الصفحات

الثلاثاء، 5 سبتمبر 2017

علي القري رحمه الله /سيرة ذاتية

 هو الشاعر علي بن ابراهيم بن عيد القري
‏ولد في
عنيزة وتنقل طلبا للرزق فعمل في جيزان ثم مكة واستقر في جدة وتوفي فيها بشهر شعبان للعام 1415 للهجرة الشريفة، رحمه الله تعالى
‏يمتاز شعره بالبساطة واللطافة مع قوة العبارات والوصف، وهذه الموهبة تندر لدى شعراء النبط، فقصيده بعيد كل البعد عن التكلف واتخاذ الكلمات المعقدة الصعبة، فحين تقرأ ابيات شعره، تستمتع بها، وكأنه يخاطبك مباشرة، كراوي يروي قصة جميلة، يداعب الوجدان
في هذا المقال البسيط، سأنقل بعض ماكتبه علي رحمه الله قارنا ماكتبه بالأحداث
وأبدأ بأبيات شعر ارسلها لأحدهم حينما كان في جازان طالباً للرزق، حيث ان هذا الشخص كان يقوم بإرسال بعض المال اليه، ولعله تأخر عن ارسالها، وكعادة القوم في ذاك الزمن، حيث لاتوجد وسيلة اتصال سوى المكاتيب، ارسل علي هذه لصديقه تختصر كل مايريد مع شيء من الدعابة
‬⁩
‏قال رحمه الله
‏”يابوفهد حول لنا كروة البيت
‏بالبنك ولا عن طريق السبيعي
‏ابيه قبل لا يدخل الما على الزيت
‏ولا الثقة بك من شيٍ طبيعي”
ولعلي مكتوب اخر قام بإرساله لأحدهم طلبا لأمر ما، وكعادة المكاتيب تبدأ بديباجة السلام والسؤال عن الأحوال ثم الشروع بالطلب، وبدلا من كتابة الديباجة المعتادة، قال رحمه الله بيت شعر واحد اختصرت الديباجة الطويلة المملة
قال
‏⁦‬⁩”حضرة جناب العم الامجد سليمان
‏                         اللي يكيل لكل رجلٍ بصاعه”
وله قصة طريفة مع ضيوفه حين زاروه في جده قادمين من عنيزة، وسأضطر هنا لكتابة بعض الحوار الذي دار بينه وبين ضيوفه باللهجة العامية مناسبةً للموقف، ولحضور الطرفة التي قد لاتصل لذهن القارئ الكريم حين تسرد هذه القصة بالعربية الفصحى، فاعذروني
‏كان علي يسكن في شقة صغيرة في جدة، واتوه ضيوفه من عنيزة بلا ميعاد، لم يرهم منذ مده كحال الناس في تلك الايام، فرحب بهم وهلا. ‏⁧‬⁩
وهم في مجلسهم،وحين طاب الحديث عن ذكريات الاصدقاء قال لهم علي رحمه الله
اليوم عشا بيتنا، ولا هو بحقكم، لكن الغدا باتسر نبي نجمع الجيران ومن يعز علينا ولا حنا متكلفين غدا محفوف.
‬⁩
‏قالوا والله ياعلي حنا جيناك الليلة وماشين الصبح ولاونبي الكلايف، لكن كان تودينا لمطعم نوسع صدورنا ونشوف جدة ونغير الجو
وكان هناك فندق قريب لمكان اقامته اسمه فندق الواحة، قال علي مايخالف نبي نروح نتعشى بفندق الواحة وفاتحين لهم مطعم بعلو الفندق ونبي نستانس
وذهب الاصدقاء ودخلوا المطعم ‬. وبدأوا بالطلبات من مقبلات الى شرايح الى ستيك ومشاوي حتى امتلأت الطاولة بكافة الماكولات والمشروبات
وحينما طاب المقام وانشرحت الأنفس بكل مالذ وطاب من طعام ومن حديث مسلي، طلب علي الفاتورة، وكالعادة تناوشها الاصدقاء، فمنعها علي، ثم فتحها، ووجد رقما صعباً ينشف له الريق. لعله دفع مبلغ الفاتورة، ووادع اصدقاءه، ثم قال هذه الأبيات
‏⁧‏ياناس ملينا الحكم والنصايح
‏خلوا نجرب هالطرايف والانكات
‏لي قصة فيها وفيها لمايح
‏مما جرى هاك السنة للعقيلات
‏⁧‫‬⁩‏يوم الرجاجيل لبعضهم منايح
‏بشرع الوفا كل عليه التزامات
‏وانا من اللي ينطحون التوايح
‏وانا ولد راع الطروق المخلات
‏عرفت لي من كاسبين المدايح
‏ربع لهم حق كبر ضلع ابانات
‏قالوا بلا دوشات ولا ذبايح
‏غديك تودينا حدا هالاوتيلات
‬⁩‏قلت ايه قوه امشوا لاوتيل السمايح
‏اويس هذا هو على بعد خطوات
‏من يوم ماعطت بالخشوم الروايح
‏ومن يوم مانجلس بدوا بالطلبات
‏لحم ستيك وبافتيك وشرايح
‏وشي من اللي ياكلون الخواجات
‏وانا من الفرحه بهم تقل دايح
‏انادي القرسون واقول رح هات
الين صارت مايدتنا سفايح
من اللحم والفاكهة والفكاهات
وبعدين جا راعي الحساب يتمايح
بفاتورة حطه على جمب بسكات
من يوم ناظرته ولا به فضايح !
تبي تخلي راس مالي دمومات !
وقامت تقل عندي تدور اللوايح
وانسد بلعومي وهرجي مثاثاة
‏قلت استحوا ياناس هذي جوايح
‏هذا حساب او حنشله او ردا ذات؟
‏وانتم بذا يالله على القوم طايح
‏او عمكم عجلٍ على الطابق السات؟
‬⁩‏وتجمعت هاك الوجيه الكلايح
‏وزعلوا ودربونا على السوق دربات
‏ويوم انفغى راسي بكثر الصوايح
‏عرفت وش كون لهم هالعمارات
واذا تطرقنا للغزل، فالغزل بالمرأة الجميلة قد اخذ نصيب الأسد عند معظم الشعراء بفصيحهم ونبطيهم، وقد تطرق علي رحمه الله في الغزل، مع المفارقه انه تغزل بمحبوبته ومسقط رأسه مدينة عنيزة، ولا يلام في حبها، وهي مرتع صباه، ولشوقه وحنينه لمحبوبته، وبسبب البعد عنها لطلب الرزق، تمثل علي رحمه الله بهذه الأبيات الجميلة والتي رأيتها من اجمل ماقيل في هذا المجال
قال علي رحمه الله
على عنيزه صابني تقل وسواس
ماغير اهذري به والا بيدي حيله
دارٍ لها بقلوبنا مثل الاجراس
دقت مع ارقي النّفٓس وتحويله
دار نحبه حب بريام واحساس
وحب الوطن يرجح بحب القبيله
دار بنت مجده بساس على ساس
بجهود اهلها كل جيل بجيله
لما غدت بالمنطقه تقل نبراس
كل يدور له عليها وسيله
والحمد للي بلغن مسقط الراس
وانا على حال من الله جميله
من عقب تك الخلق من قل الاوناس
اليوم كني بالف ليله وليله
مليت صدري من هوى غر الاطعاس
ركزت بالطبق الخيال استخيله
استلحظه عما حوت هاك الارماس
يالله عساهم بالظلال الظليله
والاه عند اذني تقل يضرس اضراس
لولاي اعرفه قلت ماهو حليله
همن بدى يضرب بالاخماس الاسداس
مدري وش اللي جاه واطلع حصيله
اصغيت اباستفهم كلامه ولاباس
كل على معناه ينضح صميله
دنيا مقاسه زاد عن كل مقياس
تخفي كثير امره وتبدي قليله
يادار ياللي بالرجا تقهر الياس
وحبالها في كل شي طويله
مايبس ريقه يوم الارياق يباس
وهذي تعد من المزايا الاصيله
زمت على صدره ظليلات الاغراس
تفرهدن على قود سلسبيله
عد رسين طول الايام رجاس
يعيض عن شط الفرات وقبيله
فيحاء منول باسها يكسر الباس
يوم الحياة بنجد قوه وعيله
واليوم ساد الشرع وارتاحوا الناس
في ظل دولة ناشرين الفضيله
وصلاة مذري بالمخاليق الانفاس
على الذي دعى الانام لسبيله
هذا غيض من فيض علي رحمه الله تعالى، أحببت ان أنقله لك ايها القارئ، ولعلي أصبت بما نقلت، فان كنت اصبت فأحمد الله، وان كنت اخطأت فاجتهاد ابن آدم…


نقلا عن مدونة الأخ الأستاذ :
محمد الشبيلي
....
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..