الصفحات

الاثنين، 17 أكتوبر 2016

وحدة "شمر".. وثامر السبهان

         "أهل السنة في العراق يردّدون بأنه لم يمرّ على تاريخ العراق سفير شجاع صاحب رسالة، أعاد لهم سيرة فؤاد الخطيب سفير الملك عبدالعزيز في بغداد كثامر السبهان".. د. مجاهد الصواف.
بمجرد أن قرأت خبر تعيين السفير ثامر السبهان وزيرًا للدولة لشؤون الخليج العربي بالمرتبة الممتازة في وزارة الخارجية السعودية، حتى هتفت: "هذا موقف القيادة من ابنها الشجاع، الذي أعطى زخما وقوة للسياسة السعودية في بلد باع ساسته ضمائرهم، وانحازوا للصفوي الإيراني الذي تغلغل لجميع مفاصل الدولة. التعيين رسالة قوية للحكومة العراقية ولإيران من خلفها، بل ولكل الذين شككوا في مواقفه وتصريحاته وهاجموه من بعض كتابنا، أن السبهان لم يكن يتصرف من تلقاء نفسه، بل يحظى بكل الدعم والتأييد من حكومته".
كنت أتساءل دوما عن سبب تبرم إيران من سفيرنا السبهان، ولماذا وصل الأمر إلى أن قيادات الحشد الشعبي الإيرانية في العراق، تصرّح جهارا وبلا حياء بأن لهم ثأرا مع السبهان، وأن تصفيته مطلب وشرف، بما قاله قائد ميليشيا أبو الفضل العباس أوس الخفاجي في تسجيل مثبت في "اليوتيوب"، فضلا عن تحذير الاستخبارات العراقية بأن هناك مخططات إيرانية باستهداف موكب سفيرنا السبهان بمضادات الدروع وصواريخ (آر بي جي) وتفجير سيارته. ما السبب لتبرم إيران الصفيقة من سفيرنا، لدرجة تهديده والعمل على تصفيته؟
عدت لأخي وصديقي د. مجاهد الصواف، نجل العالم العراقي الكبير محمد محمود الصواف -يرحمه الله- مستشار الملك فيصل بن عبدالعزيز، لأسأله عن سبب هذا الحَرَن من قبل الصفويين تجاه سفيرنا ببغداد، فأجابني بأن أهل السنة في العراق يعتبرون ثامر السبهان بطلا، وهو الذي أعاد لهم الأمل بعد الله سبحانه وتعالى في التصدي لميليشيا الحشد الشعبي الإيراني المتطرف، والرجل كان شجاعا جدا، لدرجة أنه كان يجوب العراق ليجمع كلمة العراقيين.
يكمل الصواف، وهو من أسرة تنتمي لقبيلة طيء من قبائل شمّر بالعراق، ويكشف السبب الحقيقي لتبرم الطائفيين الصفويين في الحكومة العراقية، وكذلك إيران من خلفهم: "السبهان استثمر بذكاء أرومته الشمرية، فهذا الرجل كان يحاول جمع كلمة قبيلة (شمّر) بغض النظر عن انتماء أبناء القبيلة الطائفي، بل ويجتمع بالقبائل كافة، السنة والشيعة منهم، ويذكّر بأصولهم العربية، ويستنهض نخوتهم العشائرية تجاه أولئك الشعوبيين الفرس، والرجل فضح ولاءات بعض القيادات العراقية لإيران، واستجاب له كثير من (شمّر)، وهي أكبر قبائل العراق العربية، وكانوا يفتخرون به كونه شمّريا. لم يكتف فقط بالقبائل، بل ذهب السبهان بكل شجاعة وجسارة إلى الأكراد في الشمال، وتعامل معهم لنصرة أهل السنة في العراق، لذلك كان له الحب الجارف في قلوب العراقيين الأحرار".
يؤكد هذا السبب الكاتب البحريني موفق الخطاب، الذي كتب في تغريدة له في "تويتر": "لقد نجح ثامر السبهان بدهائه في اختراق وكشف أوراق الحكومة الطائفية في العراق، وفضح نهجهم، وانصياعهم أذلاء لـ ملالي إيران".
احتج بعض "المثاليين" من كتبتنا على تصرف السفير السبهان، وأنه خالف الأعراف الدبلوماسية، وبرأيي أنهم كانوا محقين، لو كان البلد الذي فيه السبهان بلدا مستقلا بالكامل، سيادته بيد أبنائه، ولكن والحال بما ترون من تغلغل إيران في كل مفاصلها، بل وتدخل ميليشيا إيرانية بالكامل في عمق العراق، تصول وتجول وتحرق وتنهب وتغتصب، بما شاءت كيف شاءت وقتما شاءت، دون أي احتجاج من الحكومة العراقية التي تدعمها، بينما يتبجح قائد تلك الميليشيا الصفوية المتعصبة قاسم سليماني بتصريحات غاية في الطائفية المقيتة، ويتحدث كأنه رئيس الحكومة العراقية، التي بدورها تقوم إيران بتنصيب من شاءت وخلع من تشاء. بلد المنصور والرشيد ينتهي لهكذا واقع، وكتبتنا هؤلاء يطالبون سفيرنا بألا يتحرك، ويقوم بما يمليه واجبه. الأمر سيكون مثاليا جدا إن لزم الصمت.
هذا الوضع الذي نتحدث عنه، والفسيفساء الطائفية والعرقية والقبلية، والخارطة الضائعة بيد بعض أبناء العراق الذين باعوا ولاءاتهم للصفوي، هو ما دفع بتركيا اليوم للتواجد اليوم في "بعشيقة" قرب مدينة الموصل، لتقوم بتدريب "البشمركة" لقتال حزب العمال الكردستاني، وتدريب بعض السنة العراقيين للوقوف أمام الحشد الشعبي الذي يحاصر الموصل، للحيلولة دون أن تتكرر مذبحة "حلب" هناك بالموصل العربية الأبية. بلد تخترقه الميليشيات ولا تسوده حكومة بيدها قرارها، لا بد أن يتحرك سفيرنا ويعمل، بل كنا سنعاتبه إن لم يفعل ذلك.
ثامر السبهان عندما عينه سعود الفيصل -يرحمه الله- سفيرا في العراق، وعى تماما ما قاله سيد الخارجية السعودية وقتها، الذي علا صوته في مؤتمر صحفي ورفع يده قائلا: "ليس هناك شك بأن السعودي حامي العراقي، وأقول ذلك بأعلى صوتي". مضيفا -يرحمه الله- بكل غيرة العربي الحرّ: "ارجعوا كما كُنتُم، العراقي أخو العراقي، العراقي سند للعراقي، العراقي حامي العراقي، هذا ما أقوله". السبهان عمل على ترجمة ما قاله الفيصل واقعا، وحاول بث رسالة الفيصل العظيمة في أوساط الشعب العراقي.
ثامر السبهان، وقبله عبدالله المعلمي مندوبنا في الأمم المتحدة، وقبلهما عادل الجبير وزير خارجيتنا، يمثلون اليوم حزم وقوة سلمان بن عبدالعزيز، وهم أكبر آلة إعلامية مؤثرة تترجم خطابنا وسياستنا.
شكرا ثامر السبهان، أيها الشمّري الحرّ، وعسى أن تستجيب "شمّر" العراق وتتوحّد، وتنتفض على الشعوبيين.


بقلم :
عبدالعزيز محمد قاسم
17/10/2016 02:30:53

 مقالتي اليوم عن سفيرنا السابق ببغداد ثامر السبهان..
ولماذا طالبت الحكومة العميلة العراقية بابعاده؟  ولماذا هدده الحشد الشعبي الشيعي المتطرف بالقتل؟
وكيف هاجمه بعض كتابنا؟
وعلاقة قبيلة شمر بالموضوع. .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..