الصفحات

الاثنين، 22 فبراير 2021

إنتا حرامي .. واحنا منّك نتألّم !

    سأحكي لكم الآن بعض قصصي أنا الموظف الحرامي الماثل أمامكم..
لعلكم تتعلمون مني بعض أساليب الحرامية فتفيدون وتستفيدون..
*بدأت حياتي العملية في البلدية .. وكنت مرتاحاً جداً .. وكونت معظم ثروتي هناك.*
*فعندما كنت مراقباً كنت (أطقطق) على المحلات والورش والمطاعم والحلاقين والجزارين وغيرهم .. وأقبض المعلوم في كل زيارة حتى لو وجدتهم يبيعون لكم لحم (البساس) أو يحلقون رؤوسكم (بالمحش) أو يوظفون طباخاً مصاباً بجميع الأمراض ..* *فبطونكم ورؤوسكم وصحتكم ليست أهم من جيبي بصراحة.. ولا تتوقعوا مني القيام بإغلاق مصدر رزقي..*
*نقلت بعدها للقسم الهندسي في البلدية.. وعيونكم ما تشوف إلا النور.. أجمل أيام مرت عليَّ في حياتي.. أصبح دخلي بالملايين.. مشاريع وهمية ومشاريع شبه وهمية.. إسفلت ورصيف وإنارة ونظافة وتشجير وحفر ودفن ومقاولين (حرامية طيبين) (شروى من عندي) لا يطلبون منك أكثر من التوقيع على استلام (خويشهم) المسمّى مشروعاً.. ومخططات عشوائية.. وأراضي خدمات وحدائق ومساجد وسواحل يتم التطبيق عليها.. وهوامير وسفريات ومشالح وفنادق وخرائط ذهبية (وبلاوي).. (أزحلقها (فتتزحلق) الملايين إلى حسابات زوجتي وبنتي وجدتي وبنت عمة خالة جدتي وغير ذلك من الحسابات التي ليست باسمي.. لأنني ذكي(برضه) .. وأنصح الحرامية مثلي بالحسابات النسائية بالذات .. لأنها في الظل.. ولأن المرأة لا تستطيع أن  (تفقع) بملايينك من البلد بسهولة.*
*وفي هذه الجزئية سأنصحكم بنصيحة غالية جداً وهي المحافظة على استمرار المخالفات بكل إمكانياتكم في كل مكان وعدم معالجتها.. لأن المخالفة هي منجم الذهب بالنسبة لكم.. خاصة الأحياء العشوائية.. فكلها (بركة).. محلاتها وعمائرها ومشاريعها وسكانها.. وكنا ندخلها خماصاً ونخرج منها بطاناً من كثرة المخالفات فيها.*

*وعندما شبعت وطلعت (ريحتي) نقلوني إلى الإدارة المالية.. وفي الحقيقة أن الإدارة المالية ليست مغرية كثيراً.. لكن أيضاً فيها الخير والبركة للحرامية المحترفين.. خاصة فيما يتعلق بترسية المناقصات وتسريع تسليم المستخلصات.. مع بعض الهدايا القليلة عند كل شراء.. وبعض التذاكر المجانية.* 

*بعدها سنحت لي فرصة النقل للجمارك.. وكان العمل هناك سهلاً جداً.. فجميع البضائع المغشوشة وقطع الغيار المقلدة والمستحضرات المسمومة والأغذية الفاسدة التي ترونها تغرق السوق اليوم مرَّت من تحت يدي بكل فخر.. وكنت أفسح البضاعة وأنا في مكتبي.. والختم بألف ريال (والحسابة بتحسب) .. طبعاً لا أخفيكم أن ضميري (اشتغل) قليلاً في الجمارك فكنت أمنع المخدرات والمسكرات.. ولا أدري لماذا؟! علماً أنها مربحة أكثر ويمكن تمريرها.. عموماً.. كشفوني بسرعة في الجمارك وعاقبوني بإنذار.. فانزعجت (وطاح وجهي) من الإنذار فنقلت للصحة.* 

*في الصحة.. أنصحكم بالعمل في مستودعات الأدوية.. حيث كنت أبيع الأطراف الصناعية والأدوية الحكومية لعصابات تصدرها خارج المملكة.. خاصة أدوية الضغط والسكر.. وأوقع على أوامر صرف للمستشفيات والمستوصفات الداخلية أو محاضر إتلاف لانتهاء الصلاحية (ولا من شاف ولا من دري).*

*لم يطل بي المقام في الصحة فتنقلت في العديد من القطاعات الحكومية المدنية والعسكرية ووجدت عندهم خيراً كثيراً.. مثلهم مثل غيرهم ..  (وعينت خير).. وأذكر أنني عندما كنت في مصلحة الزكاة والدخل كنت (أساعد) رجال الأعمال بالتغيير قليلاً في قوائمهم المالية ونزع صفر أو صفرين من المليار لتخفيض نصاب الزكاة..وكانوا (ما يقصرون) معي.*

*حاولت النقل للقضاء.. لكن شهادتي في الشريعة لم تكن من جامعة الإمام.. ونصحني بعض الإخوة بالابتعاد لأن المنافسة هناك شديدة جداً.. وأن الجنّ دخلوا على الخط واستولوا على جزء كبير من الكعكة.. ولا أعلم صحة معلوماته هذه.. لكنني انصرفت عن القضاء.*

*الآن أنا متقاعد وأعمل مديراً متطوعاً لجمعية خيرية.. وأستغل اسمها في جمع التبرعات من بعض رجال الأعمال والعجائز.. فأصرف ربعها وآخذ الثلاثة الأرباع المتبقية من باب العاملين عليها.*

*تحياتي لجميع الحرامية*

*📝صالح جريبيع الزهراني*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..