الصفحات

الاثنين، 9 أبريل 2018

العقلية المتحلطمة

    هي تلك العقلية كثيرة التذمر والشكوى من كل شيء وفي كل وقت! وهي تلك العقلية التي لا تنظر للمشكلات على أنها تحديات، بل سوء حظ، ولا تنظر للمتغيرات على أنها سنة الحياة، بل من مهددات الحياة،
ولا تنظر للإخفاقات الشخصية على أنها نقص مهارات وخبرات شخصية، بل مؤامرات خارجية دولية!
وأظهرت دراسة بجامعة Loma Linda بكالفورنيا أن عادة الشكوى الدائمة تؤثر على القدرة العقلية والشعور والمزاج العام والصحة الجسدية، فضلا عن تسببها بالتوتر واستنزاف الطاقة وعدم الرغبة بالسعي وراء تحقيق الأهداف، بالإضافة إلى هروب الناس من أصحاب هذه العقليات. ولهذه العقلية خمس علامات عليك الحذر من الوقوع بها.
1. تبرير للنفس:
صاحب العقلية المتحلطمة لديه عادة الهروب المستمر من المسؤولية والبحث عن شماعة خارجية في حالة الوقوع في فشل ما ! فتجده يرمي فشله الدراسي على معلميه، وفشله الاجتماعي على الأصدقاء، وفشله العملي على الرؤساء، وفشله الأسري على والديه وزوجته. متناسيا أنه جزء في المشكلة، إذ هو أحد مسبباتها وهو المسؤول الأوحد عن حلها.
2. تبحث عن تعاطف:
يحاول أصحاب العقل المتحلطم كسب تعاطف وتسامح من حولهم من خلال التحلطم المستمر! للهروب من محاسبة الآخرين لهم، ويحصدون تعاطفا مجانيا وتضامنا بالدعاء من الآخرين، والحصول على إعجاب كاذب ممن حولهم، وذلك من خلال إبداء إعجابهم بقدرة أصحاب هذه العقلية على تحمل هذا الكم الهائل من الهموم وسوء الطالع!
3. تبكي على اللبن المسكوب:
للأسف أصحاب هذه العقلية حتى لو كان لديها حاضر جيد ومستقر ستجدها تبحث في الماضي للتحلطم عليه، وتفتش في الصفحات السوداء داخل دفاتر الماضي للوصول إلى حالة تحلطم دائم لا تتغير مع تغير الزمن.
4. سخط وعدم رضا:
أصحاب هذه العقلية يميلون لانتقاد كل شيء وليس لهم دور في أي شيء! ولا يرون حجم النعم التي لديهم بل يراقبون النعم التي عند غيرهم، ويرمون تقصيرهم على أن الرزق من عند الله وأن الله لم يرزقهم!
5. فقدان الأمل:
لا يتوقف أصحاب هذه العقلية عند حلطمة الماضي أو الحاضر، بل يمتد ذلك إلى التشاؤم من المستقبل! وتجدهم يشككون ويكذبون أي بوادر للتغيير والتحسين والتطوير دون المشاركة في التغيير، أو حتى الاكتفاء بالصمت لجعل غيرهم يعمل! فيعلوا صوت الحلطمة من خلالهم، فينتشر داء التثبيط حتى بين من بادر بالمشاركة في التغيير.
   وعليه فإن العقلية المسؤولة غير المتحلطمة هي تلك العقلية التي تعترف بالخطأ وتتعلم منه، ولا تبحث عن تعاطف الآخرين، بل استشارة المختص منهم، وتأخذ من أخطاء الماضي دروسا، وتعمل على التحسين المستمر لمهاراتها حتى تواجه تحديات الحياة، وتعيش بأمل مخطط له لمواجهة المستقبل حتى لا تضيق عليها الحياة، فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.
المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..