الصفحات

الخميس، 6 يوليو 2017

النُكات على المحششين.. بوابة لترويج المخدرات

   طالب مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض، امتناع عامة الناس عن تداول النُكات التي تتردد عن مدمني الحشيش والمخدرات، باعتبار أن تداولها يسهم بشكلٍ كبيرٍ جداً في خداع المجتمع عن مدى خطرها وأثرها السيئ. ويرجع السبب الرئيسي لمطالبة المجمع لعامة الناس بعدم التفاعل مع النُكات على المحششين وتداولها كونها مدعاة قوية لتعزيز مفاهيم خاطئة عن المدمنين للمخدرات عموماً والمحششين خصوصاً، بأن متعاطي المخدرات والمحششين يعيشون حياة سعيدة، تخلو من المشاكل والهموم واليأس والبؤس، بالرغم من أن الواقع الحقيقي والعملي لمدمني المخدرات والحشيش على العكس من ذلك تماماً، وكما كشفت عن ذلك تغريدة للمجمع عبر موقع تويتر، بأن المجمع طيلة السنوات الماضية استقبل الآلاف من مدمني الحشيش، الذين كانوا يعانون من الاكتئاب والبؤس والضياع، مما تسبب في إلحاق المصائب والأضرار بأسرهم، مطالباً في هذا الخصوص، بعدم المساهمة في الترويج لهذه النكت الخداعة.
هذا الإحساس والشعور الخاطئ الذي تروج إليه النكات الخداعة عن المحششين، بأنهم سعداء وأصحاب مواقف طريفة وظريفة، لربما تَدفع بالعديد من الشباب والشابات إلى التفكير في تعاطي الحشيش والمخدرات، باعتبارها تنتزع المحشش والمدمن من جو الكآبة والبؤس والحزن، إلى جو التفاؤل والفرح والسرور والغبطة، وهذا هو الشعور الخاطئ عن الإدمان والمدمنين الذي نبهت إليه تغريدة مجمع الأمل، باعتبار أن ذلك قد يضيف المزيد من أعداد الشباب والشابات المدمنين سواء للحشيش أو المخدرات في بلادنا. كما أن مثل هذا النوع من النكات الترويجية للمحششين والمحششات بظرافة وخفة دمهم وظلهم، لربما تشجع مروجي الحشيش والمخدرات على التمادي في الترويج لهذه الآفات الضارة بعقل الإنسان وصحته وبدنه، والمهددة لحياته وشبابه والقضاء عليه في وقت قصير من عمر الزمن.
ولعل المقلق في الأمر كذلك أن هذه النُكات السخيفة على المحششين، لربما تتسبب في القضاء على الجهود الحكومية وجهود المجتمع المدني الرامية إلى مكافحة آفة المخدرات والحشيش وغيرها من المواد المخدرة، بل أنها قد تسهم بفاعلية وللأسف الشديد حتى في التقليل من نتائج الجهود الأمنية التي يبذلها القائمون على حماية حدودنا ومنافذنا البرية والبحرية والجوية للحد من دخول المخدرات إلى بلادنا بأنواعها المختلفة.
وبغية تفادي الآثار السلبية المترتبة عن النُكات على المحششين، فالأمر يتطلب عدم التفاعل معها وتجاهلها وعدم إعادة نشرها، وذلك لسببين رئيسيين، الأول احتراماً لشعور الذين كانوا يتعاطون هذه الآفة الخبيثة وقدر الله لهم وأن تعافوا منها، والثاني لقطع دابر الطريق على المروجين لها وحماية بلادنا وفكر شبابنا وعقولهم ممن يحاولون العبث بها.


طلعت زكي حافظ
  الخميس 12 شوال 1438هـ - 6 يوليو 2017م - 15 برج السرطان

خارج الأقواس



المصدر
....
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..