الصفحات

الأحد، 5 مارس 2017

عويد الرشيدي يروي قصته مع الذئب المفترس

راعي الغنم البسيط الاخ (عويد الرشيدي) يعيش حياته الروتينية البسيطة التي تتسم بالهدوء
و السكينة ،و هو في الواقع لم يكن يتوقع يوما انه سيصبح ذات يوم مثار حديث لجيرانه و للناس من
البدو الرحل !!
و لم يخطر على بال (عويد) الرجل الذي تجاوز الخمسين من عمره أنه يملك في لحظات القوة قوة تمكن من الموت بأعجوبة!!
و هي قصة حقيقية

في الواقع ... كما تعلمون من رعاة الغنم انهم ليس لديهم دائما مدارس بالقرب منهم تعلمهم او على الاقل يدرون بانه هنالك قوة عجيبة تظهر للانسان عندما يواجه الخطر ..... و تفسيره العلمي هو عقلك الباطني .. نعم هذه الالة الخارقة التي وهبك الله اياها عندما تعلم بوجود الخطر القريب و المحدق و الذي يحتاج للدفاع عن النفس تقوم زيادة السيالات العصبية و زيادة تدفق الدم في العضلات و تسريع الدورة الدموية بسرعة مفاجئة ..... كذلك تعطي اشارات لهرمون الادرينالين بافرازه في الدم و حينها يكون الجسم و عضلاته في افضل حالاته >> هذا الذي يفرز للدم اوقات العصبية و الحماس او حتى الغضب يفرز الادرينالين و النورادرينالين..... ليس في الرياضة و غيره

لذا فالشاهد هنا ان ما واجهه (عويد) كان جميلا اكثر مما يكون مرعبا و عجيبا
و فوق كل ذلك لم يتبادر لى ذهنه و لو للحظة انه سيواجه موقفا كان بالنسبة له من الاحداث التي يسمعها كما يسمع الحكايات و الروايات!!

ترى ما هي حكاية (عويد)؟ و ما الحادث الذي واجهه؟ و لماذا تحول الى رجل شهير يتناقل الناس حكايته؟

>> قبل استعراض حكاية (عويد) .. ساروي هاتين القصتين التين حدثتا قبل ايام قليلة من حادثته و في مكان تابع للمنطقة التي يعيش فيها .. لكنه لا يبعد سوى 100 كلم عن مكانه
بطل القصتين القصيرتين ذئب ضخم !! نعم ذئب و ضحاياه اثنان من الرعاة !!

تدور القصة الأولى .. حول راعي غنم و راعي ايل فوجئ في اللي بجلبة لم يعهدها بين قطيعه .. فحمل سلاحه و اتجه نحو القطيع ليشاهد ذئبا ضخما يعيث فيها قتلا .. فصوب بندقيته و أطلق طلقة أخطأت الذئب الضخم الذي لم يمهله للاطلاق مرة اخرى ... فانقض عليه و مزقه و عاد ليلعب مع القطيع كما يشتهي بعد وفاة حاميها


و بعد يومين فقط .. و قع حادث مشابه للراعي (بخيخان) .. راعي عقلة الصقور .. الذي فوجئ فجرا بوجود الذئب بين صغار إبله .. يضربها بين عينيها .. ثم يمزقها ليأكلها !! و حين لمحه الذئب .. اتجه اليه مباشرة و اصبحا و جها لوجه .. ثم قفز الذئب فجأة الى وجه (بخيخان) محاولا تمزيقه .. لكنه تداركه و كما هو المعروف عن سرعة البدو و بداهتهم وضع يديه في رقبته بقوة .... و اخذ يصيح بأعلى صوته طلبا للمساعدة
و عندما هرع اهل المنطقة القريبين لنجدته .. دفع الذئب الراعي نحو الأرض و هرب الى الجبال القيبة
و اطمأن الأقرباء و الجيران على الراعي (بخيخان) بعد أن وجدو ان جراحه ليست خطيرة .. خصوصا انه اشار اليهم بأنه بخير و لكن ... ما إن غابت الشمس حتى اصيب (بخيخان) بالهذيان و بالجنون و اخذ يصيح فزعا و بعد ساعات توفي ...

إنــــه يــــريــــــدنــــــي أنا !!

و بعد يومين من الحادثة و تحديدا يوم الجمعة وقعت حادثة (عويد بن هايد من منزل الرشيدي) "أبو طامي" .... الذي كان ينام قرب بيت شعر (خيمة) نصب هذه الخينة لنفسه إلى جانب مكان قطيع الابل و الغنم الذي يملكه و البالغ عدده 200 رأس غنم و 15 رأس ابل .. و بعض الخلفات [صغار الابل]
و هذه هي تفاصيل القصة كما يرويها بطلها ::
قبل بزوغ الفجر.. سمعت جلبة غير طبيعية بين الابل ، و بعد ان ازداد صخبها و حركتها تأكدت أن ذئبا يعتدي عليها
و حين توجهت اليها لاحظت ان الذئب قتل ثلاث خلفات ، و فوجئت به يقود الغنم امامه و يضربها بذيله لتسيرب بسرعة و عدت محاولا اعادة القطيع ، و لم انتبه الا و الذئب يحاول النيل مني .. فحاولت ان اخدعه بالدخول عبر القطيع و العودة الى الخيمة تاركا له قطيع الغنم ليفعل به ما يشاء !!
و اذا به يبرز امامي و كأنه يقول : ها انا ذا !!
و عندها تأكدت مخاوفي من أنه يريدني أنا !!
فلجأت الى الصراخ ، و الى رميه بالحصى الموجود حولي ، و ناديت زوجتي لتطلب المساعدة .. لكنها لم تسمع !! و هنا بدأ الذئب بالدوران حولي و وضع عينيه في عيني محاولا التأثير علي ، وإيجاد فرصة للانقضاض علي

المعركة الأولى
و بعد أن حقق غرضه و دوخني .. هجم علي من الجانب الأيمن ، و انقض على وجهي و قطع أنفي و جزءا من و جهي ، و عندما تراجع الى الخلف بدأ الدم ينزف بغزارة في وجهي !!
و كرر مرة اخرى فاتحا فمه و متجها إلي نفس الجانب من وجهي .. فقطع حاجبي ، و أشكر الله ان وجهي كان اكبر من فمه و إلا لقضى علي تماما !!
و حين تمكن من وجهي .. حاولت إمساكه من ظهره بقوة , و لما احس بذلك دفعني نحو الارض و ولى هاربا .. فظننت انه ذهب الى غير رجعة!!
و تحسست اصابتي .. فوجدت اني قد فقدت انفي و حاجبي , و لاحظت و جود حفرة مكان الانف و الحاجب الايمن .. و شاهدت الدم يسيل بغزارة من وجهي .. كما شاهدت انفي و بقايا حاجبي على الارض ، و لم استطع العثور على شيء أضعه على وجهي ، و بدأت قواي تضعف و انا ارى دمي يختلط بالتراب ..

المعركة الثانية


و في هذه الاثناء سمعت صوت الذئب ثانية و هو يتجه إلي ، وشاهدت الشرر في عينيه .. فاستجمعت قواي ، و رجوت الله ان يمنحني القوة لمقاومة هذا الذئب الشرس
ولم انتبه الا و هو يقفز في الهواء مبرزا انيابه يريد القضاء علي .. فوضعت يدي اليمنى حول عنقه ، وأمسكت باليسرى أذنه ، و وجدت في نفسي قوة كبيرة لمواجهة هذا الوحش !!
فطرحته أرضا و أنا لا أزال ممسكا برقبته و أذنه محاولا عرقلة حركة أطرافه برجلي الاثنتين .... و دارت بيني و بينه معركة حياة او موت ... تعرضت خلالها إلى ضربات ذيله التي تفوق الضرب بالسياط!!! و سمعت خلالها فحيحه المخيف إلى أن أحسست بصوته يضعف فعرفت أنها بداية نهايته ، و بدأت أنا اضغط بكل قوتي على وجهه الملاصق للأرض ، و بدأ صوت شخيره يعلن عن استسلامه ... لكني لم اتركه الا بعد أن تأكدت أني قتلته ، و بعد أن تأكدت مرة أخرى من قتله ... وقفت أتطلع حولي لأعرف أين أنا ، و ما لبثت أن من الإعياء و اعتقد ان معركتي مع الذئب استمرت ثلاث ساعات تقريبا.....

يد إنسان و رجله
و لم تستيقظ زوجتي الا على نباح الكلب لأحد الجيران ازداد نباحه بعد ان اشتم رائحة ذئب ....
و حين لم تجد قطيع الأغنام أحست بالخطر ... و بحثت عني حتى وجدتني ممدا على الأرض و الذئب بجانبي...
فقلت لها أن تطلب المساعدة من جاري ( صنت ) الذي جاء على عجل و نقلني بمساعدة الجيران إلى المستشفى ..... كما تعاون الجيران على نقل جثة الذئب الضخم الى المستشفى .....
بعد تشريحها تأكدو أنه غير مسعور  .
و وجدو داخله يد إنسان و رجله هذا يعني أنه قضى على إنسان قبل بدء معركتي معه .....
كما يعني هذا أنه كان يستهدف الآدميين قبل المواشي !!... و احب أن اشير الى ان قصص هجوم الذئب على الناس في منطقتنا قد انتهت بعد أن قتلت ذلك الذئب المفترس ....
و قد أمضيت أربعة أشهر في المستشفى حائل أعالج آثار الحادث ثم و بتوجيه من الأمير ( سلطان بن عبدالعزيز) وزير الدفاع و الطيران تم نقلي الى المستشفى العسكري في الرياض ، و هناك أجريت لي ثماني عمليات تجميل .... و بعد انتهاء العمليات - و هو في وضعية مخاطبة- أصبح حالي كما ترون أفضل من السابق .. لكني و للأسف فقدت أنفي لأنهم بعد صباح الحادث لم يحضروا أنفي و حاجبي من موقع المعركة !!
علما بأنهم وجدوهما لكنهم لم يهتموا بذلك ....
و كما ذكرت لكم سابقا منذ قتل ذلك الذئب لم تهاجم الذئاب الناس في منطقتنا .... لكنها لا تزال تهاجم خلفات الابل ..... و قد سمعت أن أحد الصيادين اصطاد 12 ذئبا خلال أسبوع واحد ........








----------------




....
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..