الصفحات

الاثنين، 3 يوليو 2017

التركة القطرية الثقيلة

         على رغم غيابه القسري عن المشهد منذ سنوات، وهو الباحث عن الأضواء، إلا أن صورة وزير الخارجية القطري الأسبق الشيخ حمد بن جاسم حاضرة بقوة ضاغطة في الأزمة الخليجية مع دولة قطر، لذلك حاول
الظهور في قناة «الجزيرة» مع بداية الأزمة، وأعلنت القناة مقابلة معه، لكن لم يسمح ببثها أو إكمالها لسبب لم يعلن، والأقرب أن السلطة القطرية تعلم أن ظهوره في تلك اللحظة سيصب الزيت على النار، بخاصة أنه حامل لواء شعلتها.
وأعتقد أن محاولته للظهور أخيراً، في قناة «الجزيرة» هي للدفاع عن مشروعه، وهو أيضاً مشروع الأمير الأب، لكن وزير الخارجية كان المهيمن الفعلي على السياسة القطرية منذ اتخاذها الاتجاه المعاكس للسياسات الخليجية، بل والحرص على التضاد معها على طريقة «خالف تعرف».
والمشروع القطري السياسي في العالم العربي منذ انطلاق قناة «الجزيرة» كلسان حال له، فيه من شخصية الشيخ حمد بن جاسم، فالشخصية تعاني من تضخم الذات، وسمات ذلك واضحة في حضوره السابق حين كان ممسكاً بالإدارة السياسية في قطر، وقد ألقت هذه العقدة وتراكماتها بظلها على السياسة القطرية لتنتج سنوات من القلق والتوجس الخليجيَين، وصولاً إلى هذه الحال المؤسفة من التأزيم ليصل إلى حد قطيعة قطر مع أشقائها.
إن ما يجب على الإخوة ممن يديرون السياسة في قطر معرفته أن مشروع حمد بن جاسم فشل بكل أذرعه الظاهرة والباطنة، وأن أدواته من تنظيم «الإخوان المسلمين» إلى غيره من التنظيمات بمسمياتها المختلفة والمتغيرة، هي الأخرى فشلت، وأن هذا الطريق وصل إلى حافة الهاوية، لذا فإن أي استمرار في «استثمار» هذه السياسة أو التركة يزيد من الخسائر المتحققة أصلاً، والقراءة الصحيحة المنتظرة هي في التخلص من هذا الإرث، والقطيعة معه، ونسبه إلى صاحبه.

عبد العزيز احمد السويد
Posted: 01 Jul 2017 08:08 PM PDT

....
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..