الصفحات

الاثنين، 27 فبراير 2017

لهجة جديدة تركية حيال ولاية الفقيه

               هل تصريحات أردوغان تجاه إيران الأخيرة، ووصفه لها بأنها مصدر عدم استقرار في المنطقة، وتثنية وزير خارجيته شاووش اوغلو بتصريح اتهمها فيه بمحاولة تشييع سوريا والعراق؛ هي من باب الغزل
السياسي للخليج فقط بسبب الزيارة الأخيرة، أم هي قناعة تركية حقيقية حيال ما يفعله نظام ولاية الفقيه؟.
واجهت بهذا السؤال الصديق محمد زاهد جول، المحلل السياسي التركي والقريب من الدوائر التركية الرسمية، قبل يومين، ونحن نجوب -في رفقة كريمة- بحر مرمرة، وشرفنا برفقة الدكتور عمر عبدالستار أستاذ العلاقات الدولية العراقي، وكنت في تشوق شديد لمعرفة جواب الزميل جول، فلأول مرة نرصد هذه اللهجة القوية تجاه إيران، ولم يتأخر الزميل في إجابته
وقال: "أعتقد بأن هناك قناعة حقيقية تركية حيال ما تفعله إيران في المنطقة، وأنا بدوري أرصد لأول مرة الصحف التركية وهجومها الشنيع على إيران، لم نعتد من الإعلام التركي هذا الخطاب شديد اللهجة تجاه إيران أبدا، لذلك أتصور أن إيمانا كاملا وقناعة تامة لدى القيادة التركية بالدور السلبي الذي تؤديه إيران في المنطقة".
برأيي أن زيارة أردوغان الأخيرة للخليج، والبدء من البحرين تحديدا، بها رسالة واضحة للقيادة الإيرانية، وأن العلاقات التركية الخليجية تطرد قدما، وشهدنا مؤخرا الانفراجة الكبيرة في العلاقات بينها وبين الشقيقة الإمارات، بل إن عادل الجبير صرح لقناة "تي آر تي " التركية، أن "نحو 200 مسؤول سعودي وتركي اجتمعوا للعمل على مشاريع أمنية وعسكرية وغيرها".
كان لافتا زيارة روحاني للكويت وعمان في ذات وقت زيارة أردوغان للبحرين والسعودية وقطر، وسألت المحلل السياسي التركي د. سمير صالحه في برنامج "ملفات خليجية" حول تزامن هاتين الزيارتين أيضا، فقال: "إن ما يجمع تركيا بإيران هو الاقتصاد فقط, بخلاف علاقتها مع السعودية فهي سياسية اقتصادية ويتشاركان بنفس المذهب السني.
تبادل الوفود بين تركيا والخليج ليس دبلوماسيا وحسب بل لتنسيق مواقف أمنية وسياسية، والعلاقات الخليجية التركية ممتازة على كل الأصعدة, وهي أهم لتركيا من علاقتها بإيران. وهذه الأخيرة أصابتها غيّرة من حميمية العلاقات التركية الخليجية، والتقارب التركي الإماراتي رسالة لنظام ولاية الفقيi".
الأقوى في كل هذه التصريحات التركية ما نقلته وكالة أنباء "الأناضول" الرسمية عن تشاووش أوغلو وزير الخارجية قوله يوم الأحد قبل الماضي لوفود خلال مؤتمر أمني في ميونيخ بألمانيا إن "إيران تريد تحويل سوريا والعراق إلى المذهب الشيعي",
ربما كان هذا الاتهام الصريح إعلان دخول الطائفية بين البلدين، وأنها مسألة بدأت تقلق أنقرة، بعدما كان الاتهام تطلقه دول الخليج فقط، وأتصور أن المسألة الطائفية هذه ستكون من النقاط التي ستحاور فيها تركيا إيران، وأنها باتت مسألة خلافية بينهما.
عموما، الرد الإيراني على تصريحات أردوغان ووزير خارجيته أوغلو لم يتأخر، إذ أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، الاثنين الماضي، قائلا: "سنتحلى بالصبر إزاء مواقفهم.. لكن للصبر حدود"، في إشارة إلى تصريحات ميونيخ، فيما استدعي السفير التركي في طهران للاستفسار عن تلكم المواقف الجديدة للقيادة التركية، ما يدل على أن الرسالة التركية الحادة وصلت بالكامل للملالي في طهران.
هناك توجه جديد وجاد من القيادة التركية نحو نظام ولاية الفقيه، وهذه التصريحات التي هوّن من شأنها نعمان قورتولموش، نائب رئيس الوزراء التركي والمتحدث باسم الحكومة، وقال بأن إيران وتركيا بلدان صديقان، وهناك اختلاف في وجهات النظر من حين لآخر، كأسلوب ديبلوماسي معتاد؛ هي تصريحات جادة من القيادة التركية، ويقينا أن مصالح تركية كبيرة مع إيران،
لكنني على يقين أن منعطفا حادا تشهد العلاقات التركية الإيرانية اليوم.
تركيا تحتاج بقوة دول الخليج في هذه الحقبة التي تواجهها، ومن مصلحة الطرفين الارتقاء في مستوى العلاقات لدرجة أبعد في مواجهتهما لنظام ولاية الفقيه.

بقلم :  عبد العزيز قاسم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..