الصفحات

السبت، 6 مايو 2017

السعودية هدمت مشروع اوباما في الشرق الأوسط.

         المملكة العربية السعودية هي احد اهم الدول في العالم. تملك تاريخ اسلامي ودراية بالسياسة الخارجية وتقف على جزيرة العرب قلب الاسلام النابض والمكان الذي مشى فيه نبي الاسلام واصحابه وشع منه النور الذي ملأ الارض.
عندما تتحرك هذه الدولة تهتز الجبال و تضطرب رمال الصحاري وتتحرك الشهب في السماء.
بلد ثقيل ذو مجال رحب للحركة والمناورة في اقليم يعاني ساكنوه ما يعانون.
    فيما تستجيب بعض الدول لاوامر امريكا باتصال هاتفي فقط، قلقد واجهت السعودية خلال الستة سنوات الماضية مشروعا ممنهجا قاده الرئيس الامريكي باراك حسين اوباما وحلفائه من الليبراليين الجدد مشروعه يقوم حصرا على دعم ايران والتعاطف مع المليشيات وهدم الدول في الاقليم.
انتبه الرئيس الامريكي لدول الربيع العربي وقرر ان يكون بطلا داعما لهذه الشعوب للحصول على الحرية والديموقراطة. وكما يقول المفكر معمر القذافي الديموقراطية وتعني ديموكراسي او بمعنى آخر الديمومة على الكراسي.

قرر الرئيس الامريكي ان يبادر بدعم مباشر للتنظيمات الشيعية المتطرفة أينما وجدت.

جائت الفرصة للرئيس الامريكي ان يظهر تعاطفه المشبوه مع الحركات الشيعية المسلحة في البحرين. فبعد اسابيع من الحرق والهجوم على رجال الامن متزامنا مع الضغط الايراني الذي يبهج قلب الرئيس الامريكي على الحكومة البحرينية. قررت المملكة العربية السعودية عدم قبول هذا العبث باحد اهم الحلفاء الخليجيين وقامت بالتدخل بشكل مباشر في البحرين ضاربة بحديث الرئيس الامريكي ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون عرض الحائط.

في كتابها Hard choices قالت هيلاري كلينتون انها اتصلت بالامير سعود الفيصل عشية دخول القوات السعودية للبحرين وقالت ان الامير سعود لم يكن مستعدا لقبول اي حديث بل كان unapologetic اي غير مستعد للاعتذار وقال لن نتنازل ابدا عن امن البحرين ولن نسمح لايران بالعبث فيها ابدا.
يقول احد المحللين الامريكيين ان هذه اول صفعة تلقاها اوباما من السعوديين وكانت سببا كبيرا في انزعاجه من الجرأة السعودية لتفريغ مشروعه بدعم المليشيات من محتواه.

قرر الرئيس الامريكي ان يسير في خطته بكسر الاحتكار الناعم الذي تمتلكه السعودية على مصير كثير من القضايا في الاقليم. يتحدث احد المفكرين المصريين عن الوزن النسبي للدول قائلا: العالم يتعامل مع الدول حسب وزنها النسبي او بمعنى أصح، لو كانت القوة والقدرة في اقليم ما تمثل 100%، كم تملك كل دولة في ذلك الاقليم من هذه النسبة. أترك الجواب للقارئ الكريم.

حدثت ثورة ثلاثين يونيو بمصر والتي رافقها انقلاب عسكري مقبول شعبيا في ذلك الوقت. قرر الرئيس الامريكي وحلفائه الليبراليين تحطيم مصر بشكل كامل. دون الدخول في التفاصيل حتى لا يتفرع النقاش ويتحول عن مصر، قالت السعودية.. لا بملئ فيها وتحركت الدبلوماسية السعودية العريقة والتي تعرف جيدا كيف تتعامل مع الغرب لتقول بصوت مسموع: اي قطع للمساعدات عن مصر ستعوضه المملكة. وطار الامير سعود الفيصل الى باريس ليقول للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ان علاقات المملكة العربية السعودية الاقتصادية والعسكرية بل والسياسية ستدور حول نقطة واحدة فقط: اعطاء مصر فرصة لتطبيق خارطة الطريق، خرج الرئيس الفرنسي بعدها بدقائق ليخبر العالم ان فرنسا مع اعطاء مصر فرصة لتطبيق خارطة الطريق. وبهذا خرقت السعودية الاجماع الغربي الذي قاده اوباما ضد مصر وافسدت السعودية جلسة الاتحاد الاوروبي التي كانت ستعقد في اليوم التالي لفرض عقوبات على مصر. خرجت مصر من قفص كبير كاد اوباما وحلفاؤه ان يضعوها فيه. لقد أنجز سعود الفيصل في ذلك الوقت ما فشل فيه وزير الخارجية المصري آنذاك مصطفى حجازي.

جاء الاتفاق النووي مفاجئا لكثير من دول الخليج (عدى تلك التي كانت جزءا منه بالسر) واعتقد الرئيس الامريكي بانه عبقري ذكي قادر على استخدم نفوذه ليحصل على نصر يسجل في تاريخه، إنها لحظة تاريخيه ستجعله يدخل التاريخ كصانع للسلام، كشخص كسر جمود الاقليم وغير البوصلة الدولية باتجاه ايران حيث قال في مقابلته الشهيرة على CNN يجب على دول الخليج ان تتعود على التعايش مع ايران.

كانت هذه ليست الخطوة الاولى التي دفعت السعودية للوقوف بشكل كامل امام مشروع اوباما وتفريغه من مضمونه. فالسعودية قبل الاتفاق النووي قد تحدثت للرئيس الامريكي بشكل غاضب لا يقبل اللبس.

التاريخ: 28-3-2014

الرئيس الامريكي باراك حسين اوباما يحط في الرياض لمقابلة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله. تفاجأ الرئيس الامريكي في هذه الزيارة ان الوفد الذي استقبله كان صغيرا جدا وكان على رأسه الامير خالد بن بندر أمير الرياض آنذاك. يحسب لأوباما انه كان مرنا جدا فقد تعرض منذ ذلك الحين الى اهمال سعودي وقلة اهتمام واستقبال محدود بل ابعاد الكاميرات عن وجهه عندما يتحدث للتلفزيون السعودي وتركيزها على الثريات او اعمدة الرخام في قاعة الاجتماعات.

كانت لهذه الزيارة أثرا بالغا لدى الجانبين السعودي والامريكي. فقد ذهب الرئيس الامريكي للقاء الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله والذي كان في ذلك الوقت يقضي فترة الربيع في روضة خريم في الصحراء. انتقل الوفد الامريكي للصحرآء ليقابلوا الملك وحدث التالي - كما قال تركي الفيصل في مقاله بعنوان: لا يا سيد اوباما:
تحدث الرئيس الامريكي للملك عبدالله عن نجاحه في الحفاظ على امن المنطقة بالاتفاق الكيميائي الذي وقعه مع الروس والسوريين والذي جعل من عملية عسكرية ضد نظام الاسد امر غير ضروري. صحيح ان الاسد اخترق الخط الاحمر الذي رسمه اوباما لكنه دفع ثمنا باهضا من وجهة النظر الامريكية الا وهي سحب السلاح الكيميائي من بين يديه واضعاف قواته المسلحة. قاطع الملك عبدالله الرئيس الامريكي قائلا بغضب وهو يضرب بيده على الطاولة: لا خطوط حمراء أخرى منك يا فخامة الرئيس.

كانت هذه اللحظة وما تلاها من كلام غاضب من الجانب السعودي لحظة تغير في طريقة تفكير الامريكان والسعوديين تجاه بعضهم البعض. علم الرئيس الامريكي انه لم يعد ممكنا بيع الكلام للسعوديين وعلم السعوديين ان هذا رئيس لا يمكن الاستثمار فيه فهو عاجز عن الوفاء بالتزاماته لحلفائه. أتذكر صورة التقطتها صحفية امريكية للرئيس الامريكي و مستشارته سوزان رايس بعد دقائق من انتهاء اللقاء مع الملك عبدالله. كانت وجوههم شاحبة ومنزعجة جدا. للاسف بحثت عن الصورة في الانترنت ولم اجدها. في تلك الليلة ارسل لي احد الزملاء الصورة وسألني: ماذا تظن سمعوا من الملك عبدالله؟ قلت له لا اعلم لكن بدون شك لم يكن شيئا يعجبهم!
بعد هذا اللقاء عاد اوباما ليرسم نظريته للشرق الاوسط: على الخليجيين ان يتعودوا على ايران منفتحة على العالم. نسي الرئيس الامريكي اوباما انه يتعامل مع احد اهم البلدان في العالم، ومما لا شك فيه ان امريكا دولة عظمى وان السعودية اهم حلفائها والعلاقة بيننا مشتركة ومهمة للطرفين ولا يفكر الطرفان اصلا في انهائها او تقليل قوة روابطها ولكن كما قال الامير بندر على لسان الملك فهد رحمه الله: نحن حلفائكم وانت حلفائنا، نحن اصدقاء، لكن هناك شيء اسمه سيادة ولن نرضى ان يمس السيادة حتى اعز اصدقائنا.
من هذا المنطلق عمدت السعودية رأسا الى تفريغ كل الجهود الامريكية من مضمونها ولعبت ايران دورا مهما في تدمير الشبكة الرائعة التي بناها لها اوباما بسوء تقديرها لجيرانها العرب محترفي العمل السياسي.
حدث بعد هذا اللقاء فورا عدة اخبار حادة جعلت من الدعم الامريكي الخفي لايران امرا لا يمكنه الاستمرار.
تحدث الرئيس اليمني الذي قامت ضده عدة انقلابات من مليشيات يطرب الرئيس الامريكي لتحركاتها واكتشف العالم ان وزير خارجيته جون كيري قابلها بشكل مباشر في احد الدول الخليجية. قال الرئيس عبد ربه منصور هادي في لقاء مع احد القنوات: لما دخلت الحدود وجدت العمانيين خايفين قلت ايش الموضوع قالوا السعودية قصفت اليمن! استغربت جدا لان الرئيس الامريكي قال لي الصباح لن يتدخل احد في اليمن!
هاجمت السعودية بضراوة كل الصواريخ التي كانت بحوزة المليشيات الايرانية في اليمن، سحقت قواتها الجوية والآلة العسكرية للجيش المتحالف معها. قامت بتأمين حدودها الجنوبية بعملية استباقية ضخمة. انهدم المشروع الايراني لتهديد جنوب المملكة وانهدم معه طموح اوباما بالضغط على السعودية.. تستمر عاصفة الحزم اليوم لاعادة الشرعية لليمن بعد ان ازيل الخطر على الحدود الجنوبية للسعودية بنسبة كبيرة.
في آخر زيارة له للمملكة، كانت السعودية قد عملت على حصار ايران في جامعة الدول العربية، حصار ايران في منظمة المؤتمر الاسلامي، قطع العلاقات معها من كثير من الدول المؤثرة واقامة الحرب على مشروعها المليشاوي وتفريغ خزينتها الاقتصادية بتخفيض سعر البترول.
كتبت الواشنطن بوست مقالا عن هيئة التحرير عنوانه: الرئيس اوباما يزور البلد الذي حاصر حليفته الجديدة وافرغ جهوده لاعادتها للمجتمع الدولي من مضمونها.
خرج اوباما من الرئاسة واصبح الاتفاق النووي ودعم المليشيات لعنة تطارد الايرانيين وكما قال احد المفكرين الامريكيين: أوباما دخل مع ايران الى نفق ليعقدوا صفقة، خرج اوباما من النفق واغلق على الايرانيين.

يتحدث القوميون العرب اليوم والذين يقفون بحماس في المعسكر الايراني بقلبهم وروحهم ويتحدثون عن العروبة بكلام لا يتجاوز تراقيهم عن فشل السعودية الاستراتيجي. ينسى هؤلاء ان وجودهم في دولة بدل ان يكونوا في حرب اهلية هو حصرا بسبب المملكة العربية السعودية ووقوفها مع بلدانهم. أقول لهم.. السعودية سوف تؤدب إيران وغيرها بشكل قلما يتكرر في التاريخ الحديث . وسيذكر التاريخ ان شاء الله ان ابناء الصحراء سحقوا كل المخططات الايرانية كما ابتلعت رمال الربع الخالي مخططات كل العابثين الذين حاولوا تصدير ثوراتهم النرجسية لهذا البلد المقدس. وليفرح السعوديون ويرفعوا رؤوسهم بين الامم فبلدهم اغلقت الهاتف في وجه الرئيس الروسي السابق ديميتري ميدفيديف وافرغت مشروع اوباما من مضمونه فيما يرتعش غيرهم من مجرد قراءة مثل هذه الاخبار في الصحف.
عاش هذا الوطن المقدس وابناؤه الاوفياء.

‏Alucard بواسطة
منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..