الصفحات

الاثنين، 16 أكتوبر 2017

الديموقراطية بين الشليمي والجلاوي

     للأسف الشديد لا يوجد لدينا في المكتبة الكويتية كتب تتناول سير الساسة أو مآثرهم، وأغلب ما ذكر عن الساسة في الكويت مجرد مقتطفات وقصاصات ولقاءات عابرة متباعدة، وانحصرت اغلب تلك الكتابات «التأريخية» في مجموعة معدودة من الساسة ممن كان لهم بروز إعلامي لأسباب سياسية حرجة، بينما لا يوجد لأغلب الساسة، وأعني أعضاء مجلس الأمة السابقين ممن كانت لهم أدوار مفصلية، آثار مكتوبة في تناول سيرهم بما يليق بهم شخصيا، أو الأدوار التي قاموا بها سياسيا.
****
للإعلام والكتاب والمهتمين بالشأن السياسي دور في تغييب أو إهمال بقصد أو بغير قصد في تناول أو «تأريخ» سير كثير من الساسة (أعضاء مجلس الأمة السابقين)، وبعضهم، رغم أن لهم أدوارا لا تنكر سواء في حماية المكتسبات الشعبية أو خدمة البلد ككل أو مشاركاتهم الحاسمة في قضايا مصيرية، ما كتب عنهم أو أثرهم الإعلامي اليوم ليس بحجم ما أعطوا أو ما قدموا خلال مسيرتهم، ومنهم أذكر على سبيل المثال النائب السابق الراحل هاضل الجلاوي الذي أعتقد أنه أحد النواب الوطنيين الذين لم ينصفهم الإعلام على قدر وحجم الدور الكبير الذي قدموه، فالمرحوم الجلاوي نال شرف تمثيل الأمة في ١٩٨١ و١٩٨٥ وأحد أهم من شاركوا في دواوين الاثنين وكذلك أحد أهم أعمدة الوقوف في وجه تنقيح الدستور.
ومع أثر الرجل ومسيرته السياسية التي امتدت لخمس سنوات نيابية ومثلها في التعاطي السياسي وإضعافها في العمل الاجتماعي، لم ينل ما يستحق بقدر حجم أدائه.
****
وممن يأتي على الذاكرة، كوني جهراويا، من الذين أعتقد أن «الإعلام السياسي» لم ينصفهم النائب السابق الراحل مطلق الشليمي الذي تعرفه منطقة القصر جيدا، وكان الصوت الفاصل والأعلى في رفض تنقيح الدستور بالجلسة الشهيرة وحوار شهير جدا بين الشليمي ورئيس مجلس الأمة آنذاك، ويومها لم يكتف الشليمي بالظهور في الجلسة وإلقاء صوته الرافض للتنقيح بل عقد قبلها في مدرسة المقداد بن الأسود ندوة جماهيرية لناخبي المنطقة ليعرفهم بمساوئ تنقيح الدستور.
المرحوم الشليمي نعرفه كجهرواية أكثر من غيرنا، ونعرف آثاره المتعددة في المنطقة وربما أبسطها وأقربها تغيير اسم نادي الشهداء الى نادي الجهراء.
****
الجلاوي والشليمي حالاتان لسياسيين كويتيين كانت لهما أدوار ومواقف وطنية مشهودة وأثرا في المسيرة الديموقراطية ككل، وهناك غيرهما عدد آخر من الساسة من نوابنا السابقين ممن ظلم مسيرتهم السياسية «الإعلام» بقصد أو بغير قصد.
****
توضيح الواضح: الوطنية ليست تعريفا مقصورا على تيار سياسي معين أو فئة من النخبة السياسية، وهذه مشكلتنا في استخدام التعريفات.

Writers Image

-

.... مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..