الصفحات

السبت، 7 مارس 2020

قصة تعال أضمك على صدري

  قصة حقيقية :    حصلت في الباحة بالسعوديه
القصة لأب كبير في السن كانت وظيفته
معلم بس زمان أول .
( جيل الطيبين ) اسمه سعيد بن جمعان .
وبعد أن تقدم به العمر وتوفيت زوجته الله يرحمها صار يسكن مع أولاده ليخدموه ، 
وقد رزقه الله منها أربعة أولاد كلهم  وبفضل الله من البارين ، 
ولكن لابد من القصور ولو حرص الإنسان ....
وأبوهم كان يعرف بقوته وهيبته ونفاذ كلمته.
 وكان إذا قيل : سعيد بن جمعان جاء المدرسة حتى المدير والمدرسين يخافون فما بالك بالطلاب  ،
 وكان دائما يضرب أبناءه  ضربا شديدا، ويعلق لهم خيزرانه عند الباب يسميها " وسمه " لأنها تعلم على الجلد مثل وسم الكي .
 وعندما شاخ أدركه الضعف والهوان وشعر بأن أولاده يدركون هذا الشي ويتعاملون معه على أساس هذا المنطق .....

يروي لي القصة أحد أولاده فيقول بأن والدهم أرسل لهم رسالة يقول فيها :

العادات غالبا تسوقنا للخطأ ..
عذرا أولادي على ما بدر مني في صغركم ......
كنت شديد القسوة عليكم ليس لأني لا أحبكم ، لا والله ،
 بل أنتم أغلى من أنفاسي التي تشق صدري ،
 ولكن العرف والعادات كانت تقول الأب القاسي هو الوحيد الذي يربي أولاده ،
 أما الحنون فهو أب فاشل يسوق أبناءه إلى الفشل ......
فنهجت نهج القوة متوقعا أن ذلك أنفع لكم وأفضل ......
ولم يكن العلم يؤثر في العادات كثيرا ،
 وكنا نرضي ونراقب المجتمع أكثر من أي شئ آخر وكأن رضاهم سيدخلنا الجنة ......
محمد 
وإبراهيم 
و خميس
وياسر 
لا تستلون جنابيكم الحادة لتغرسوها في صدري كل يوم ......
عندما أراكم تقبلون أبناءكم وتترفقون بهم فوالله إن قلبي يتقطع من الوجع وودي أصيح وأقول لكم وأنا أيضا كنت أحبكم ولا أزال .......
فلماذا عندما يقبل أحدكم ولده ينظر إلي نظرة كالخنجر المسلول ليطعن بها قلبي وكأنكم تقولون تعلم الحب والحنان !!!!!!!
 وافهم كيف ينبغي أن يتعامل الآباء مع الأبناء ......
أولادي......
 هذا ليس زمننا وما يرجع شئ فات أوانه فلا تعلموا شيخا مالم يعد ينفعه ......
وإنا دخيلكم أطلبكم العذر والسموحة .......
وإلا أنا قدامكم ذاحين ! وتلك عصاتي ! وتلك جنبيتي ! فاقتصوا مني  الآن !!!!! 
ولا تعذبوني بنظراتكم تلك ......

يخبرني بالقصة أصغر أولاده الذي هو ياسر وهو الآن أب لثلاثة
 ولدين وبنت  .....
فيقول ياسر : 
كلنا تأثرنا برسالته وذهبنا نقبل رأسه ويديه وقدميه وأجمعنا كلنا بأنه لولا الله ثم تربيته لنا لما كنا رجالا ناجحين .....

ثم يقول ياسر  :
عندما ذهبت إلى السرير لأنام ظلت كلمات والدي ترن في أذني وتؤلمني في قلبي وما كني اتقلب الا فوق مله !!!!!! 
وحينها أجهشت باكيا وبكيت بكاءً مراً فكتبت لأبي قائلا :
أبي الحبيب .....
 قد تكون أدركت جزءاً من نظراتنا لك حين نحتضن أولادنا وهذا دليل فطنتك ،
 ولكن لا يعلم الغيب إلا الله ....
فوالله إني أنظر إليك وأقول ماذا لو قبلني أبي الآن ؟!!!!
فأنا وإن كنت كبرت وأصبحت أبا وخالط الشيب سواد شعري فهذا لا يعني أني لا أحتاج لحضنك الدافئ وقبلاتك الحارة .....
فهل لي بحضن واحد وقبلة ؟!!!!! 

وأرسلها إلى جوال أبيه ونام ..

وعند الفجر خرج ياسر من غرفته لأجل أن يصلي فوجد أباه واقفا على عكازه عند الباب ويقول :
تعال يابوي أضمك إلى صدري ..
ماحسبت الضرب بيشب جمري ..
إن  كان اني أصبت  فلله  دري ..
وان كان اني  غلطت  فلك عذري ..
ما تدري عن غلاك  لكن انا أدري ..
انت الروح والكبد وحزام  ظهري ..
تعال ياسر أضمك وخذني  لقبري ..

وضمه إلى صدره وقبّله وبكى الاثنان ، وخرجت زوجة ياسر  وبكت بكاء شديدا لأجل المنظر المؤثر ....
وماهي الا دقائق حتى شهق الاب شهقة طويلة وطاح  وتوفي . وحاولوا يسعفونه لكن جاه اجله .
رحم الله هذا الوالد العظيم .....

فترفقوا يا أبناء بوالديكم وقد يكون لديهم ما يقولون ولكن لا يستطيعون البوح كما فعل هذا الأب .....

فانسوا أي ماضٍ مؤلم وتذكروا أن لهم فضلا ولو لم يربوكم ..
فكيف وهم من وقف على مصالحكم حتى أصبحتم رجالا راشدين وأمهات .

اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا وارحمهم كما ربونا صغارا .....

الرجاء إهداء القصة لمن تحبون فالكثير يحتاجها ويجب أن يقرأها ويأخذ منها درسا في حياته .
  هذه القصة أدمعت عيني وأحببت أن تصل لقلوبكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..