الصفحات

الجمعة، 26 يناير 2018

إلى أين نحن ذاهبون ؟!

         أمرٌ محمودٌ وتوجُّهٌ غيرُ مسبوقٍ أقدمت عليه الدولة – أيدها الله – لتبديل المفهوم الذي رسخ لعقودٍ عنَّا وصوَّرنا كسعوديين بأننا مجتمعٌ منغلقٌ يرفض الأخذ بأسباب المدنيَّة -المنضبطة – ويُتَّهَم بإقصاء الرأي الآخر ، ولا شكَّ أنه مفهومٌ خاطئٌ ، فديننا هو دين التعايش والتسامح وإحترام الإنسان ومنحه حقوقه كاملةً ، وكل من حاول أن يتخذ من الدين مشجباً يعلِّق عليه تحجُّره وانغلاقه فهو لا يمثِّل إلاَّ نفسه وكما قال سمو ولي العهد حفظه الله : بأن مثل هؤلاء لم يعد لهم مكانٌ بيننا الآن .

  غير أننا في ذات الوقت يعزُّ علينا بأن يستغل هذا التحوُّل للإساءة لأغلى ما نملك وما خلقنا الله وأستخلفنا في الأرض من أجله ، وتلك هي ثوابت الدين الحنيف الذي لا تُرتَجى العِزةُ بدونه ، وتحديداً من لا يَرَوْن أن التحوُّل ومواكبة العالم لا يتحقق إلاَّ بخروج المرأة عن المنزلة التي ارتضاها لها الإسلام كي تزاحم الشباب في الأماكن العامة في غير ضرورةٍ وتتخلَّى عن مقومات الحياء والعفة متجاهلين ما جاء في محكم التنزيل :

  قال الله تعالى :
( وقرْنَ في بيوتِكُنُّ ولا تبرجنَ تبرُّجَ الجاهلية الأولى….) . 33 الأحزاب .

  وأيضاً قولهِ سبحانه في ذات
السورة :
( يا أيُّها النَّبيُّ قُلْ لأزواجِك وبَنَاتِك ونسَاءِ المؤمنِين يُدْنِين عليهِنْ من جَلابِيبِهِن ذلك أدنى أن يُعْرَفن فَلا يُؤْذَيْن وكان اللهُ غفوراً رحيماً ) 59 الأحزاب .

  فمن المسلمات أن من واجبنا نحن كمسلمين أفراداً ومجتمعاتٍ ندين بمقتضى الرسالة التي بُعِث بها رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام بعدما تركنا على المحجَّة البيضاء وحذرنا من شرور الفتن أن لا نتخلَّى عمّا أُمِرنا به ، فإذا خالفنا أوامر الله ورسوله وقامت علينا الحجة فبماذا ندرء عن أنفسنا وزر مخالفتنا لما جاءت به الآيتان الكريمتان المتقدم ذكرهما .

  لقد تابع الجميع ما حدث بعد بعض المباريات المحلية في الليالي الماضية عندما خرجت النساء السافرات عن كل أطر الحياء سواءً أثناء مغادرتهن ملعبي الجوهرة والدّرة وهن يتحدثن لوسائل الإعلام أو ما حدث في احد المولات الكبرى بجده ، علماً بأن ما تم تصويره وتداوله من مقاطع فيديو لا يظهر كل الحقيقة وما خَفِي كان اعظم … !!!
فيا ترى الى اين نحن متجهون وهل هناك من ضوابط لم يتم مراعاتها ؟؟؟

  لماذا نتهاون في تمييع الدين ومحاولة شرعنة الفساد بهذه الطريقة لإخراج الحرائر من بيوتهن تحت مبرراتٍ واهيةٍ بزعم أننا نريد مسايرة ما يحدث في أماكن أخرى من العالم وإعطاء المرأة مايروِّج له البعض سواءً من الجهلة أو المدفوعين بيننا أو من أعداء الإسلام بأنَّ لها حقوقٌ يجب أن تستوفيها ، مما يثير تساؤلاتٍ لا نجد لها الإجابة الشافية ومن ذلك :

 ألم يخبرنا القرآن الكريم بأن المولى سبحانه قد أتمَّ نعمته علينا بأن أكمل لنا دين الإسلام وأرتضاه لنا منهاج حياةٍ بما في ذلك إكمال حقوق المرأة بأن جعلها رائدةً في أسرتها ومجتمعها وبوأها مكانةً لا توجد لأي إمرأةٍ في الملل الأخرى ؟؟

 ألم يحذرنا معلِّم البشرية وخاتم الرُّسِل صلى الله عليه وسلِّم بأنْ لا نتبِع سَنَن من قبلنا حذو القذة بالقذة ، وبأنّنا سنفتن في ديننا وأن علينا أن نصبر ولا نحيد عن الجادّة ؟؟؟

  ألم يحضَّنا – بأبي هو وأمي – في خطبة الوداع على أن نستوصي بالنساء خيراً ، فهل الخيرية أن يتخلين عن الحشمة وعدم الخروج من بيوتهن في غير حاجةٍ يباح فيها الخروج ؟؟؟

 ماذا نعمل بأوامر الله ونواهيه أمام ما بات البعض يسوِّغ له من مجاهرةٍ بالمعاصي ولا ِّيفرِّق بين ما إذا كان ذلك أمرٌ مباحٌ أم أنه يخالف الدين فضلاً عن العقل والفطرة السويَّة ؟؟

 أليس الإختلاطٌ بالاجانب بالوقوف أمام مراسلي الفضائيات واستنطاق النساء للحديث عن الكرة ولاعبيها بلا وجلٍ من الله والتعبير عن مشاعر البهجة بحضور المباريات مع السفور الفاضح ، والغنج في الحديث بابتساماتٍ جريئةٍ والمشي المتكسر ، والنظرات المريبة ، والقهقهة مرتفعة الصوت ، وقذف الشباب بأعلام وشالات الاندية ، أليست كلُّها أمورٌ لا ينكر خطورتها إلا مكابرٌ ، وهل هذا ما كان ينقص مجتمعنا كي يعلن تحضُّره ومدنيته الزائفة ؟؟؟

 يا ترى هل سيصل تشجيع الأندية والتغني بأسماء اللاعبين الى مدارسنا وجامعاتنا عند فوز أنديةٍ دون أخرى في ظلِّ إنعدام الرقابة ليعود السؤال يفرض نفسه : الى اين نحن متَّجهون وهل هناك من ضوابط ؟؟؟

 ما هي مكاسبنا من الحريات المزعومة التي أتاحت للجنس الناعم كي يتجاوز الحدود ويتسلَّق أسوار الـحـياء ليقفز على سقف الستر الذي أمرنا الله به ويجاهر برمي رداء العفة عن بناتنا ؟؟؟

  هل أصبحت القوامة بيد حواء وبات لزاماً على بعض الرجال الإنقياد والسمع والطاعة ؟؟ أم أن هذه هي بوادر الفوضى الخلاقة التي تعهَّد الغرب ومن يواليهم من دعاة الليبرالية بيننا أن بنشروها ؟؟؟ .

  ألا نرعوي وندرك ما حذرنا الله منه لمن يتعدى حدوده ونتذكر بأن بلادنا ذات خصوصيةٍ فريدة اختصها الله بها ، فهي تضم أطهر بقاع المعمورة وبها قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم ، فإذا لم نعي هذه الخصوصية ونحافظ عليها فَأَنَّى يستجاب لنا أدعيتنا بعد هذا الأمر الجلل وأيُّ خاتمةٍ نرجوها ؟؟؟

 لقد كان الوجل من الله يلفُّنا ( ببعض ) حُلَلِه … فهل مللنا تلك الحُلَل وبدأنا في التخلص منها ؟؟؟
وكيف نجد لأبنائنا أمهات المستقبل اللواتي نطمع أنْ يعددن لنا – شعباً طيِّب الأعراق – ممن لا يستهويهن الحضور للملاعب لمتابعة كرة القدم والرقص في المدرجات والممرات والمولات إبتهاجاً بفوز الأندية التي يشجعنها ؟؟

  فعندما ينزع الحياء من المجتمع وعندما نحجّم عن التناصح والتنبيه من المظاهر غير المألوفة التي ترتقي الى درجة المنكر فلا شك أن الأمر ينذر بالخطورة عندما يُطعَنُ الدين الذي هو عصمة أمرنا في خاصرته من أبنائه ويظمحلُّ الأدب وتذوب المرؤة وتكون الاسباب التافهة مدعاةً للتعبير عما كان مستتراً من الفوضى ليأخذ مجتمعنا الى المجهول المنتظر ولا نحرِّك ساكناً .!!

ربنا لا تُزِغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لَّدُنك رحمةً إنك أنت الوهاب .!!

بقلم : لواء م . محمد مرعي العمري

تم النشر فى : الخميس, 25 يناير 2018 , 09:16 صباحًا




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..