الصفحات

الخميس، 1 فبراير 2018

قصة الإخوان مع السعودية تغريدات تاريخية موضوعية بدون رأي خاص ولا ألفاظ جارحة


1 قصة الإخوان مع السعودية تغريدات تاريخية موضوعية بدون رأي خاص ولا ألفاظ جارحة

2 عندما شرّدهم جمال استقبلتهم
السعودية ووفرت لهم العمل والحياة الكريمة واستفادت منهم في تحصين شبابها ضد التيارات الثورجية (الناصرية والشيوعية والبعث إلخ).  وقد عاصرناهم ودرسنا عليهم وسمعنا محاضراتهم.

3 وأشهد لله أنه لم يكن لديهم اعتراض على شرعية الدولة السعودية، وينتهزون كل فرصة للثناء عليها.
وقد يكون ذلك سكوتا عن الخوض في شرعية الدول مراعاة لظروف مرحلية،
  
4 بل كان نصيب أمريكا والغرب من خطابهم محدودا للغاية. كانت مشكلتهم آنذاك مع اليسار العربي والشيوعية، كالسعودية تماما.
 
5 ثم مات جمال عام 1970 وانقلب السادات على الناصرية في 15 مايو 1971، وصارت مصر صديقة وحليفة للسعودية واشتركا في حرب أكتوبر. وبذلك انتهت فائدة الإخوان المباشرة للسعودية.
6 ومع ذلك بقي الإخوان في السعودية معززين مكرمين، وبقي لهم فيها نفوذ ملحوظ في مؤسسات التعليم والإعلام والاقتصاد وغيرها. أقول هذا للمغسولة أدمغتهم بأن السعودية تعادي الإخوان على الهوية.
7 بل فعلت السعودية للإخوان ما هو أعظم. فقد أقنع الملكُ فيصل أنورَ السادات بالتصالح مع الإخوان وعودتهم إلى مصر وعاد ش مناع القطان - زعيمهم في السعودية - إلى القاهرة في أغسطس 1974، واستقبله الإخوان استقبالا عظيما وأخذوه في موكب حافل. وأصدر ش عمر التلمساني صحيفة أو مجلة للإخوان.
 
8 وسمح لهم السادات بدخول البرلمان مستقلين أو على قوائم الأحزاب المرخص لها. وحققوا نجاحات عظيمة في المساجد والجامعات والنقابات والمؤسسات الاقتصادية والعمل الخيري. ولما زرت جامعات مصر عام 1984 في مهمة رسمية، بعد انقطاع عشر سنوات، فوجئت بالانقلاب الهائل في مظهر الطلبة والطالبات.
9 هذه النجاحات المجتمعية العظيمة وضعت الإخوان أمام الخيار الصعب. إذ هي نجاح في إطار النظام وفي الحدود المسموح بها، وهناك خطوط حمراء لن يُسمح لهم بتجاوزها. الأمر الذي يتناقض مع الطبيعة الثورية للجماعة وهدف الوصول إلى السلطة.
10 وكعادة الإخوان في تاريخهم كله، لم يستطيعوا عقد صفقة سياسية مع السادات أو حسني، ولا إيجاد خطاب مناسب للمرحلة. بل كان التوتر والتوجس يسود العلاقة بين الطرفين، ولم تشعر الدولة المصرية وأجهزتها الأمنية بالاطمئنان إليهم. وكانت علاقتهم مع النخبة العلمانية متوترة أو عدائية.
11 ولا شكّ بأن للنظام دورا في توتر العلاقة، ولكن المسؤولية الكبرى تقع على الإخوان للتكيّف مع النظام القائم (كما فعل أردوغان مع الجمهورية الكمالية). إلى هنا وعلاقتهم بالسعودية حسنة، ولم يحصل منهم إساءة إليها.
12 ثم انتصرت ثورة الخميني المشؤومة في عام 1979 فوجد الإخوان أخيرا دولة ثورية كبيرة لديها الاستعداد لدعم خطابهم الثوري ومشروعهم للوصول إلى السلطة. طاروا إلى الخميني في الأسبوع الأول، وأظهروا ولاءهم، وافتخروا بأن الخميني استمدّ أفكاره الثورية منهم.
13 وبذلك تراجعت علاقتهم بالسعودية، وتزداد المسافة بينهما عاما بعد عام، ويصدرون البيانات في المناسبات، بلغة ثورية لا تتفق مع السياسة السعودية، وعلى حد علمي لم يصدروا أي بيان مؤيد لها منذ أربعين سنة.
14 وقد صبرت السعودية على الإخوان، ولم تتخذ أي إجراء ضدهم. حتى عندما أظهروا عداءهم لها في كارثة غزو العراق للكويت عام 1991، ثم في عدوان الحوثي الأول على السعودية في عام 2009.
15 وقصة الملك فهد مع راشد الغنوشي أبلغ دليل على سلوك الطرفين. فقد تدخل الملك بأقصى ثقله لإنقاذا الغنوشي ورفاقه العشرين من حبل المشنقة، وصار الغنوشي يبكي في المجالس لهذا الجميل. وبعد أشهر غزا صدام الكويت فكان الغنوشي ضمن وفد الإخوان المؤيد لصدام.

-16 الغريب أن ركض الإخوان إلى الخميني وخاميني وصدام لم يحقق لهم ما يصبون إليه من الوصول إلى السلطة، وتحقق ذلك لهم لهم في ثورة يناير التي أشعلها ناشطون ليبراليون (ربما بإيعاز من أجنحة في النظام لمنع التوريث). وكالعادة اتخذ الإخوان القرار الكارثي الخاطئ بالانضمام إلى الثورة.

17 لم يُكتب تاريخ ثورة يناير بعد، ولكن يبدو أن النظام ترك الإخوان يصلون إلى السلطة (شكليا)، لأجل أن تفشل الثورة ويتوسل الجميع إلى الجيش لإنقاذهم من الإخوان. المهم هو علاقة الإخوان بالسعودية في سنوات الثورة.

18 وقفت السعودية على مسافة واحدة من جميع التيارات في مصر، بل كانت أقرب قليلا إلى الإخوان. وهناك شواهد كثيرة أكتفي منها بوساطة سعد الكتاتني لإعادة السفير السعودي.

19 وبعد انتخاب الرئيس مرسي وقفت السعودية معه بقوة، وكانت أول بلد يزورها، وقدّمت لحكومته دعما ملياريا يوازي تقريباً ما قدّمته للسيسي بعد ذلك (وطبعا يتجاهل الإخوان الاعتراف بذلك).

20 واستمرت علاقة الرئيس مرسي (شخصيا) بالسعودية جيدة إلى آخر لحظة، ولكن الإخوان لم يستطيعوا أو لم يرغبوا بأن تكون مصر حليفا للسعودية، بل كانوا يريدون لها دورا إقليميا بمستوى إيران وتركيا.

21 وعندما قرر الجيش أن الوقت قد حان لاسترجاع السلطة (لاعتبارات معروفة للجميع)، لم تعترض السعودية، ورحبت بالتغيير بعد وقوعه، ووقفت بقوة مع النظام الجديد القديم. ولا يوجد أي دليل على أن السعودية حرّضت على الانقلاب، والجيش لا يحتاج إلى تحريض، بل هو يعتبر السلطة حقه المسلوب.

22 ومع الأسف قرر الإخوان تحميل السعودية جزءا كبيرا من المسؤولية عن الانقلاب، وإعلان الحرب عليها (وخاصة بعد موضوع قطر)، مما أدى إلى مزيد من تدهور العلاقة بين الطرفين.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.





.... مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..