الصفحات

الجمعة، 26 يوليو 2024

كتاب صفحات في علوم القراءات -

[تعريف الوقوف لغة واصطلاحا]... 

المبحث الثالث:
الركن الثاني معرفة الوقوف
تعريف الوقف:
لغة واصطلاحا


لغة:
الكف والحبس، يقال: أوقفت الدابة؛ أي: حبستها.
واصطلاحًا:
عبارة عن قَطْعِ الصوت عند آخر كلمة، زمنًا -يقدر بحركتين- يتنفس فيه عادة، بنية استئناف القراءة، لا بنية الإعراض عنها.ويكون الوقف في رءوس الآيات، أو في أوساطها، ولا يجوز في أوساط الكلمات، ولا فيما اتصل رسمًا،
نحو:
"أينما، إنما، ألا ... ".


[نشأة علم الوقف وأهميته]
الأصل في الوقف ما ورد عن أم سلمة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية، يقول: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ثم يقف، ثم يقول: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ثم يقف، ثم يقول: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ثم يقف، ثم يقول: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ثم يقف١.فالوقف والاهتمام به ثابت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكان الصحابة -رضي الله عنهم- يهتمون به عند القراءة، ويتناقلونه مشافهة، ويتعلمونه كما يتعلمون القراءة،

١ سبق تخريجه.

[بداية التأليف فيه]لقد استمر السلف الصالح في الصحابة والتابعين يتناقلون مسائل هذا العلم مشافهة إلى أن جاء عصر التدوين، فبدأ العلماء بالتدوين والتأليف فيه.وفيما يلي نذكر بعض الكتب المؤلَّفة فيه:١- كتاب "الوقف والابتداء" لضرار بن صرد المقرئ الكوفي "ت١٢٩هـ"١.٢- كتاب "الوقوف" لشيبة بن نصاح المدني الكوفي "ت١٣٠هـ". قال ابن الجزري: "هو أول مَن ألف في الوقوف"٢.٣- كتاب "الوقف والابتداء" لأبي عمرو بن العلاء "ت١٥٤هـ" من القراء السبعة.٤- "الوقف والابتداء" لحمزة بن حبيب الزيات الكوفي "ت١٥٦هـ" من القراء السبعة.


١ الفهرست لابن النديم ص٣٨.
٢ غاية النهاية ١/ ٣٣٠.

أنواع الوقف عمومًا:الوقف ثلاثة أنواع:١- وقف الفقهاء.٢- وقف النحويين.٣- وقف القراء.١- وقف الفقهاء:هو حَبْسُ مال أو عِقَار أو أي شيء يمكن الانتفاع به لجهة معينة.ودليل مشروعيته قوله تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ... } ١.٢- وقف النحويين:هو قطع النطق عند آخر الكلمة، والوقف عليها بصورة معينة؛ نحو قولك: "رأيت زيدًا" فتقف وتقول: رأيت زيدًا، أو زيدَ، أو زيدْ.


١ آل عمران: ٩٢.


[بعض رموز الوقف]

م: تعني الوقف اللازم.وهو لزوم الوقف على ما تم معناه، فإن لم يوقف عليه أوهم غير المعنى المراد، وهو على ثلاثة أقسام:١- التام: نحو الوقف على: "فلا يحزنك قولهم -م- إنا نعلم ما يسرون ... ".٢- الكافي: نحو الوقف على: "وما هم بمؤمنين -م- يخادعون الله".٣- الحسن: نحو الوقف على: "واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق -م- إذ قربا قربانا ... "١.... - ... : أي وقف المعانقة أو المراقبة.وهو الوقف على أحد الموضعين، فإن وقف على موضع لا يقف على ثانيهما، نحو: "ذلك الكتاب لا ريب ... فيه ... هدى للمتقين".صلي: أي يجوز الوقف، والوصل أولى.قلي: أي يجوز الوصل، والوقف أولى.ج: يجوز الوقف.ط: الوقف المطلق.

١ راجع: النشر ١/ ٢٣٢، ٢٣٣.


[كيفية الوقف]
كيفية الوقف على ثلاثة أقسام:
١- بالسكون المحض: ويجوز على السواء على الموقوف عليه: المرفوع، والمنصوب، والمجرور، نحو: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} ، {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ، {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} .

٢- بالإشمام: هو ضم الشفتين بعيد الوقف بالسكون، ولا يجوز إلا على المرفوع نحو: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} .

٣- بالروم: وهو الإتيان ببعض الحركة، وقُدِّر بثلثيها؛ بحيث يسمعه القريب ولا يسمعه البعيد، ولا يجوز إلا في المرفوع والمجرور، نحو: {يَوْمِ الدِّينِ} ، {نَسْتَعِينُ} .
الوقف بالإشمام وبالروم يتعلقان بالسماع من أفواه المشائخ المتقنين مشافهة.
إذا كان الموقوف عليه منونًا بالنصب، نحو: {عَلِيمًا حَكِيمًا} ، {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا} وقف عليه بإبدال التنوين ألفًا، ويسمى مد عوض.
إذا كان الموقوف عليه "ة" المربوطة وقف عليها بإبدالها هاءً، نحو: {وَبِالْآخِرَةِ} .

[بعض الكتب المطبوعة في الوقف والابتداء]

١- الإيضاح في الوقف والابتداء، لابن الأنباري "ت٣٢٨هـ" طبع بتحقيق د/ محيي الدين رمضان عام ١٣٩١هـ.

٢- القطع والاستئناف، لابن النحاس "ت٣٣٨هـ"، طبع بتحقيق د/ أحمد خطاب العمر عام ١٣٩٨هـ.

٣- المتكفي في الوقف والابتداء، لأبي عمرو الداني "ت٤٤٤هـ".طبع بتحقيق د/ يوسف المرعشلي، عام ١٤٠٤هـ.

٤- المقصد لتلخيص ما في المرشد، لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري "ت٩٢٦هـ"، طبع عدة مرات.

٥- منار الهدى في الوقف والابتداء، للأشموني "من أعيان القرن الحادي عشر الهجري"، طبع عدة مرات.

[السكت والقطع]
أولًا:
تعريف السكت
لغة:المنع.
واصطلاحًا:قطع الصوت زمنًا -دون زمن الوقف- من غير تنفس، بنية العود إلى القراءة في الحال.
وله حالتان:
١
1- يكون في وسط الكلمة، نحو: القرآن.
٢- ويكون في آخر الكلمة-وصلا- نحو: "من آمن، بل ران".وأكثره وقوعًا على الساكن قبل الهمز، سواء كان الساكن صحيحًا، نحو: "من آمن، القرآن".


وللمزيد تفصيلا
تابع هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..