الصفحات

الاثنين، 3 أبريل 2017

كبيرًا بلا ثقل (ملهمة التوازن في العلاقات)

    كتب أحد رواة الأدب مدوَّنةً ذكر فيها أن أديبًا وشاعرًا وفيلسوفاً إنجليزيًا أيام السلطان والخليفة عبد الحميد الثاني _ يرحمه الله ويخلف على الأمة خيراً منه _ كتب  في أحد رواياته مانصه:

لو أن الله رزقني إبناً سأركز أن يكون البالون أكثر ألعابه؛ سأشتريه له بإستمرار، فلعبة البالون تعلمه الكثير من فنون الحياة؛ بهدوء واتزان ورزان
ماذا تعلمه!!:
تعلمه أن يصبح كبيرًا ولكن بلا ثقل و لا غرور، حتى يستطيع الإرتفاع نحو العلا بكل سرور
تعلمه أن فناء ما بين يديه قد يكون في لحظة خاطفة جدًا، وأن فقدانه يمكن أن يكون بلا مبرر أو سبب، لذا عليه أن لا يتشبث بالأمور الفانية، ولا يهتم بها
إلا على مقدار معلوم، وأهم شيء سيتعلمه أن لا يضغط كثيرًا على الأشياء التي يحبها، وأن لا يلتصق بها لدرجة يؤذيها ويكتم أنفاسها، لأنه سيتسبب في إنفجارها وربما يفقدها إلى الأبد، بل سوف يتعلم أن كمال الحب يكمن في إعطاء الحرية لمن نحبهم.
سيفهم أن المجاملة والمديح الكاذب وتعظيم الأشخاص للمصلحة يشبه النفخ الزائد في البالون،  وفي النهاية سينفجر في وجهه، وربما يؤذي نفسه بنفسه،
في النهاية سيدرك أن حياتنا مرتبطة بخيط رفيع جدًا كالبالونة المربوطة بخيط حريري لامع، ومع ذلك تراها ترقص في الهواء غير آبهة بقصر مدة حياتها أو ضعف ظروفها وامكاناتها.
نعم سأشتري له البالونات باستمرار و لسوف أحرص  على  الانتقاء له منها مختلف الألوان والأشكال، كي يحب الجميع ويتقبلهم بغض النظر عن أشكالهم وخلفياتهم.
والآن أعد شريط ذكرياتك على عجل وتذكر
كم بالونًا فقأت؟
وكم بالونًا خسرت أو كدت؟
وكم بالونًا شارف على أن يفلت من بين يديك؟
وكم  وكم. وكم؟
تزداد الحياة جمالاً وبهاءً باختلافنا وتنوعنا شكلاً وكمًا وكيفًا، ولولا هذا التنوع الهائل لمللناها بوقت قصير جدًا.
أعد حساباتك في علاقاتك وتنوعها، وأعد هندسة المحافظة عليها، فهو فن قلّ من يتقنه؟
أتذكر في هذا السياق الكلمة الخالدة للأديب الأنجليزي وليم جيمز عندما لخص أهم ما يحتاجه كل منا من الآخر بقوله:
(أكبر حاجة في الطبيعة الإنسانية هي الحاجة إلى التقدير).
وكذلك رائعة وملهمة شاعر النيل حافظ إبراهيم عندما قال:
ويَهُزُّني ذكْرُ المروءةِ والندى
بين الشمائلِ هزةَ المشتاقِ
فإِذا رُزقتَ خَليقةً محمودةً
فقد اصطفاكَ مقسِّمُ الأرزاقِ
{وقبل ذلك وبعده قول الحق تبارك وتعالى
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ‪ {‬
آل عمران: 159‪.‬
‏‪دمتم يا سادة بمودة ‬ ورحمة
وتراحم وتزاحم على أبواب
أكرم الأكرمين
وأرحم الراحمين
و أحكم الحاكمين
وصلّ اللهم وسلم وبارك على نبينا وقائدنا وحبيبنا سيد المرسلين والأولين والآخرين  والرحمة المهداة للعالمين ﷺ
والحمد لله رب العالمين

منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..