الصفحات

السبت، 21 أغسطس 2021

الوطن والغربة / خواطر متغرب

عشت  طوال عمري في الغربة  وأنا أذرف الدموع شوقاً لأهلي..
ثم إذا زرتُ أهلي.. وجدت نفسي غريباً بينهم
فاتتني أخبارهم وتحولاتهم.. وصرتُ فقط ضيفاَ عندهم!

لأشتاق لوطن المهجر مرة اخرى.. 

قد تطول بنا الحياة ثم نكتشف أن كل مرحلة من مراحل حياتنا هي غربة.....

وقد نعيش أياما نكون فيها غرباء حتى في بيتنا وسط أهلنا..

نعيش ونحن ننكر الكثير من الأمور على المكان الذي نعتبره وطننا.. ونتمنى وطناً غيره

ثم نعيش وننكر أغلب أنماط الحياة في الوطن الآخر ونشتاق للعودة إلى الوطن....

ثم نكتشف.. بين هذا وذاك.. أن لا موطن حقيقي لنا في الدنيا

إنما هي محطات

نهايات وبدايات

والمحطة الأخيرة الوطن الحقيقي هي المثوى الأخير..
هو بيتنا في الجنة

ملكية أبدية أزلية ما دامت السموات والأرض

بيتنا الحالي سينتقل لغيرنا...
 وأملاكنا سيرثها ويوزعها ويبيعها ورثتنا

أولادنا.. سيتزوجون ويغادروننا.
أزواجنا.. قد يُخلصون لنا.. أو يتزوجون غيرنا

والدانا سيرحلان..
اخوتنا سيتشتتون بحثاً عن أرزاقهم

البشر من حولنا يذهبون

وما نمتلكه حقا"
هو ملكية مؤقتة ستذهب إلى غيرنا عندما نفقد أهليتنا في الحياة

حتى ما نكتبه في النت
ستغلق كلها وكأنها لم تكن

الموت هو النهاية الحقيقية للغربة
وهو البداية الحقيقية للعودة الى حضن الوطن
لذا

عندما نعيش بين تلاطم أمواج الغربة طوال الحياة

فإن الشيء الوحيد الذي يجب أن  نفكر فيه هو ما الذي سنتركه في هذه الغربة..

لنمتلكه غدًا بعد موتنا على أرض وطننا

 بيتنا الحقيقي ياسادة في الجنة ولكن بانتظار أن ندفع ثمنه هنا..

صِلْوا حبالكم وقلوبكم بالله ..
وادفعوا ما استطعتم من بضاعة الدنيا ثمناً للٱخرة

ولنتذكر..
إن الرسول عليه الصلاة والسلام.. كان قبره في المدينة  المنورة وليس في مكة المكرمة

وإن أغلب الصحابة من المهاجرين والأنصار.. - رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين - 
قبورهم حول العالم خارج أوطانهم الحقيقية

الوطن ليس ما نولد فيه أو نحمل جنسيته
ولا ما نعيش طفولتنا فيه أو نشب عليه
ولا ما نتزوج أو ننجب أو نبحث عن رزقنا فيه

الوطن المؤقت المزيف هوالذي نعيشه الان هنا وهناك 
هو المكان المؤقت الذي نبيع ونشتري فيه من أعمال الدنيا…

ثمناً لشراء أوطاننا الحقيقية في الاخرة إن شاء الله
اللهُم أعنا على بناء ملكيتنا في الآخرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..