الصفحات

السبت، 3 يونيو 2017

ما هو دور شركات البذور والزراعة الامريكية في تدمير العراق؟ شركة مونسانتو نموذجا

 نشرت بواسطة:Resan 22 يونيو، 2016
عباس خفيف
فيما يتعلق بالسياسة الزراعية في العراق ..( البذور) تحديداً بذور القمح:
قبل عام 2003 كان لدى العراق نظام بذور مركزي. ولقد قام العراق بتطوير انواع متعددة من كل
انواع القمح المعروفة اليوم. فلقد قام الفلاحون العراقيون بذلك عن طريق حفظ بذور القمح ومشاركتها مع الآخرين واعادة زراعتها مرات متتالية. وتم تدمير هذا النظام بعد عام 2003. وفي اثناء الفترة االتي قبع فيها العراق تحت سياسة العقوبات الدولية والنهب في فترات سابقة، جرت عمليات تدمير ضخمة وافساد منظم لمراكز البحوث العلمية والتطويرالعراقية الخاصة بالبذور ونتائجها. ولابد من ذكر ان العراق كان لديه بنك خاص ببذور القمح، يحتوي على انواع من البذور بعضها يعود بتاريخه الى آلاف السنين، وهذا بحد ذاته نموذج فريد عالمياً، فهو يعود الى الازمان الاولى لسكنى الانسان ونظم الزراعة لديه. لقد انتهى كل هذا الآن.
وفي دراسة حديثة عام 2005 من أجل معرفة الامكانيات المتوفرة اليوم لدى العراق فيما يتعلق بامكانية الزراعة ببذور قمح قادرة على انتاج بذور لادامة استمرار زراعة الحبوب وادامة مثل هذا الانتاج الحيوي، وجد ان هذه الامكانية توفر فقط 5% من البذور التي يحتاجها العراق لمثل هذه الادامة.
وحين جاء بريمر ليحكم العراق بخطة الـ (100 أمرتنفيذي) وسياسة تركيع العراق وتدميره، كان من بين الأوامر التنفيذية تلك التي اصدرها بريمر، أنه لايحق لأية حكومة عراقية منتخبة او غيرها ان تعدل او تغير في نظام البذور الذي وضع بعد الغزو عام 2003. تلك هي الديمقراطية التي جاءت بها امريكا.
على اية حال، فأن ذلك حصل وفق ( قرار رقم 81) الصادر من ادارة بريمر وكان له الدور الفاعل في تدمير زراعة القمح في العراق. ولقد صدر هذا القرار متخذاً اسماً قانونياً مخادعاً هو (براءة الاختراعات والتصميم الصناعي وسريّة المعلومات والدوائر المتكاملة وتنوع المحاصيل)، والذي ترجم عملياً ايضاً الى ( قرار حماية الانواع الجديدة من النباتات).
من ضمن ما ينص عليه القرار81: يحظر على المزارع العراقي حفظ البذور، ومشاركتها مع غيره ولا إعادة زراعتها، وهو الامر الذي يرغم المزارعين على الاعتماد على الشركات الاجنبية لمدهم بالبذور المعدلة وراثياً كل عام لزراعتها، لأن هذه البذور المعدلة لاتنتج بذوراً يمكن زراعتها مرة اخرى. لقد حدد هذا القرار مستقبل الزراعة العراقية ورهنها بقرارات الشركات الاحتكارية، مثل مونسانتو وسنجينتا ودو كيميكال وكارجل وغيرها من شركات المنتجات الزراعية الامريكية العملاقة التي تسعى لفرض سيطرتها على انتاج الغذاء في العالم من خلال البذور والنباتات المعدلة وراثياً. وافقد هذا القرار العراق امانية توفير امن غذائي لمستقبله.وألزم المزارعين العراقيين بان يدفعوا مبالغ كبيرة للشركات المتعددة الجنسيات، مثا مونسانتو للحصول على البذور لزراعتها، حيث سيعتبر استخدامهم لبذورهم العراقية أمراً مخالفاً للقرار، وعليهم دفع رسوم حقوق الملكية الفكرية لمونسانتو أو سيجينتا مقابل البذور المعدلة وراثياً بهدف حماية حقوق الملكية لهذه الشركات.
وامعاناً في تدمير العراق، ذهبت امريكا الى ابعد من ذلك؛ فقد حولت العراق إلى معمل تجارب للقمح المعدل وراثيا وطبعا لن يفرق الخطر القادم بين "سني وشيعي" وغيره من الطوائف فالكل في المصيبة سواء. وهذه الشركات أيضا بحاجة إلى أرض.. أو معمل تجارب إذا أحببت تسميتها لتجرب عليها وعلى شعبها ألعابها الجديدة. فتم تعيين الرئيس التنفيذي السابق لشركة كارجل دانييل آرمستوتز كمستشار زراعي في العراق في 2003 وهو ايضا موظف سابق في إدارة الأغذية الأمريكية.
ووفقاً لهذه السياسة وبهذه الادارة القذرة، أعطوا المزارعين العراقيين ستة أنواع فقط من القمح.. ثلاثة منها مخصصة لعمل المعكرونة.. والعراقيون عادة لا يأكلون المعكرونة ولا هو من اغذيتهم المفضلة. فتخيل أن أمة تموت من الجوع يتم منحها محاصيل نصفها لايهم حياة العراقيين، لكن هذه الشركات رأت في العراقيين مجرد فئران تجارب في هذه المعادلة..
وعلى الرغم من نقص الغذاء في العراق بشكل هائل وإعلان الإنذار، فإن النظام الغذائي المعمول به منذ 1990 مستمر.. والفضل في هذا الإنجاز اللإنساني يعود للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي. هذا يعني إرغام الأمم على الموت جوعا حتى يكون مصيرهم في أيدي الشركات التي تتاجر بهم .
هذه هي أمريكا التي يعبدها الشباب والتيارات التي تسمي نفسها ليبرالية ومدنية وديمقراطية
هكذا نشرت أمريكا الحب والسلام في العراق


المصدر

اضافة :


مواضيع مشابهة - أو -ذات صلة :

محاكمة شركة مونسانتو بتهمة ارتكاب جريمة ضد كوكب الأرض

سلاحها البذور : مونسانتو.. شركة تنتج الموت

شركة "مونسانتو" الأمريكية أمام المحكمة الجنائية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية

مونسانتو متواطئة في جرائم الحرب الإسرائيليّة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..