الصفحات

الاثنين، 30 سبتمبر 2024

حكم ترك سجدة التلاوة في الصلاة الجهرية

س: الأخ (م. س. ع) من ثادق في المملكة العربية السعودية يقول في سؤاله: صليت مع أحد الأئمة صلاة المغرب، وقرأ في الركعة الأولى سورة العلق: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، وبعد تكبيرة سجدت سجدة التلاوة، ولكني فوجئتُ به يقول: "سمع الله لمن حمده"، أي أنه لم يسجد سجدة التلاوة، فنهضت وتابعت معه الركعة بدون ركوع، وبعد السلام نهضت وأتيت بركعةٍ بدل الركعة الأولى التي لم أتمكن فيها من الركوع مع الإمام.

أرجو من سماحة الشيخ الإفادة عن فعلي هذا: هل وافق الصواب أم لا؟
كما أرجو الإفادة عن ترك الإمام لسجدة التلاوة. أفتونا جزاكم الله خيرا.

ج: المشروع للإمام إذا قرأ آية السجدة في الصلاة الجهرية أن يسجد تأسيًا بالنبي ﷺ في ذلك، ومَن لم يسجد فلا حرج عليه؛ لأن سجود التلاوة سنة وليس بواجبٍ.
ومن الدليل على ذلك: أنه ثبت عن النبي ﷺ أن زيد بن ثابت قرأ عليه سورة النجم فلم يسجد فيها، ولم يأمره النبي ﷺ بالسجود. فدل ذلك على عدم الوجوب.
أما أنت فصلاتك صحيحة، والأفضل لك لما عرفت أنه لم يسجد أن ترفع وتستتم قائمًا، ثم تركع وتطمئن في الركوع، ثم ترفع وتستتم قائمًا وتطمئن، ثم تُتابع إمامك ولا حرج عليك في التَّخلف عنه؛ لأنك معذور لعدم علمك بأنه راكع، وهكذا لو غفل المأمومُ عند ركوع الإمام بنعاسٍ أو وسوسةٍ أو نحو ذلك، فلم ينتبه حتى رفع الإمام من الركوع، فإنه يركع ويطمئن، ثم يرفع ويطمئن، ثم يُتابع إمامه، ولا حرج عليه؛ لكونه لم يتعمد التخلف. والله ولي التوفيق[1].
  1. من الأسئلة الموجهة لسماحته من المجلة العربية. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 11/ 413).
هل هناك ما يقوم مقام سجود التلاوة إذا لم يتمكَّن الإنسان من السجود؟

سجود التلاوة مشروعٌ لإظهار تمام العبودية لله سبحانه؛ وذلك حال تلاوة المسلم أو استماعه لآية من الآيات الداعية في معناها إلى السجود لله تعالى.

وسجود التلاوة ليس فرضًا؛ فجاز تركه بلا إثم لـمَنْ لم يتمكن منه؛ كمَنْ لم يكن على طهارة مثلًا؛ مراعاةً للتأدب في حضرة الله المولى تعالى.

وفي الذكر سعةٌ لـمَنْ لم يسجد لعذرٍ ولو كان متطهرًا؛ كأن يقول: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.

قال العلامة القليوبي في "حاشيته على شرح المحلي على المنهاج" (1/ 235، ط. دار الفكر): [يقوم مقام السجود للتلاوة أو الشكر ما يقوم مقام التحية لمَن لم يُرد فعلها ولو متطهرًا؛ وهو: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر] اهـ.

وقال العلامة سليمان الجمل في "حاشيته على شرح المنهج" (1/ 467، ط. دار الفكر): [فإن لم يتمكّن من التطهير أو من فعلها لِشُغْلٍ قال أربع مرات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؛ قياسًا على ما قاله بعضهم من سنّ ذلك لمَنْ لم يتمكن من تحية المسجد لحدثٍ أو شغلٍ، وينبغي أن يقال مثل ذلك في سجدة الشكر أيضًا] اهـ.

وبناءً على ذلك: فإنَّ سجود التلاوة عند مواضعه من القرآن الكريم سنة مؤكدة في حق التالي والسامع؛ فيثاب فاعله ولا يؤاخذ تاركه، وفي الذكر سعةٌ لمَن لمْ يسجد؛ كأن يقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.

والله سبحانه وتعالى أعلم.

- الفتاوى - دار الإفتاء المصرية - دار الإفتاء

-
مصدر
-
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..