الصفحات

الأحد، 28 أبريل 2019

نحن نرحمهم..فهل رحمونا؟!

      سؤال للمشائخ والأغنياء ورؤساء الجمعيات الخيرية وأئمة المساجد والمحسنين من عامة الشعب السعودي حفظهم الله بمناسبة قرب رمضان وإفطار صائم وعمل الخير والصدقات وإخراج الزكاة:
يقول السؤال: هل
تجوز الصدقة على السعوديين أم أن ذلك رجس من عمل الشيطان؟!
هل الفقير السعودي المسلم أولى أم أن الهندوسي والبوذي واللاديني الذين تفرشون لهم سفراً ممتدة على أبواب المساجد كلَّ رمضان بهدف الصدقة وكسب الأجر أولى؟!
هل الجار والقريب السعودي أولى أم أولئك الأبعدين القادمين من أقاصي الأرض ويملكون الوظائف والأعمال والسكن والتأمين الطبي؟!
هل السعودي المتعفف أولى أم أولئك الذين يتسابقون على أبواب المساجد ويزدحمون كل نهار ويخطفون الوجبات ليأكلوا منها قليلاً ثم يرمون بالباقي في مكبِّ النفايات دون شكر ولا حمد ولا حتى دعوة لمن تبرع وتلطف وتعطف وتصدق عليهم؟!
وقبل ذلك كلِّه..هؤلاء الذين ترحمونهم..هل رحموكم؟!
هل رحموكم من سيطرتهم على السوق؟!
هل رحموكم من الغلاء في كل شيء؟!
هل رحموكم بإتقان أعمالهم؟!
هل رحموكم بنظافة أجسادهم وزادهم ونظافة مطاعمهم وبوفيهاتهم وما يقدمونه فيها لكم من زاد وشراب؟!
هل رحموكم بالصبر عليكم عند العسر وقدموا خدماتهم لكم مجاناً؟!
هل رحموكم من الغش في كل شيء؟!
هل رحموكم من الشماتة بكم والنظر إليكم كأغبياء يملكون المال؟!
قولوا لي بالله بماذا رحموكم لكي ترحموهم؟!
ثم..تعالوا نحسبها قليلاً:
لو افترضنا أن عدد من يتم تفطيرهم كل يوم 2 مليوني عامل فقط من بين 12.5 اثني عشر مليوناً وخمسمائة ألف أجنبي يعيشون بيننا..وكلف إفطار كل واحد منهم 10 ريالات يومياً..فكم المجموع خلال 30 يوماً؟!
إنه 600 مليون ريال.
هذا فقط إفطار صائم..ودعوكم من غيره.
هذا المبلغ من وجهة نظركم كم سيسدد من فواتير الكهرباء والماء على مساكين سعوديين..وكم سيطلق من سجناء سعوديين موقوفين في دين عشرة أو خمسة عشر ألف ريال..وكم سيوفر من إيجار منزل لأرملة سعودية مع أطفالها..وكم سيشتري من دواء لمريض سعودي مضطر لا يقوى على انتظار مواعيد المستشفيات..كم سيداوي من ألم..وكم سيطفئ من لهفة..وكم سينزع من غصة..وكم سيوقف من دمعة.
تلك الدمعات الحارَّة التي تسيل على خدود العفيفات والشرفاء الذين يهون عندهم الموت على أن يطلبوا أحداً.
ثم..
وأخيراً..أيها المحسن الكريم..الذي يطلب الأجر..ألا تعتقد أن مثل هذه المبالغ تغري بانتهاب نصفها..
وهل تضمن أن مالك الحلال لم يسلك بعد خروجه من يديك مسالك الحرام..ألا ترى أنك مسؤول أيضاً وأنك تعين ضعاف النفوس على الفسق والعدوان..ولماذا لا تتلمس أنت بنفسك احتياجات أقربائك وجيرانك ومعارفك الذين يحملون جنسيتك ويلهجون بلسانك ويدينون بدينك..أليسوا أولى من كومار الذي يمتلك البقالة وعبده الذي يمتلك المغسلة وشفيق الذي يمتلك الورشة وفتحي الذي يمتلك صالون الحلاقة؟!
أم أن التصدق على السعوديين رجس من عمل الشيطان؟!
أقسم لكم بالله العظيم إنني أتجرع الغصة كل يوم من أناس فقراء سعوديين..وخاصة من النساء..الذين يثقون بي ويبثون هموهم ويشتكون حاجتهم إليَّ وأنا لا أملك لهم نفعاً..فاطلبوا الأجر في الأقربين..اطلبوا الأجر في الأقربين..واعلموا أن الأجنبي لم يأت إلى هنا إلا بعقد عمل وراتبٍ جارٍ وحياة مضمونة..أما المخالف فإنكم بتصدقكم عليه تشجعونه على البقاء وتخالفون أنظمة دولتكم وتسعون إلى تقليل الفرص الوظيفية على أبنائكم.
صالح جريبيع الزهراني 
الأحد 28 أبريل 2019
جدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..