن ذلك طراد نفسه بعد تحريفه الحديث النبوي بشكل فج، حين جعله من المقولات التي "تردد" متجاهلاً أن قائلها هو المصطفى الكريم: "إذا تردد قديمًا أن (الحكمة يمانية)، فإننا نقول ومن دون أدنى تردد إن (الحكمة عمـانية)"! ولن نعلق هنا على هذا الكلام فاللبيب بالإشارة يفهم!

ازعل يا طراد وجعلك ما ترضى..

تقول في مقالك الأخير "أخاف يا مولاي الملك"، وتقول عن نفسك "فيني خوف".. طبيعي أن تخاف يا طراد طالما أنك تقف في المعسكر المضاد لوطنك.. تقف مع خامنئي وسليماني والحشد الشعبي وبشار الأسد ونصر الله والحوثي ضد دولتك التي يقودها ملك الحزم، وأخذ على عاتقه تدمير مخططات أعداء بلدك.. بلدك يا طراد.. وحتى تتذكر ما هو بلدك، فانظر لجنسيتك في جوازك الأخضر.. فيبدو أنك قد نسيتها، وأخذت تتخبط ذات اليمين وذات اليسار حتى أصبحت وكأنك الناطق الرسمي لخامنئي في السعودية، ولكنك تبث إرسالك من موقع مصري!

  نعم يا طراد، بلدنا يمر بأزمة اقتصادية بسبب نزول سعر البترول، وقد اتخذت الدولة إجراءات جادة بذلك، وقدمت رؤية 2030، وما زالت المبادرات تتوالى، وستتوالي.. وهذا ليس أول تحدٍّ نمر به؛ فقد مررنا بأسوأ منه بالثمانينيات والتسعينيات، وتجاوزنا تلك الأزمات بفضل الله تعالى. الفارق الآن أن السعودية تعمل أن تكون هذه آخر الأزمات عبر تنويع وزيادة الإيرادات غير النفطية، وكان يمكن حل هذه المشكلة بكل سهولة عبر فرض ضريبة الدخل، مثلها مثل كل دول العالم، ولكنها رفضت ذلك، وقدمت رؤية مبتكرة بعد نحو سنة من تولي الملك سلمان الحكم.
وبرنامج التحول الوطني قد دخل حيز التنفيذ بالفعل، وننتظر برنامج أرامكو وبرنامج صندوق الاستثمارات العامة وبرامج المعادن، وغيرها من البرامج المبتكرة التي حرصت فيها الدولة على أن تحقق الهدف، وهو: أن لا يكون البترول هو المورد الوحيد للدولة، وهو المورد المعرض للنضوب يومًا، أو اكتشاف بديل له، أو انهيار كبير بأسعاره، كما حصل مؤخرًا. ولعل هذا سبب خوفك يا طراد، نجاح الدولة التي يفترض أن انتماءك إليها بذلك. وهنا يحق لك أن تخاف يا طراد؛ فمن يديرونك بالريموت كنترول لن يكونوا سعداء، وسيخافون، فلا معابة عليك إن خفت معهم يا طراد؛ فالمرء يُحشر مع من أحب. وكلنا يعرف من تحب. وجعلك ما ترضى يا طراد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..