الصفحات

السبت، 25 مايو 2019

خبر مسيلمة و الرجّال " قصة و عبرة "

ذكر ابن كثير في البداية والنهاية  ..  عن ( مقتل مسيلمة الكذاب لعنه الله)
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - مر عليه يوماً وهو جالس في رهط (جماعة ) من القوم فَقَالَ :
" إِنَّ فِيكُمْ لَرَجُلاً
ضَرْسُهُ فِي النَّارِ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ"
كان إخباراً من رسول الله أن واحداً منهم سيكون من أهل النار ، وياله من إخبار من الصادق المصدوق .. فقد حق على أحدهم!
فمات القوم كلهم على خير على الإسلام والايمان ،
ولم يبق منهم إلا أبا هريرة و رجلاً من بني حنيفة اسمه    " الرَّجَّال بن عنفوة " ،
وكان من الذين وفدوا على رسول الله فلزمه وتعلم منه وحفظ القرآن و الأحكام وجدّ في العبادة
يقول رافع بن خديج:
" كان " بالرَّجَّالِ " من الخشوع ولزوم قراءة القرآن والخير شيء عجيب "
وقال عنه ابن عمر : " كان من أفضل الوفد عندنا"
ياسبحان الله حافظاً قواماً صواماً
   ظل إخبار النبي عالقاً برأس أبي هريرة وكلما رأى  "الرَّجَّال بن عنفوة " ومداومته على العبادة وزهده  ، ظن ابو هريرة نفسه أنه هالك وأنه هو صاحب النبوءة وأصابه الرعب (أي ظن أبو هريرة أنه المقصود بحديث النبي) حتى ظهر مسيلمة الكذاب في اليمامة وأدعى النبوة واتبعه خلق من أهل اليمامة !
   فبعث أبو بكر الصديق  "الرَّجَّال بن عنفوة " لأهل اليمامة يدعوهم إلى الله ويثبتهم على الإسلام ، فلما وصل " الرَّجَّال " اليمامة التقاه مسيلمة الكذاب وأكرمه وأغراه بالمال والذهب ، وعرض عليه نصف ملكه إذا خرج إلى الناس ، وقال لهم إنه سمع محمدا يقول إن مسيلمة شريك له في النبوة
ولما رأى " الرَّجَّال " مافيه مسيلمة من النعيم - وكان من فقراء العرب - ، ضعف ونسي إيمانه وصلاته وصيامه وزهده ، وخرج إلى الناس الذين كانوا يعرفون أنه من رفقاء النبي صلى الله عليه وسلم ، فشهد أنه سمع رسول الله يقول: إنه قد أشرك معه مسيلمة بن حبيب في الأمر  .
فكانت فتنة " الرَّجَّال " أشد من فتنة  مسيلمة الكذاب وضل خلق كثير بسببه واتبعوا مسيلمة ، حتى تعدى جيشه أربعين ألفا ..
فجهز أبوبكر الصديق جيشاً لحرب مسيلمة فهُزِم في بادئ الأمر ، فأرسل مدداً وجعل على رأسه سيف الله خالد بن الوليد.
كان من ضمن الجيش  " وحشي بن حرب " الذي قتل أسد الله وسيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ، ثم أسلم و ذهب لرسول الله الذي كان كلما رآه تذكر مافعله بعمه حمزة أسد الله فيتألم ، فقرر "وحشي" أن يترك المدينة و يسيح في الأرض مجاهدا في سبيل الله حتى يكفر عن ذنبه الكبير
ولما ذهب في جيش خالد قرر أن يترصد مسيلمة فيقتل شر خلق الله ،  تكفيراً عن قتل حمزة عم النبي ، و بدأت معركة لم يعرف العرب مثلها وكان يوماً شديد الهول ، وانكشف المسلمون في البداية مع كثرة عدوهم و كثرة عتاده .
   ولولا  فضل الله ورحمته بأن ثبت أصحاب رسول الله وأهل القرآن الذين نادوا في الناس ، فعادوا إليهم و حملوا على جيش مسيلمة حتى زحزحوه و تتبع "وحشي" مسيلمة الكذاب حتى قتله بحصن تحصن فيه ، وانهزم بنو حنيفة و قُتل "الرَّجَّال بن عنفوة"  مع من قتل من أتباع مسيلمة فمات على الكفر مذموماً مخذولاً !
ولما علم أبوهريرة خر ساجداً لله بعد أن أدرك أخيراً أنه قد نجا!
  الرَّجَّال بن عنفوة :  رافق النبي ولزم العبادة و القرآن والزهد و لكنه ختم له بشرّ ، فضلَّ وأضل ومات على الكفر .
وحشي بن حرب : قتل حمزة "أسد الله وعم رسوله " ، ولكن هداه الله فختم له بخير وصار من خيرة المجاهدين
فلا تغتر بعباداتك وصلاتك وصيامك وزكواتك وصدقاتك ولا تمنن ، وادع الله بأن يثبتك و يختم لك بخير  .. ولاتحقرن أحداً بذنبه أو لذنبه وأدع الله أن يتوب عليه ..
فلا تظهر الشماتة بأخيك  .. فيعافيه الله ويبتليك !
فأنت لا تعلم ماذا كتب في اللوح المحفوظ !
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.
روى القصة ابن سعد في ( الطبقات ) 1 / 316 - 317 ، والدارقطني في ( المؤتلف والمختلف ) 2 / 1063 ، والطبري في ( التاريخ ) 3 / 282 – 283 ، 28

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..