الصفحات

السبت، 25 نوفمبر 2017

من طوام سيد قطب 1- الطعن فى موسي عليه السلام

        أعترف بأنى لا أحب السياسة، ولا أدعى أنى أفهم فيها، وعندما أتبنى موقفاً ما تجاه شخص أو جماعة، فموطن النزاع عندى لا يمكن أن يكون فى السياسة، وإنما يكون فى المعتقد الدينى، ومن هذا المنطلق فإنى لم ولن أكون أبداً على وفاق مع سيد قطب ولا كل من يأخذ العلم عنه ممن يسمون بـ "القطبيين" سواء من جماعة الإخوان المسلمين أو من خارجها، وذلك لما للرجل من طوام وأخطاء عقدية توارثها عنه البعض بلا فهم أو وعى، فكان لذلك أسوأ الأثر فى تربية تيار تبنى فكره دون أن يعى طبيعة هذا الفكر، حتى كاد البعض أن يُكَفِّر من يتحدث فى فكر سيد قطب أو حتى يفكر فى انتقاده. ولأن هناك من وجَّه إليَّ اللوم على هذا الموقف ممن لم يكلفوا أنفسهم عناء قراءة كتب سيد قطب أوالتعرف على حقيقة فكره المنحرف دون تجميل ممن يروجون له.. فإنى أعرض لما قرأته من فكر سيد قطب من واقع ما كتبه بيده.
سيد قطب والطعن فى موسي عليه السلام
أثارت كلمات سيد قطب بحق نبى الله موسي عليه السلام حفيظة علماء أهل السنة نظرا لسوء أسلوبه فى الحديث عنه، ورميه بما لا يليق من الألفاظ، ومن بين ما قال سيد قطب بحق كليم الله (والنقل من كتابه "التصوير الفنى فى القرآن" الطبعة السادسة عشرة - دار الشروق عام 2002):
  •   " لنأخذ موسى إنه مثال للزعيم المندفع العصبي المزاج". (صفحة 200)
  •   ويعلق على الآية الكريمة {فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ} فيقول: "وهنا يبدو التعصب القومى، كما يبدو الانفعال العصبى". (صفحة 200)
  • ويقول معلقاً على الآية {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي}: "وسرعان ما تذهب هذه العصبية، فيثوب إلى نفسه شأن العصبيين". (صفحة 200)
  •  ويستمر فى اتهاماته لكليم الله، ففى الآية {فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ}، يقول سيد قطب: "هو تعبير مصوّر لهيئة معروفة: هيئة المتلفت المتوقع للشر فى كل حركة. وتلك سمة العصبيين أيضاً". (صفحة 201)
  •   ويقول فى فقرة أخرى من الكتاب: "ومع أنه قد وعد بأنه لن يكون ظهيراً للمجرمين، فلننظر ما يصنع. إنه ينظر {فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ} مرة أخرى على رجل آخر، {قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ} ولكنه يهم بالرجل الآخر كما همَّ بالأمس، ويُنسيه التعصب والاندفاع استغفاره وندمه وخوفه وترقبه، لولا أن يُذكِّره من يهم به بفعلته، فيتذكر ويخشى". (صفحة 201)
  •  ويعود فيقول فى فقرة أخرى كلاماً بالغ السوء عن موسى عليه السلام: "فلندعه هنا لنلتقى به فى فترة ثانية من حياته بعد عشر سنوات، فلعله قد هدأ وصار رجلاً هادئ الطبع حليم النفس. كلا..... إنه الفتى العصبى نفسه ولو أنه قد صار رجلاً". (صفحة 201)
  •  ويصل سوء الأدب مع أحد أولى العزم من الرسل إلى ذروته عندما يقول: "ثم ندعه فترة أخرى، لنرى ماذا يصنع الزمن فى أعصابه.... ثم يقول معلقاً على الآية {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}: "ثم حدث ما لا تحتمله أية أعصاب إنسانية –بله أعصاب موسى-". (صفحة 201 - 202)
  •  ويتبع ذلك بالقول: "عودة العصبى فى سرعة واندفاع". (صفحة 202)
  •  وعندما يذكر الآية {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا}، يتبعها بالقول: "هكذا فى حنق واضح وحركة متوترة". (صفحة 202)
  •  ومن أسوأ ما كتب سيد قطب مقارنته بين النبيين موسي وإبراهيم عليهما السلام، بهدف الانتقاص من موسى، فيقول: "تقابل شخصية موسى شخصية إبراهيم. إنه نموذج الهدوء والتسامح والحلم". (صفحة 203)
إن ما مرّ من نقل خَطَّه سيد قطب بقلمه وطُبع فى كتبه التى لا يزال القطبيون يحافظون عليها ويرفضون مجرد تطهير طبعاتها منه... إنه يمثل طامة واحدة، ولا يزال هناك الكثير.
عماد عبد الراضى

المصدر
-

.... مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..