الصفحات

الأحد، 18 ديسمبر 2016

المرور والمواطن

              عندما تصل الأمور لحدها الغير طبيعي يأتي النقد البناء في مصلحة المواطن المغلوب على آمره ، تحدثنا كثيراً ولم تصل أصواتنا لأن المتلقي لا يُؤْمِن الآ بلغة المال ولا غير ذلك ، جهاز المرور نثمن
خدماته كمنظم لحركة السير وفض اشتباكات المتخاصمين اثناء وقوع الحوادث المرورية ولكن في الاتجاه المعاكس يمارس دَوْر المحصل التجاري في استنزاف ما تبقى مَن جيب المواطن الغلبان المخترق من تراكم الديون المثقلة لسد الحاجة ،
ما ذنب المواطن ذو الراتب المتواضع يسدد مخالفات مرورية ترفع للحد الأعلى في حالة عدم سدادها لأول مرة لظروف خاصة لا يستطيع التأقلم معها ؟ هل يعقل يجازى المخالف مرتين في وقت وأحد بتدبيل مخالفة لم يستطع سدادها لقلة راتبه أو لعدم وجود مصادر مالية اخرى ينتفع بها؟ لماذا تدبل المخالفات وترفع للحد الأعلى وأستهداف جيبه المتهالك جراء الديون المتراكمة من قروض البنوك وإرتفاع أسعار المعيشة ورسوم الخدمات الحكومية والفواتير المنسدلة من الشركات و ضيقة المصاريف الأسرية و دفع إيجارات المنازل والقائمة تطول إلى مالا نهاية ، ما ذنب المواطن عندما يضع المرور كاميرات ساهر مختبئة مابين الأشجار وأعمدة الأنارة والصبات دون علمه ودون الإشارة لموقع تلك الكاميرات التي تترقب بعدساتها جيبه المتهالك الهش من تقلبات الحياة ،
تدبيل المخالفات دون  وجّه حق لا يجوز شرعاً لأنه يقع تحت باب الربى كما تحدث سماحة مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ في محاضرة القاها بجامع الإمام تركي بن عبدالله تحت عنوان ( خطر أكل أموال الناس بالباطل ) وأكد سماحته بأن تدبيل المخالفات المروية لعجز الناس دفعها منذ وقوعها  أمر مخالف للشرع ولابد للمرور أيجاد حل لهذه القضية التي تزهق حقوق المواطن  ، وازداد الطين بلة بعد تعديل قرار أنظمة المخالفات المرورية وازدياد إرتفاع  أسعار المخالفات المروية وتنفيذ العقوبات الرادعة   التي منها لا يمكن يدخل العقل   ، لِماذا جهاز المرور يعمد لتلك الأساليب هل يعاني الجهاز من نقص الموارد المالية حتى يعوّضها على حساب المواطن  ؟ نحن لا نقول ألغوا المخالفات والا أصبح الأمر فوضى ولكن نؤكد على الالتزام بالشروط والضوابط المعقولة وعدم الخروج عن فتاوي علمائنا بعدم تدبيل المخالفات المخالفة للشريعة، كيف يستشعر صاحب فكرة تدبيل المخالفات بمعاناة المواطن وكيف يرضى على نفسه بتحصيل أموالاً بالباطل مصحوبة بأعظم الذنوب (الربى) وتناسوا قول المصطفى ( إنّ الرّبَا نيف وسبعون باباً، أهونهن بابا من الرّبَا مثل مَنْ أتى أمه فِي الإِسْلاَم، ودِرْهمُ ربا أشدّ مِنْ خمسٍ وثلاثين زَنْية، وأخبث الرّبَا انتهاك عرض المسلم وانتهاك حرمته)

كيف يستهون  جهاز المرور والقائمون عليه بعظم ماجاء في كتاب المولى وسنة رسوله ، كم من آيادي رفعت لرب الجلال  بعد تحرير كل مخالفة بعد تدبيلها تدعوا على من أقر هذا الشرط  ومن قام بتنفيذه ، ما يحدث ليس بالأمر الساهل فهناك رقيب لا يغفل ولا يرضى على عِبَادِه الظلم ، وبإمكان جهاز المرور إنهاء مشروع تدبيل المخالفات مع وقع المخالفة والاكتفاء بنشر الوعي وتوجيه المواطنين عبر وسائل الإعلام ورسائل الجوال وهذا هو الفكر الحقيقي قبل تحصيل أموالاً طائلة هي من حطام الدنيا قيدت في سجلات المرور بغير حسبه لا تفيد يوم التغابن ولا نصحبها تحت الثرى وتبقى كربة من كرب يوماً لا خلاص لنا به الا لمن تاب وأستغفر  فهل
من مُجيب يأمرورنا الكريم .
 
محمد الدغريري ✍
🔻 المصدر 
📰   صحيفة الطائف 360
♻   .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..