- ماذا نعني بالديوان:
هي يكلمه فارسيه تعني السجل أو الدفتر. أطلقت مجازاً على مكان حفظ السجّل, والديوان شبيه بالوزارة في
عصرنا. نشأت الدواوين في العهد الراشدي وبالتحديد في عهد عمر بن الخطاب بسبب الحاجة لضبط أموال بين المال وتنظيم الجيش ,واتساع رقعة الدولة والحاجة لتنظيمها والحاجة لمراقبة العمّال والولاة. لقد تعددت وزاد عدد الدواوين كلّما كان بحاجة لذلك في العصر الأموي والعباسي أيضا.- نشأت الدواوين:
يقال أن أبا هريرة عامله في البحرين جاء ومعه كثير من المال فسأله إذا كان المال حلالا فأجابه بالإيجاب. فوقف أمام الناس وحمد ربه واخبرهم عن المال فنصحه أحدهم بإقامة الدواوين فقالوا: دونوا الدواوين. ويقال أن الذي أشار على عمر بإنشاء الدواوين أحد زعماء الفرس الذي اسلم وذلك عندما رآه يرسل جيشا فقال ربما تغيب أحد عن الحرب دون إن يعلم القائد فلذلك أشار عمر بوضع ديوان الجند بعد أن فسره وشرحه له الفارسي.
- الأسباب التي أدت إلى إنشاء الدواوين في الدولة الإسلامية:
1. اتساع وقعه الدولة والحاجة إلى تنظيمها.
2. كثره المخولات والمصروفات والحاجة إلى ضبط الأموال العامة
3. الحاجة لتنظيم الجيش ومعرفة التفاصيل الخاصة بأفراده .
4. الحاجة إلى مراقبة أعمال العمّال والولاة .
- الدواوين التي أنشأها عمر بن الخطاب:
1- ديوان الجند:
أنشأه عمر بن الخطاب, عندما أشار عليه أحد زعماء الفرس ( الذين اسلموا ) أن يضع الديوان بعد أن شرحه له. من أعمال هذا الديوان: تسجيل أسماء الجند حتى ملامحهم, أوصافهم, ونسبهم وقبائلهم وسائر ما يميزهم. ثم عيّن ووزع مقدارا من العطاء لكل واحد منهم.
ويتولى الديوان الإنفاق على تسليح الجند, وإعداد المعدات الحربية وتموين الجيوش. وبإنشاء هذا الديوان , وضع عمر بن الخطاب أساس التجنيد الإلزامي في الإسلام.
2- ديوان الخراج:
أنشأه عمر بن الخطاب وجرى فيه تسجيل مصروفات الدولة ومخولاتها ( وارداتها) من الزكاة والخراج والجزية والعثور, ثم ما يُفرض لكل مسلم من العطاء ( لقد جعل عمر العطاء للمسلمين على أساس , القرابة من الرسول, ثم السابقة في الإسلام ونصرة الرسول. تمكن عمر بن الخطاب بواسطة هذا الديوان تقسيم المخولات على المسلمين والتدقيق في توزيعها وجباية المبالغ المستحقة من جزية وخراج وغيرها. أما سبب إنشائه, فيعود إلى كثرة الأموال التي وصلت بيت مال المسلمين من عامل البحرين أبي هريرة.
- الدواوين في العهد الأموي:
أن كثرة الفتوحات واتساع رقعة الدولة الإسلامية أتاح للأمويين التعرف على الحضارات الأخرى كالفرس والروم فاخذوا منهم بعض الدواوين التي يحتاجونها لدولتهم فقاموا بإنشاء دواوين منها
1- ديوان الرسائل:
يعتبر من أهم الكتاب في الدولة لأنه يطلع على كل إسرار الخليفة وكانت وظيفته الإشراف على مراسلات الخليفة مع أمصار وولايات دولته في بداية الأمر وتطوره بعدها لمراسلات الدول الاخري في حالت السلام والهدنة وكانوا من اكبر كتاب الدولة لأنهم يطلعون على إسرار الدولة والخلافة, وغيرها وكانوا لا يولون هذه المهمة إلا لأقاربهم حتى العهد العباسي
2- ديوان البريد:
لقد خصص هذا الديوان لخدمة إغراض الدولة كنقل أوامر وإخبار السلطة المركزية إلى الولايات وأيضا كانت من مهامه التجسس على الولايات وبعدها انتشر وأصبح العامة يرسلون الرسائل في هذا البريد
3- ديوان النفقات والصدقات:
لقد تمثلت مهمته الكبرى في صرف الأموال على الجيش ونفقتهم أسلحتهم ولباسهم, والصدقات كانت تنفق الأموال على الفقراء والمحتاجين في الدولة
4- ديوان الخاتم:
أنشأه معاوية بن أبي سفيان منعا للتزوير( عليك ذكر حادثة التزوير زمن عثمان بن عفان ... والحادثة بين معاوية وعامله على العراق زياد بن أبيه) فأصبحت الرسائل تختم وتشمّع , فإذا كسر الشمع عنها فقدت قانونيتها. أصبح فيما بعد يحتفظ ديوان الخاتم بنسخة أصلية عن كل ما يُوقّع من رسائل وحسابات, وكذلك عمل الولاة, وذلك للرجوع إليها والمطابقة والمقارنة فيما بينها.
يعتبر هذا الديوان بمثابة أرشيف في أيامنا.
- الدواوين في العهد العباسي:
1- ديوان العزيز والمصادرات:
ديوان العزيز كان مجلس الخليفة يطلق عليه ديوان العزيز وكان يرأس
المجلس الوزير الأكبر ولهذا سمي العزيز وكان رؤساء الدواوين يحضرون ألا أنهم اقل درجة من الوزير
المصادرات
أنشأه الخليفة المنصور لحفظه أسماء من صودرت أراضيهم وأموالهم
ديوان ألأزمّة:
أنشأه المهدي وكان عبارة عن دوائر صغيرة تشرف وتراقب أعمال الدواوين الكبيرة
وتدقق في الحسابات والشؤون المالية التي يتصرف بها كل ديوان من الدواوين.عمل هذا الديوان في العاصمة , أما في الولايات فسُمّي بالزمام. كما أنشأ المهدي ديوان زمام ألأزمّة, الذي ينظم في آن واحد جميع دواوين ألأزمّة, ويوازن ما بين المخولات والمصروفات.
وكان صاحبه يشبه وزير المالية في أيامنا
2- ديوان النظر في المظالم:
أنشاه الخليفة المهدي وكانت وظيفته النظر في ما تقدمه الرعية من شكاوي ضد الولاة
3- ديوان الموالي والغلمان:
استحدثه المعتصم وكانت الغاية منه تسجيل أسماء وغلمان المعتصم من الأتراك والمماليك والاستكثار منهم لخدمة دولته وحكمه.
تعريب الدواوين: كانت الدواوين تكتب بلغات غير عربية، ففي بلاد فارس كانت تكتب بالفارسية وفي الشام باليونانية وفي مصر بالقبطية، في فترة خلافة عبد الملك بن مروان تم نقل لغة الدواوين إلى العربية وبذلك أضاف الصبغة العربية على الدولة تم تعريب النقود أيضا.
بقلم : سليمان ابو خضر-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..