الصفحات

الثلاثاء، 9 يناير 2018

منحنى العلاقة بين ثقة الإنسان بنفسه و خبراته

 هذا المنحنى البسيط يسمي  (تأثير دانينج- كروجر) وقد حصل بمقتضى الدراسة المنتجة له العالمان (دايفيد دانينج) و(جاستن كروجر) على جائزة نوبل في علم النفس عام 2000م




- هذا المنحنى ببساطة يوضح العلاقة بين ثقة الإنسان بنفسه (المحور الرأسي) وخبراته او معارفه في مجال ما (المحور الأفقي)! ويمكننا إجمال ما يفسره من ثلاثة جوانب رئيسية:
- الجانب الأيسر من المنحنى: يمكنكم ببساطة ملاحظة أنه في الوقت الذي تكون خبرات الإنسان ومعارفه في مجال ما تساوي (صفر%) فإن ثقته بنفسه تكون (100%) تقريبا! بما يعني أن الجاهل يسشعر ثقة متناهية لا مثيل لها في آرائه وأطروحاته ولا يشك مطلقا في قدراته في هذا المجال وهي مرحلة الوهم ومقاومة التغيير!
- الجزء الأوسط من المنحنى: حيث أنه ومع زيادة معرفة الإنسان وخبراته يتسرب الضوء إلى عقله وقلبه وتقل ثقته ويزيد لديه الشك في مدى قدرته على الإحاطة بالموضوع الى الحد الأدنى لها فتتولد لديه ثقة حقيقية نابعة من علم وإدراك حقيقي ويتبدد الوهم تباعا!
- الجانب الايمن من المنحنى: لاحظوا معى أن الإنسان مكتمل المعرفة والخبرة بموضوع ما لا تتعدى ثقته بنفسه نسبة (70%)، إذ يظل العالم والخبير مقتنعا تمام الاقتناع أن شيئا ما لازال غائبا عنه ويستشعر ضعفه تجاه الإدراك الكامل لماهية الأمور والإحاطة بكاملها!
وهو ما يمكن أن تجده في تواضع كثير من العلماء والخبراء الحقيقيين!
- ومن وجهة نظري الشخصية ومن واقع الممارسة العملية في عشرات المنظمات بعدة دول، فذلك المنحنى يمكننا سريعا من إدراك ذلك التنوع الإنساني للبشر وبخاصة في المنظمات حين يقف البعض مع التغيير مرحبا وراغبا في التعلم والتطور ويقف البعض مقاوما لهما ببساطة وموقنا بأهلية ما يملك من معارف وخبرات!! والعكس صحيح!
وكذلك الأمر على المستوى الشخصي لكل منا حين كان الوهم بالثقة الكاملة مسيطرا علينا يوما ما، وكان اعتقاد الواحد فينا جازما بأن ما يعلمه وما يقوله للآخرين هو صواب مطلق! ثم ما يلبث هذا الوهم أن يتبدد بزيادة معارفنا وخبراتنا وامتلاكنا لنسبة الثقة الحقيقية (غير الكاملة)، وزيادة تواضعنا أمام ما نتعلمه يوميا في حياتنا، وإتاحة المجال للنور أن يسطع في نفوسنا وعقولنا وان يفتح طاقة واسعة لكل جديد ليجد سبيلا ملائما داخل أذهاننا!
خالص تحياتي لكم.
بقلم: م. محمد البنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..