كانت الموضة في السابق أن يعمل «الإعلامي» في قناة سعودية، أو يملكها سعوديون أو في أي وسيلة إعلام سعودية غير التلفزيون، ثم يغادرها بعد سنوات من «التحويش» ويبدأ في شتم السعوديين بالجملة والمفرق، الحكومة والشعب والطقس والجغرافيا.
لكن هذه الموضة في طريقها للاندثار والتلاشي فيما يبدو، وبدأت تظهر ملامح موضة جديدة. الفكرة نفس الفكرة في التغير الجديد، كل ما في الأمر أن نقطة البداية اختلفت. فالوضع الجديد ـ كما تشير بوادره الأولية ـ يقتضي أن يشتمنا الإعلامي شتما مبرحا ثم يأتي بعد ذلك مرحبا به ويعمل في وسائل الإعلام السعودية.
لكن هذه الموضة في طريقها للاندثار والتلاشي فيما يبدو، وبدأت تظهر ملامح موضة جديدة. الفكرة نفس الفكرة في التغير الجديد، كل ما في الأمر أن نقطة البداية اختلفت. فالوضع الجديد ـ كما تشير بوادره الأولية ـ يقتضي أن يشتمنا الإعلامي شتما مبرحا ثم يأتي بعد ذلك مرحبا به ويعمل في وسائل الإعلام السعودية.
والحقيقة أني حاولت إقناع نفسي مرارا وتكرارا أن هذا بدافع حرية الرأي، وأن وسائل الإعلام السعودية تحترم حرية التعبير إلى درجة أنها لا تهتم للإساءات ولا تجد أنها عائق يمنع أي إعلامي عربي كانت شهرته مبنية على «شتم السعوديين» من أن يكون له منبر سعودي. لكني أصدقكم القول، لقد عجزت في إقناع نفسي بهذه الفكرة التي بدت في عقلي وكأنها مشهد من فيلم خيال علمي.
في الأسبوع الماضي تلقيت اتصالا من القناة الإخبارية «للمداخلة» في حلقة من حلقات أحد البرامج، ثم اتصلوا بي مجددا بعد الاتصال الأول وأخبروني أني مستبعد من الظهور على شاشة هذه القناة دون إبداء الأسباب. حدث هذا مع أني لا أجيد الشتائم كثيرا، ولا أشتم سوى لاعبي الفرق التي أشجعها والسائقين الذين يعرقلون حركة المرور. وكنت أعتقد أنها شتائم لا تمنع من الظهور في قناتنا الوطنية. لكن اعتقادي لم يكن في محله، ويبدو أن سلوكي أثناء قيادة السيارة أو مشاهدة المباريات قد وصل إلى المسؤولين في الإخبارية فمنعوا الكارثة قبل وقوعها، وهو شيء يشكرون عليه لا شك ولا ريب.
ولعلها فرصة سانحة أن أعتذر للمسؤولين في القناة، وعشمي أن يتقبلوا اعتذاري ويقدرون أنه لا يد لي في كون جنسيتي ليست من الجنسيات التي يمكن التغاضي عن شتائمها. ثم إني لا أجد مشكلة في الاعتراف أن ملامحي كئيبة مريبة لا تصلح للتلفزيون، خاصة أنه يريد أن يبدأ مرحلة جديدة، ووجهي ليس ملائما لمحو الصورة السيئة المرسومة في عقول الناس عن القنوات السعودية.
وعلى أي حال ..
أعتقد أن السعوديين قادرون على تشغيل قنواتهم بأنفسهم دون حاجة للاستعانة بصديق، وأؤمن أنه قد حان الوقت وتوافرت الظروف لتكون كل القنوات السعودية أو التي تتحدث بلسان السعودية موجودة في داخل السعودية وتبث من أراضيها.
وأظن ـ على سبيل المثال ـ أن فكرة بث برنامج من خارج الحدود يناقش مشكلة «التوطين» أو فكرة برنامج يتحدث عن جاذبية السعودية في الوقت الذي لم تنجذب القناة ولا مذيعوها ولا رأسمالها ولا العاملون فيها إلى هذه السعودية هي أفكار كوميدية، ومن الصعب تقبلها خارج هذا الإطار.
عبدالله المزهر
الأربعاء 16 شعبان 1439 - 02 مايو 2018
@agrni
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..