الصفحات

الأربعاء، 26 أكتوبر 2016

‏السعوديون ومسلسل الفرسان الثلاثة!

         عاش السعوديون الأسبوع الماضي صدمة كبيرة ، هزت مضاجعهم، وأرّقت عيونهم، وهجرهم هدوءهم المعتاد..
‏تلك الصدمة جاءت مع الأسف من أفواه المسؤولين الذين من أول مهامهم طمأنة المواطنين، والحفاظ على توازنهم، خصوصاً والوطن يتعرض لهجمات شرسة من الأعداء المتربصين به خارجياً، وخوضه الحرب مع الأعداء على الحدود داخلياً، أول الصدمة تصريح نائب وزير الاقتصاد والتخطيط أن السعودية كانت على وشك الإفلاس بعد ثلاث سنوات، ثم قول وزير الخدمة المدنية ، عن ضعف إنتاجية الموظف بمعدل ساعة في اليوم ، ثم تصريحات وزير المالية التى رأى البعض أن فيها بعض المصداقية.. وبعيداً عن شخص الوزراء وذواتهم، ولهم كامل الاحترام، هل من المنطق أن يتفنن هؤلاء الوزراء في صدمة المواطن حتى لو كان الأمر صحيحاً؟ ألم يفكروا قبل تصريحاتهم في ردة فعل المواطنين الذين كانوا ينتظرون الشفافية ، والإجابة على أسئلتهم بعد إحداث التغييرات في رواتب الموظفين وبدلاتهم، وتفاءلهم بمشروع رؤية ٢٠٣٠ الذي يأملون من خلفه في تحسين أوضاعهم ، ومتانة اقتصادهم؟ هل من المعقول أن تنام وأنت تعلم أن بلادك تمتلك بنية اقتصادية متينة ، وأن احتياطها المالي يأتي في المرتبة الثالثة عالمياً، بالإضافة إلى المخزون الاحتياطي النفطي الذي يأتي في المرتبة الثانية عالمياً، ثم تصحو على من يقول لك أن بلادك كانت على وشك الإفلاس بعد ثلاث سنوات! أليس هذا أمر يدعو إلى القلق، والإحباط، والتوتر؟ أنت تتخاطب مع مواطنين ليسوا معدمين من الفكر، ولا مغفلين، ولا بعيدين عن ما تجري عليه الأمور التقشفية التي رحبوا بها من منطلق وطنيتهم، ومن منطلق احساسهم بأهمية الوطن المقدَّم على أرواحهم، ألم يفكر ذلك الذي قال أن التعبير قد خانه في مدى الكارثة التي كانت قد تتسبب في الفتنة داخل الوطن بخطورة كلامه البعيد عن الصدق والمصداقية؟ ثم ما معنى أن إنتاجية المواطن ساعة واحدة في اليوم، أليس في هذا إجحافاً في حق العاملين من موظفين وغيرهم، وكان من الأجدر أن يتكلم عن وزارته التي ربما تكون هي صاحبة الساعة الواحدة في الإنتاجية، وهي خلف الكسل الذي ورثه الموظفون عنها فهي الجهة المسؤلة عن توظيفهم، وهنا هو يُدين وزارته بالقدر الذي أراد فيه أن يُدين الموظفين!
‏أفلست اليونان وقبلها نضبت حقول النفط في النرويج، فهل أزيلت الدولتين من خريطة الوجود، أو من خريطة العالم؟
‏نحن بحاجة إلى وزراء ومسؤلين يمتلكون فكراً يعرف مفهوم الكيف في الإدارة، وفي التصريح، وفي التخطيط، وفي الاقتصاد، أما الكمّ فلدينا من الثروات الغير نفطية ما يجعل السعودية ولله الحمد ، توفر من الدخل أكثر من مدخولات النفط إذا عرفنا كيف نستغلها جيداً، وكيف ندرب المواطن السعودي على تشغيلها، وإدارتها، دون أن تكون الأفضلية لغيرهم من الأجانب الذي يشغلون القطاع الخاص في التوظيف، ولا يهمهم سوى ضخامة رواتبهم دون الإحساس بأدنى مسؤلية نحو تنمية الوطن ، والحرص على متانة اقتصاده ، وبنيته الاقتصادية، ونحتاج إلى صيغة الكيف أيضاً في القضاء على كل أنواع الفساد الإداري، والاقتصادي الذي لولاه لما احتجنا إلى كل هذا الاستنفار في طرح المشروعات القادمة..
‏ذكّرني الوزراء الثلاثة برواية الفرسان الثلاثة للروائي الفرنسي الشهير ( أليكساندر دوما)  والتي مبدأها ( الواحد للكل، والكل للواحد) فجاءوا هم بمبدأ الكل على الواحد.. ستبقى السعودية متينة في كل أحوالها، وسيخيب المتربصون بها في كل مكان..

زينب غاصب
كاتبة سعودية
09:18 صباحًا EET
المصدر
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..