السؤال: بخصوص حادثة وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند اليهودي، في أحد الأيام كنا في نقاش عن حرمة الربا، وقام أحد الإخوان سامحه الله، فقال إنه دليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقبل "الفائدة" حيث أنه توفي ودرعه مرهونة عند يهودي مرابي! فدافعت وبينت له أنه حاشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقبل الربا وهو المعلم الأول، ولكن عرض لي أحد الأخوة بالسؤال، ما هي القصة الكاملة خلف هذا الرهن، وهل كان اليهودي مرابي؟ وإن كان فهل قام بإعطاء الرسول صلى الله عليه وسلم القرض بلا ربا؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.
الإجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فمما لا شك فيه أن تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود ومع غيرهم إنما كان على الوجه المشروع، وحاشا نبي الله صلى الله عليه وسلم عن أن ينهى أمته عن الربا ثم يتعامل به، وكون اليهود من أخلاقهم أكل الربا وعدم التورع عنه، لا يعني ذلك أنهم يفعلون ذلك في جميع مبادلاتهم التجارية، فالمرابي قد يشتري أو يبيع أحياناً على الوجه الصحيح. والحديث المذكور في السؤال صحيح وهو في البخاري ومسلم، وليس فيه أي دلالة لا من قريبٍ ولا من بعيد على أن النبي صلى الله عليه اقترض من اليهودي بزيادة، بل لم يكن فيه قرضٌ أصلاً إذ الثابت من روايات الحديث في الصحيحين وغيرهما أن الرهن المذكور في الحديث لم يكن بسبب قرضٍ وإنما كان بسبب بيعٍ آجل كما قالت عائشة رضي الله عنها: "اشترى النبي صلى الله عليه وسلم من يهودي شعيراً إلى أجل ورهنه درعه" (متفق عليه)، ومن المعلوم أن بيع الأجل تجوز زيادة الثمن فيه عن البيع الحاضر. وقد يثور تساؤل حول هذا الحديث عن سبب عدوله صلى الله عليه وسلم عن معاملة مياسير الصحابة إلى معاملة اليهود، وقد أجاب أهل العلم عن ذلك بأنه من المحتمل أنه لم يكن عندهم إذ ذاك طعام فاضل، أو أنه فعله لبيان الجواز، فقد استفاد العلماء من هذا الحديث جواز معاملة الكفار على الوجه المباح بالبيع والشراء والإيجار والاستئجار والرهن والارتهان ونحو ذلك وعدم الاعتبار بفساد معتقدهم ومعاملاتهم فيما بينهم، وجواز معاملة من أكثر ماله حرام، إذا كان التعامل معه على الوجه المشروع، وغير ذلك مما استنبطه أهل العلم من هذا الحديث، والله أعلم. المصدر: موقع الشيخ حفظه الله تعالى.
يوسف بن عبد الله الشبيلي
عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء
رابط المادة:
-
.... مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
الإجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فمما لا شك فيه أن تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود ومع غيرهم إنما كان على الوجه المشروع، وحاشا نبي الله صلى الله عليه وسلم عن أن ينهى أمته عن الربا ثم يتعامل به، وكون اليهود من أخلاقهم أكل الربا وعدم التورع عنه، لا يعني ذلك أنهم يفعلون ذلك في جميع مبادلاتهم التجارية، فالمرابي قد يشتري أو يبيع أحياناً على الوجه الصحيح. والحديث المذكور في السؤال صحيح وهو في البخاري ومسلم، وليس فيه أي دلالة لا من قريبٍ ولا من بعيد على أن النبي صلى الله عليه اقترض من اليهودي بزيادة، بل لم يكن فيه قرضٌ أصلاً إذ الثابت من روايات الحديث في الصحيحين وغيرهما أن الرهن المذكور في الحديث لم يكن بسبب قرضٍ وإنما كان بسبب بيعٍ آجل كما قالت عائشة رضي الله عنها: "اشترى النبي صلى الله عليه وسلم من يهودي شعيراً إلى أجل ورهنه درعه" (متفق عليه)، ومن المعلوم أن بيع الأجل تجوز زيادة الثمن فيه عن البيع الحاضر. وقد يثور تساؤل حول هذا الحديث عن سبب عدوله صلى الله عليه وسلم عن معاملة مياسير الصحابة إلى معاملة اليهود، وقد أجاب أهل العلم عن ذلك بأنه من المحتمل أنه لم يكن عندهم إذ ذاك طعام فاضل، أو أنه فعله لبيان الجواز، فقد استفاد العلماء من هذا الحديث جواز معاملة الكفار على الوجه المباح بالبيع والشراء والإيجار والاستئجار والرهن والارتهان ونحو ذلك وعدم الاعتبار بفساد معتقدهم ومعاملاتهم فيما بينهم، وجواز معاملة من أكثر ماله حرام، إذا كان التعامل معه على الوجه المشروع، وغير ذلك مما استنبطه أهل العلم من هذا الحديث، والله أعلم. المصدر: موقع الشيخ حفظه الله تعالى.
يوسف بن عبد الله الشبيلي
عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء
رابط المادة:
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..