الصفحات

الثلاثاء، 18 أبريل 2023

الحسن البصريُّ -رحمه الله

🔸 وُلِد في آخر عامين من خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.
🔸 وقال أبو بُردة -رحمه الله- عنه: (ما رأيتُ أحدًا أشبه بأصحاب محمد ﷺ منه).
🔸 تُوفِّي سنة عشر ومائة للهجرة.
مَن هو؟ وماذا تعرف عنه؟
🔸 الحسن البصريُّ -رحمه الله- 🔸
أبو سعيد الحسن بن يسار البصريُّ.

🟡 حدث عادي ومولود غير عادي
في العامين الأخيرين من خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كانت مدينة رسول الله ﷺ تستقبل مولودًا جديدًا. 
يبدو حدثًا عاديًّا جدًّا، يحدث ربما كلَّ يوم!
ليس الأمر كذلك، فخلال سنوات، سيكبر هذا المولود ليكون له شأن خاصٌّ، ويهتدي المسلمون بسيرته إلى الآن.

🟡 مَن هو الحسن البصريُّ؟
في ذلك اليوم، وُلِد الحسن بن يسار البصري، أحد أكبر أئمة التابعين الذين عُرِفوا بعلمهم الغزير وورَعِهم الكبير.
والده هو أبو الحسن (يسار) من سبي مَيسان إحدى قرى العراق.
ويُقال: إنَّ والدته اسمها (خَيرة)، وأنها كانت تخدم أم المؤمنين (أم سلمة) -رضي الله عنها-.

🟡 أجواء إيمانيَّة حول الطِّفل الصَّغير:

نشأ هذا الطِّفل الصَّغير في زمن مميِّز؛ حيث كان مُحاطًا بكبار الصَّحابة، وما حولهم من أجواء ورَعٍ وتقوى ونَهَمٍ في طلب العلم.
ومن هنا يَكبرُ الحسنُ البصريُّ -رحمه الله- ليصبح غزير العلم، شديد الزُّهد في الدُّنيا، حتى إنَّ النَّاس احتارت في غزارة علمه وشدَّة ورَعِه، وقالوا في ذلك قصصًا كثيرة.

🟡 عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يدعو له:

فقد كانت والدة الحسن تُخرِجه لكبار الصحابة، وهو لا يزال طفلًا صغيرًا، فيدعون له.
ويُقال أيضًا: إنها أخرجته يومًا ما إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فدعا له قائلًا: (اللهم فقِّهه في الدِّين، وحبِّبه إلى النَّاس)، وَفْقًا لما رواه الإمام الذهبي في (سير أعلام النبلاء): (٤/ ٥٦٥).

🟡 نشأة الحسن في بيوت رسول الله ﷺ:

وكانت أمَّ المؤمنين (أم سلمة) -رضي الله عنها- تُرضِعه إذا بكى عندما تنشغل والدته (خيرة) بأعمالها.
كما تقول الروايات التي تُرجِع علمه وورعه إلى نشأته في بيوت رسول الله ﷺ.

🟡 الحسن وخطبة الجمعة لعثمان بن عفان -رضي الله عنه-:

ويقول الحسن البصري -رحمه الله- عن نفسه: (كنتُ أدخل بيوت رسول الله ﷺ في خلافة عثمان أتناول سقفها بيدي، وأنا غلام محتلم). [انظر ابن سعد: (٧/ ١٦١)].
كما يُقال أيضًا: إنَّه حضر خطبة الجمعة لعثمان بن عفان -رضي الله عنه-.
ويقول الحسن -رحمه الله- عن معاصرته لعثمان -رضي الله عنه-: (كنتُ يوم قُتِل عثمان ابن أربع عشرة سنة). [سير أعلام النبلاء: (٤/ ٥٦٩)].

🟡 صفات الحسن البصري:

يشُبُّ هذا الصبيُّ وتذيع عنه الكثير من الصِّفات الحميدة؛ حتى إنَّ البعض شبَّهه بأصحاب رسول الله ﷺ.
فعن أبي بردة -رحمه الله- قال: (ما رأيتُ أحدًا أشبه بأصحاب محمد ﷺ منه). [انظر ابن سعد: (٧ / ١٦٢) وسير أعلام النبلاء: (٤/ ٥٧٢)].
        
🟡 مكانة مميَّزة في العلم:

ويبلغ الحسن البصري -رحمه الله- مكانة في العلم والتَّواضع والزُّهد لا يبلغها إلا كبار الأئمة، حتى إنَّ قتادة -رحمه الله- يقول: (ما جمعتُ علم الحسن إلى أحد من العلماء إلا وجدتُ له فضلًا عليه، وما جالستُ فقيهًا إلا رأيتُ فضل الحسن). [سير أعلام النبلاء: (٤/ ٥٧٣)].
ويقول عنه أيضًا: (كان الحسن من أعلم النَّاس بالحلال والحرام). [الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: (٤٢/٣)].

🟡 أقرب النَّاس قولًا من عملٍ:

تصبح مكانة هذا العالم العابد لا تُضاهَى، ويشهد الكلُّ له في ورَعِه وعلمه وزُهده؛ فقد كان الحسن -رحمه الله- جامعًا، عالمًا، فقيهًا، ثقةً، حُجَّة، مأمونًا، عابدًا، ناسكًا، كثير العلم، فصيحًا؛ كما يقول عنه محمد بن سعد في (الطبقات).
ويقول عنه يونس بن عبيد -رحمه الله-:
(أمَّا أنا فإني لم أرَ أحدًا أقرب قولًا من عملٍ من الحسن). [سير أعلام النبلاء: (٤/ ٥٧٤)].

🟡 تواضُع الحسن البصري:

وأخيرًا؛ كلما ارتفعت مكانة الحسن البصري -رحمه الله- ازداد زُهدًا وتواضعًا لله تعالى؛ حيث يروي عمران القصير -رحمه الله- قائلًا: (سألتُ الحسن عن شيء، قلتُ: إنَّ الفقهاء يقولون كذا وكذا، فقال: وهل رأيتَ فقيهًا بعينك؟! إنما الفقيه الزَّاهد في الدُّنيا، البصير بدينه، المداوم على عبادة ربِّه).
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..